4 جولات تفصل المتابعين عن نهاية الدوري السعودي لهذا العام، وعلى رغم أن المسابقة تعيش مراحلها الأخيرة هذه الأيام، إلا أن هوية البطل لا تزال غائبة، فالمتصدر الشباب برصيد 56 نقطة، لا تفصله عن وصيفه الأهلي سوى نقطة واحدة ما يعني أن تعثر أياً من الفريقين بالتعادل أو الخسارة سيغير من «الحسابات» ويرسلها إلى كفة من دون الأخرى. فيما يبدو الهلال بعيداً عن المنافسة هذا العام إذ يحتل المركز الثالث وبفارق 6 نقاط عن المتصدر، إلا أن فرصته في تحقيق البطولة لا تزال قائمة، على رغم أنها تتطلب «حسابات معقدة» في نزالات فرق المقدمة، ومواجهاتهم المباشرة، خصوصاً مباراة الجولة الأخيرة، التي ربما تجمع المتصدر بالوصيف في حينه. ويبدو «الليث» الذي غاب طويلاً عن تحقيق اللقب الموسمي الأهم الأقرب هذا العام لخطفه، لا سيما أنه يخوض 3 لقاءات أكثر سهولة من تلك التي يخوضها منافسيه، إذ يلتقي في الجولة المقبلة بمضيفه هجر الهارب من الهبوط، الذي كاد أن يعيق الوصيف في الجولة الماضية بعد أن تقدم عليه بفارق هدفين قبل أن يتدارك الأهلي الأمر، ويحول خسارته إلى فوز يضمن بقاءه في دائرة المنافسة، لكن الشباب يبدو أكثر قدرة على حسم اللقاء، خصوصاً أنه نجح من خلال المباريات الأخيرة في التفوق بمثل هذه المباريات، اضافة إلى كونه الفريق الوحيد في الدوري الذي لم يخسر أية مباراة هذا الموسم، بعدها يخوض المتصدر أهم مبارياته أمام الاتفاق خارج أرضه أيضاً، وفي هذه المباراة سيستغل المتصدر عوامل عدة أهمها تفرغه التام هذا العام لبطولة الدوري لغيابه عن دوري أبطال آسيا لهذا الموسم، في حين يعاني مضيفه من ضغط تعدد المشاركات بحكم مشاركته في كأس الاتحاد الآسيوي، كما سيكون هناك لفارق الطموحات دور هام في تحفيز الشباب على الظفر بنقاط اللقاء، خصوصاً أنه يبحث عن تحقيق اللقب في الوقت الذي تقلصت فرصة «فارس الدهناء» حتى في الفوز بأحد المراكز الثلاث الأولى بعد أن ابتعد بثمان نقاط عن الثالث الهلال، اللقاء ما قبل الأخير يبدو الأكثر سهولة بالنسبة إلى «الليث»، إذ يلتقي على أرضه الأنصار الذي بات هبوطه لمصاف أندية الدرجة الأولى شبه مؤكد، قبل أن يصل الشباب للقاء الأخير خارج أرضه، الذي ربما يجمعه بوصيفه، ولو استمرت حمى المنافسة بين الطرفين على الوتيرة ذاتها، فإن المواجهة الأخيرة ستكون معركة حسم اللقب بين الطرفين. في المقابل، لن يتقاسم الأهلي «الوصيف الحالي» السهولة ذاتها نده الشباب، إذ يلتقي في الجولة المقبلة بالقادسية في الدمام، صاحب الأرض الذي يقبع في المركز ما قبل الأخير، ويعاني من هاجس الهرب من شبح الهبوط، وهو ما سيحفزه على البحث بكل ما أوتي من قوة عن نقاط المباراة، خصوصاً أن أية خسارة قد تحسم أمر هبوطه، وإذا ما نجح الأهلي في العودة إلى جدة محملاً بنقاط المباراة فسيجد نده التقليدي الاتحاد بانتظاره في لقاء «دربي» يمثل أهمية بالغة للفريقين فبينما يبحث الأهلاويون عن لقب «جديد» يبحث «العميد» عن مصالحة جماهيره، بعد خسارته ذهاباً بثلاثة أهداف لهدف، ولا فرصة «أثمن» من مواجهة «الغريم» لتحقيق «المصالحة»، فضلاً عن رغبة الاتحاد الكبيرة في مواصلة الانتصارات التي تحققت أخيراً، ومخاوفه من التراجع في ترتيب الدوري، وبالتالي خسارة فرصة المشاركة في كأس خادم الحرمين للأندية الأبطال، وسيكون اللقاء «مفترق طرق» في صراع المنافسة على اللقب لأبناء «القلعة»، إذ تعني الخسارة تغير معادلات «الصراع» بشكل كبير، وهو ما سيعزز من رغبة الأهلي الجامحة في الفوز عبر الحفاظ على فرصته في المنافسة. أما اللقاء ما قبل الأخير للأهلي فسيجمعه بالرائد على أرض الأخير، وعلى رغم أن الأخير تقدم في الجولات الأخيرة للمركز التاسع، إلا أنه لا يزال مهدداً بالهبوط، بينما تبحث إدارة الفريق وبحسب أحاديث إعلامية إلى ضمان مركز ضمن الثمانية الأوائل يمنحها فرصة المشاركة في كأس خادم الحرمين، وكل هذه العوامل إضافة الأرض، والجمهور ستصعب من مهمة «الضيوف» الطامحين للقب. وبمقارنة اللقاءات التي تنتظر المتصدر بتلك التي ينتظرها وصيفه تبدو حظوظ الشباب في حسم اللقب قبل الجولة الأخيرة واردة متى ما نجح الشباب في التفوق على الاتفاق، خصوصاً أن «دربي» الأهلي والاتحاد سيلعب دوراً بارزاً في حسم اللقب هذا العام.