ليس جديدا أن يعتلي الهلال صدارة الترتيب وقد أصبح رديفا للبطولات على مختلف الأصعدة ولم ينقطع عنها منذ سنوات، وظل الزعيم الثابت الوحيد في جميع معادلات المنافسة بين الأندية الكبيرة على البطولات المحلية والقارية، لكن الجديد المثير هذا الموسم هي عودة النصر إلى الواجهة بعد غياب طويل ومنافسة غريمه التقليدي على صدارة الترتيب والبطولات، ورغم أن فارس نجد قد نجح في الموسمين الأخيرين في بلوغ نهائيين خسرهما لصالح الاهلي في نهائي كأس الملك والهلال في نهائي كأس ولي العهد إلا أن وجوده في الدوري على هذا النحو الجيد يبدو أمرا مختلفا. يدرك النصراويون أن منافسهم هذه المرة شرس ومتمرس على الإنجازات وله الكلمة الأعلى في مواجهاتهما المباشرة، لكن بوادر العودة بدت واضحة في العام الأخير للادارة الحالية لاسيما في ظل الصرف الكبير الذي بذل من أجل إنقاذ العمل المتطور منذ خمسة أعوام. وشهد موسم 94-95 آخر تنافس بين الفريقين على لقب الدوري وكان حينها بنظام المربع الذهبي وفاز النصر حينها بثلاثية لهدف، بينما بنظام النقاط كانت المواسم من عام 77 إلى 81 هي الفترة التي كان التنافس بينهما مألوفا وهما يتزعمان الفرق السعودية، وكان العام 1981 آخر منافسة بينهما على مستوى النقاط وكسب حينها النصر لكنهما لم يتنافسا بنظام النقاط منذ عودته موسم 2008. أما على مستوى الكؤوس فقد نجح النصر العام الماضي في كسر غيابه عن نهائيات الديربي على مستوى الفريق الاول ونجح في مجاراة الهلال حتى الرمق الأخير في كأس ولي العهد وخسر بركلات الترجيح. وينحاز نظام النقاط في الدوري للهلال، إذ حقق النصر اللقب 3 مرات فقط، اثنان منها كان الهلال وصيفا، بينما حققها الفريق الأزرق 9 مرات اثنتان منها على حساب الفريق الأصفر. أما في نظام المربع الذهبي فقد نجح النصر في تحقيق اللقب على حساب الهلال مرة واحدة فقط فيما لم ينجح الأخير في تحقيقه على حساب النصر. ويفصل الفريقان هذا الموسم عن بعضهما نقطتان فقط وخاض كل منهما 4 مواجهات، بينها مواجهة كلاسيكو ربح الزعيم العلامة الكاملة أما العالمي فتعثر بالتعادل أمام الأهلي في مواجهة مثيرة في جدة. وتبدو فرصة النصر مهيأة لاقتلاع الصدارة في الجولة المقبلة في حال تعثر الهلال بالخسارة أمام الاهلي في مكةالمكرمة، كون لقاء النصر يبدو في متناوله، حيث يواجه الشعلة على أرضه وبين جماهيره وهو ما يعني أنه أمام فرصة لكسر هيمنة الغريم على الصدارة منذ بداية الترتيب. وتعد هذه البداية هي الأجمل للفريقين منذ سنوات طويلة وهو ما يوحي بتغير قواعد المنافسة التي كانت بين الهلال والاتحاد في العقد الجديد مع وجود الشباب بين حين وآخر، إذ أعطى دخول الفتح على خارطة الإنجازات فرصة لانتفاضة الفرق الغائبة عن الإنجازات والتشبث بالتاريخ لاستعادة الألقاب. يخوض الهلال الجولات الخمس المقبلة بمجموعة مواجهات ثقيلة تبدأ من الاهلي وتنتهي بالشباب يتخللها لقاء قطبي بريدة فيما يلاقي نجران قبل مواجهة النصر. أما النصر فيبدو أنه يسير لمواجهة الديربي في الجولة العاشرة بطريق سهل، حيث يلاقي كلا من الشعلة والعروبة والفتح والفيصلي والاتفاق، ويبدو أن الفتح هو العقبة التي تواجهه قبل موقعة الديربي الأمر الذي يعني أن نجاح النصر في تحقيق العلامة الكاملة قد يصل بالفريق إلى مرحلة مهمة من المنافسة لاسيما في حال فرط الهلال في أي من مواجهاته بالتعادل والخسارة.