أكد محللون سياسيون على أن خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني كان يهدف إلى كسر العزلة التي تعيش فيها إيران وإقناع العالم بأنها دولة تسعى إلى السلام مع جيرانها، بدون التخلي عن المضمون والثوابت السياسية لدى طهران. وأشار المحلل الاستراتيجي الدكتور علي التواتي إلى أن السياسة الإيرانية لا تتحرك بعشوائية ولديها مراكز بحوث تابعة للحكومة وتعمل على دراسة كافة التوجهات وتقيس ردود الأفعال حيال كل ما يصدر عن طهران. مبينا أن إيران تبني منذ وقت طويل علاقات سرية وغير معلنة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الغربية. وأضاف أن خطاب الرئيس الإيراني كان يهدف إلى محاولة كسر العزلة التي واجهتها طهران في الفترة الماضية خلال رئاسة أحمدي نجاد وتصريحاته النارية ضد إسرائيل. وتخفيف المقاطعة الاقتصادية والإيحاء إلى أنها تحاول أن تغير من بوصلتها أقصى اليسار إلى الوسط. وأوضح بأن إيران تحاول تقديم تنازلات للولايات المتحدة والغرب ضمن أجندة محددة محاولة عدم التخلي عن برامجها النووية. وأشار التواتي إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تريد من خلال كسب الملف الإيراني لحفظ ماء الوجه بعد الفشل الذريع التي واجهت السياسة الخارجية الأمريكية في عدة محاور. وأفاد بأن سورية بالنسبة لإيران ما هي إلا ورقة تلعب بها إقليمياً لتثبت أنها قادرة على التحكم في المنطقة وهي ورقة قابلة للمساومة على حساب إبقاء مفاعلاتها النووية بعيداً عن أي ضربات عسكرية محتملة. ومن جانبه، أكد المحلل السياسي الدكتور أنور عشقي على أن خطاب الرئيس روحاني لم يقدم حلا ولكنه كان يهدف إلى مداعبة المشاعر الإسرائيلية عندما تطرق إلى الجرائم النازية في حق اليهود وتأييده للسلام الإسرائيلي الفلسطيني، ووصف إيران بأنها دولة تبحث عن السلام مع جيرانها. وبين بأن روحاني كان يقدم من خلال خطابه أيضاً أي حل يقود إلى حث الغرب وأمريكا على رفع العقوبات الدولية المفروضة على بلاده، حتى أنه صدم عندما رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما مصافحته بشكل فردي. ومن جهته، أوضح المحلل السياسي الدكتور صدقة فاضل أن المراقبين السياسيين صدموا من خلال خطاب الرئيس الإيراني الذي كان شكلياً فقط ولا يمس جوهر السياسة الإيرانية المتعنتة. وأضاف بأن السياسة الإيرانية ستظل كما هي بثوابتها حسب ما يراه ويرسمه المرشد الأعلى، والذي يعتبر هو الموجه الأول وسلطاته تتعدى مؤسسة الرئاسة ومجلس الشورى والسلطة القضائية في إيران، حيث سلطته هي سلطة مطلقة. ويشير فاضل إلى أن وجوه الرؤساء في إيران تتغير ولكن يظل المرشد الأعلى هو صاحب القرار الأقوى وهو الذي يحدد ما يراه مناسبا للسياسات الإيرانية الداخلية والخارجية.