أكد عدد من الخبراء السياسيين أن كلمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام فعاليات الدورة ال86 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس أكدت تراجع الرئيس أوباما عن الدعم المطلق لجماعة الإخوان المسلمين، وتحذير إيران من المضي قدما في برنامجها النووي، ودعم عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن الولاياتالمتحدة جاهزة لاستخدام القوة حال عدم التزام الرئيس السوري بتنفيذ اتفاق التخلص من الأسلحة الكيماوية. وقال الدكتور سيد مهنا أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة إن خطابات الرؤساء الأمريكيين أمام الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة تتسم دائما بالشمول والتطرق للقضايا المختلفة، مشيرا إلى أن كلمات أوباما عن مصر تضمنت تراجعا أمريكيا واضحا عن دعم جماعة الإخوان المسلمين عندما قال أوباما إن مرسي انتخب بشكل ديمقراطي لكنه لم يحكم بالديمقراطية، وإنه عجز عن حكم مصر، وإن الولاياتالمتحدة ستواصل التعاون مع الحكومة المؤقتة في مصر. ونوه الدكتور سيد مهنا بإصرار الرئيس الأمريكي على إحداث اختراق في عملية السلام، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية تبدو جادة للغاية في تحقيق السلام لكن إسرائيل لا يعنيها السلام من قريب أو بعيد. وعن الملف السوري قال إن اللافت في حديث أوباما هو دعوته للمجتمع الدولي أن يكون جاهزا لاستخدام القوة دائما حتى يشكل ضغطا على الرئيس السوري بشار الأسد حال لم يلتزم بتطبيق الاتفاق الأمريكي الروسي حول الأسلحة الكيماوية. وعن الملف الإيراني أكد الدكتور مهنا أن الرئيس أوباما كان واضحا في توصيف العلاقات بين بلاده وإيران عندما قال إن الخلافات بين بلاده وإيران عميقة للغاية، ولا يمكن حلها بين ليلة وضحاها، لافتا إلى أن هذا الحديث ينفي ما يقال عن تحسن في العلاقات الأمريكيةالإيرانية على خلفية الأحاديث المعسولة للرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني. من جانبة قال الدكتور ممدوح النشار نائب مدير المركز الوطني للدراسات إن خطاب أوباما تناول الكثير من القضايا، لكن أبرز ما تحدث فيه ثلاثة ملفات تتعلق بالوضع في سوريا ومصر والعلاقات مع إيران. وحول العلاقات مع مصر أكد النشار أن إدارة أوباما باتت أكثر واقعية في التعامل مع مصر بعد إصرار الإخوان على الانتحار السياسي بممارسة العنف، وفي نفس الوقت تمضي الدولة المصرية في تنفيذ خريطة الطريق بنجاح كبير وتنتقل من مرحلة لجنة الخبراء إلى لجنة الخمسين بنجاح كبير، وأن الولاياتالمتحدة باتت متأكدة من فشل جماعة الإخوان المسلمين خلال الفترة الماضية ولا يمكن أن تحرق كل أوراقها في مصر، لذلك جاءت كلمات أوباما إيجابية للتعامل مع الحكومة المصرية المؤقتة، وتأكيده على التعاون الكامل معها. وحول الملف السوري قال الدكتور النشار إن كلمات أوباما تحمل عدم ثقة في الرئيس السوري، وإنه ليس أمام المجتمع الدولي سوى أن يظل خيار القوة العسكرية مطروحا على الطاولة لضمان جدية النظام السوري في تنفيذ المتفق عليه بين وزيري الخارجية الأمريكي والروسي، وإن مناشدة أوباما للمجتمع الدولي لبقاء خيار القوة على الطاولة تأتي من خبرة العالم مع الأسد بأنه لا يفي بأي وعود. وعن العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران قال النشار إن الكثيرين توقعوا تحولا دراماتيكيا في العلاقات الامريكيةالإيرانية بعد تولي الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، وذهب البعض إلى وجود قلق في المنطقة وحتى في إسرائيل من حدوث تقارب مفاجئ بين طهران وواشنطن، إلا أن كلمات الرئيس أوباما أكدت على هوة وعمق الخلافات الأمريكيةالإيرانية ليس فقط في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني لكن أيضا بسياسات إيران في المنطقة خاصة دعمها للنظام السوري في قتل شعبه، وزعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها.