بعد التوقعات ببدء موسم الامطار في جدة العام المقبل الذي يبدأ بحسب ما أوضحت الارصاد في شهر محرم القادم، بدأ سكان العروس يتوجسون من الامطار وذلك بسبب السيول التي اجتاحت محافظة جدة مرتين عامي 1430 و1432ه حيث عملت اللجنة المكلفة التي يرأسها صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الوزارية الفرعية لمشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول، على انجاز مشاريع السدود الخمسة التي افتتحها سموه بحضور أربعة وزراء هم؛ صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، ووزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، ووزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين، ووزير النقل الدكتور جبارة الصريصري، وعدد من المسؤولين في 1/5/1434ه. وفي هذا السياق أوضحت إدارة الدفاع المدني في جدة عن استعدادها لمواجهة موسم الامطار عبر مراكز وفرق الدفاع المدني المنتشرة على كامل مساحة المحافظة وعددها 57 مركزا وفق خطة تنفيذ داخلية تنظم اعمال التدخل لتنفيذ مهمات الإطفاء والانقاذ الأرضي والمائي. وكانت مشروعات الحلول الدائمة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول قد اشتملت على إنشاء خمسة سدود في أودية أودية غيا، أم حبلين، وادي دغبج، وادي بريمان، وسد وادي غليل، وملحقاتها، وتوسعة مجاري تصريف مياه الأمطار الحالية، كما تم انشاء قناة جديدة لتصريف مياه الأمطار بمحاذاة مطار الملك عبدالعزيز الدولي، وتعد هذه المشاريع من أهم المشاريع التي تعلن حالة التأهب في حال سقوط الامطار على محافظة جدة. أم حبلين يعتبر مشروع سد وادي أم حبلين من المشاريع الهامة لدرء مخاطر السيول وقد وصل السد الرئيسي للارتفاع الكامل المطلوب والمتمثل في 13 مترا، حيث تم الانتهاء من جميع الأعمال المتعلقة به من جدار قاطع وأنابيب تصريف وأعمال صب خرسانة للواجهة الأسمنتية المسلحة وجدار صد الأمواج السطحية وتركيب الإنارة، كذلك الحال للسد الرديف. وادي غيا أما سد وادي غيا فقد تم عمل ردم الصخور فيه وتم بلوغ المستوى النهائي للسد بارتفاع 18 مترا، كما أنجز صب اللوحات الخرسانية المشكلة لواجهة السد الرئيسي بنسبة 100%، إضافة للسد الرادف الشمالي والجدار القاطع. فيما أنجز في السد الرادف الجنوبي ومفيض السد ومجرى تصريف الأمطار والمجرى الخرساني بميلان طوله 1.5 كلم. وادي دغبج وبخصوص الأعمال في وادي دغبج بما فيها السد الرديف وأعمال السفلتة ومفيض السد لم تتبق سوى أعمال الحواجز الحديدية بجانب القناة الفرعية وتم فتح 7 تقاطعات أمام حركة السير. وادي بريمان وفي ما يخص سد وادي بريمان أوضحت الشركة المنفذة للمشروع أن أعمال الخرسانة لواجهة السد الأساسي والسد الرادف الجنوبي والشمالي انقضت، كما شمل الإنجاز قطع الخرسانة والبالغ عددها 165 بمساحات تراوح بين 40 و144م2 مع صب كامل أجزاء الجدار الحاجز بارتفاع مترين من أصل 10 أجزاء. وادي غليل وعن سد وادي غليل أنجز العمل بالكامل من حيث الخرسانة وردم طبقات السد، بالاضافة الى السد الجانب والانتهاء من أعمال طرق الخدمات التابعة للسد دون تاخير. يذكر أن الحلول العاجلة والدائمة في جدة بلغت في مراحلها الاولى تنفيذ 14 مشروعا في عام 1432ه، وجاءت المرحلة الثانية من مشاريع حماية النطاق العمراني لمحافظة جدة من أخطار السيول والتي قامت بإنشاء خمسة سدود وملحقاتها من سدود رادفة، مفيض للسدود، وقنوات تصريف وطرق في سدود وادي غيا، أم حبلين، وادي دغبج، وادي بريمان وسد وادي غليل، كم تمت اعادة وتأهيل وتوسعة مجاري السيول الثلاثة الرئيسة وهي مجاري السيول الشمالية والجنوبية والشرقية لتتحمل شدة مطرية بمعدل تكرار 100 عام، واما بخصوص الجهات الاخرى ذات العلاقة فقد أكدت مديرية الدفاع المدني بجدة التي تحدث فيها العميد سالم المطرفي مدير الدفاع المدني بجدة أن مهامهم لمواجهة مخاطر الامطار والسيول بمحافظ جدة تلخصت من خلال مراكز وفرق الدفاع المدني المنتشرة على كامل مساحة المحافظة وعددها (57) مركزا وفق خطة تنفيذ داخليه تنظم اعمال التدخل لتنفيذ مهام الاطفاء والانقاذ (الارضي والمائي) وتبدأ هذه الخطة في التنفيذ منذ بداية كل موسم حيث تتم مراقبة الاحوال المناخية والتقلبات الجوية من خلال نظام الانذار المبكر في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وذكرت المديرية أنه تم توفير كامل التجهيزات الالية والفنية الخاصة بالتعامل مع السيول، وكذلك القوى البشرية اللازمة لتشغيلها وفق الخطة. وذكر العميد سالم أن الدفاع المدني بجدة حددت ايضا مراكز دعم واسناد لفرق الدفاع المدني والجهات الحكومية الاخرى ذات العلاقة لتكون مراكز انطلاق للتدخل السريع في حالات السيول وهي تغطي معظم المناطق الهامة وعددها (16) مركز ومهمتها الاساسية الدعم والإسناد، ومراكز تنسيق اعمال الجهات التي تباشر الحدث، كما أوضح العميد المطرفي ان هناك خطة هامة تنظم عمل جميع الجهات الحكومية المعنية بمواجهة الحالات الطارئة والتي قد تنجم لا سمح الله عن الامطار والسيول وهذه الخطة معتمدة من صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن ماجد محافظ جدة تحت مسمى (الخطة التنفيذية الموحدة للجهات المعنية بمواجهة مخاطر الامطار والسيول بمحافظة جدة) وهي تنظم بشكل محدد دور كل جهة في التعامل مع الحدث منذ بدايته وحتى انتهاء واعادة الاوضاع، وقد رمزت بكود طوارئ ليسهل التعامل بها وتنفيذها وقد سبق ان نفذت تجارب ميدانية عليها للتمرين والتعريف بما تتضمنه الخطة، كما ان هناك وسائل متعددة للأنذار المبكر ترسل للمواطنين عن طريق الرسائل القصيرة للتنبيه عن تقلب الاجواء كما ان هناك أنظمة انذار ثابتة على السدود الهامة مزودة بكاميرات مراقبة وكذلك انظمة انذار متحركة قد تستخدم في حالات ازدياد الخطورة وفق ما يتطلبه الوضع لذلك، بالإضافة الى نشر دوريات السلامة وفرق الانقاذ في المواقع الهامة قبل هطول الامطار لتقوم بالتحذير عند جريان السيول في الاودية أو ارتفاع مستوى المياه في السدود. تفعيل الوعي وأوضح العميد سالم المطرفي أن الوعي مطلوب لدى كافة افراد المجتمع أثناء هطول الامطار بمتابعة تقارير الاحوال الجوية وعدم الخروج من المنازل الا في حالات الضرورة. وملاحظة مناطق السير المنخفضة وتوجيه الاطفال خصوصا بعدم الاقتراب من تجمعات المياه بما في ذلك اثناء التنزه او بعد انتهاء هطول الامطار والسيول.