قال السفير إدوارد ووكر المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي في استطلاع ل «عكاظ» إن خطاب الرئيس الأمريكي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول قد حدد ملامح الموقف الأمريكي في عدد كبير من قضايا منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة القادمة. وأكد السفير ووكر أن الرئيس أوباما قد جدد التزام بلاده بدعم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخروج من الأزمات الداخلية والبينية التي تعانيها، محذرا من «فراغ قيادي» ستعانيه المنطقة في حال استنكفت واشنطن عن القيام بذلك الدور. غير أن الرئيس أوباما قد أكد أيضا على جاهزية الولاياتالمتحدة لاستخدام كل خياراتها بما فيها القوة العسكرية لضمان مصالحها الحيوية في المنطقة، وحماية حلفائها، وأيضا للمحافظة على تدفق الطاقة من المنطقة إلى العالم. واعتبر السفير ووكر أن الدور الأمريكي الذي بنى عليه الرئيس أوباما خطابه هو العمل الجاد لتحقيق الاستقرار والسلام في ربوع العالم وهذا ما نادى به الرئيس أوباما في خطابه. كما ونبه السفير ووكر أن دعوة الرئيس أوباما فى خطابه أمس الأول إلى ضرورة تخلي كل من روسياوإيران عن فكرة بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، هو أمر ضروري لإيجاد الحل السياسي للمأساة التي تعيشها سورية اليوم. ونبه السفير ووكر أن «مصلحة الولاياتالمتحدة أن يكون هناك شرق أوسط مزدهر يسوده السلام»، وقال إن الرئيس أوباما نبه إلى أنه «لا يمكن تحقيق ذلك بالقوة» خصوصا وأن العراق أثبت أن الديمقراطية لا يمكن تحقيقها بالقوة، ولذلك كانت هناك ضرورة للعمل الدبلوماسي وتقديم المرونة الكافية لتحقيق الازدهار والديمقراطية والسلام في منطقة الشرق الأوسط التي تتطلع إلى ذلك وأن الولاياتالمتحدة لها دور هام في تحقيق ذلك. وحول الملف الإيراني والملف الفلسطيني قال السفير ووكر إن الرئيس أوباما قد أعلن في خطابه أن الولاياتالمتحدة ملتزمة بمنح فرصة للمسار الدبلوماسي مع إيران، وأنها ستواصل دعمها للمسار التفاوضي بين إسرائيل والفلسطينيين. وأشار إلى أن الرئيس أوباما أوضح أن الدبلوماسية الأمريكية ستركز في المرحلة المقبلة على الملف النووي الإيراني والصراع العربي الإسرائيلي. من جهته، الدكتور دافيد بينسن الباحث في معهد كاتو للفكر السياسي فى واشنطن أفاد ل«عكاظ» أن ما ورد في خطاب الرئيس أوباما بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي كان لافتا للنظر حيث أصر الرئيس أوباما على التزام إدارته بحل الدولتين، مؤكدا بأن الاستقرار لن يتحقق في المنطقة دون وجود دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. وقال الدكتور بينسن إن التزام الولاياتالمتحدة بقيام «دولة مستقلة يعيش فيها الشعب الفلسطيني بأمن وسلام بات أحد أولويات السياسية الخارجية للولايات المتحدة والتي يشرف عليها وزير الخارجية جون كيرى بصفة شخصية». وحول الملف المصري قال الدكتور بينسن أن الموقف الأمريكي كان واضحا وأن كلمة الرئيس أوباما قد تحدثت بوضوح حول هذا فقد انتقد الرئيس في كلمته سياسات كل من الرئيس المعزول محمد مرسي، والحكومة الانتقالية التي خلفته، وقال إن الجانبين اتبعا سياسات تخالف المبادئ الديمقراطية، ولكنه في ذات الوقت أكد بأن الولاياتالمتحدة «ستحافظ على علاقتها مع الحكومة الانتقالية في ملفات هامة كمعاهدات كامب ديفيد ومحاربة الإرهاب، مؤكدا بأن الولاياتالمتحدة ستستمر في تقديم المساعدات في نطاق التعليم وغيره لكن تم تأخير بعض الدعم العسكري لمصر حتى تثبت الحكومة المؤقتة اتخاذها إجراءات ديموقراطية وحماية حقوق الإنسان في مصر. وفي السايق ذاته، أكد الدكتور بينسن أنه لا يوجد حل للأزمة فى سوريا سوى حل سياسي وأن الرئيس أوباما قد أوضح بأن التهديد العسكري دفع مجلس الأمن للتحرك، مشددا على ضرورة إيجاد «حل دبلوماسي للأزمة السورية خاصة بعد التوصل إلى اتفاق لوضع حد للأسلحة الكيميائية السورية». كما أن مصلحة الولاياتالمتحدة تكمن في «رخاء الشعب السوري وجيرانه وتدمير الأسلحة الكيميائية».