على عكس البطولات السابقة يبدو أن هوية بطل دوري زين لهذا العام لن تتحدد إلا مع إطلاق حكام الجولة الأخيرة صافراتهم؛ والتي ستشهد لقائي الأربعة الأوائل ( الشباب مع الأهلي ؛ والهلال مع الإتفاق ) الذين شاءت الظروف أن يلتقوا في نهاية المطاف. العجيب في الأمر أن الإتفاق هو الفريق الوحيد الذي سيواجه المنافسين الثلاثة على اللقب؛ في حين سيواجه الأهلي فريقي الشباب والإتفاق وبينهما غريمه التقليدي الإتحاد. أما المتصدر مؤقتا فريق الشباب فسيواجه فريقي الإتفاق والأهلي خارج أرضه بالإضافة إلى الند العنيد النصر والطامح دوما الفتح؛ فيما تبقى حظوظ الهلال الأوفر متى ما تمكن من تقليص فارق النقاط الأربع بينه وبين المتصدر كون مبارياته الست المتبقية هي الأسهل إذا ما قورنت بالمباريات المنتظرة لباقي الفرق المنافسة؛ وإن كان لقاء الديربي المنتظر مع النصر ومواجهة الاتفاق الطامح للقب بالإضافة إلى الفتح لاتقل شأنا هي الأخرى. ومع ذلك لانقلل من شأن الفرق الأخرى خاصة تلك التي تصارع الهبوط كفرق الرائد والقادسية والأنصار فقد يكون لها دور في تحديد هوية البطل من خلال المواجهات التي ستجمعها ببعض فرق المقدمة. من هنا.. فكل المعطيات تجعلنا عاجزين عن ترشيح أي فريق لنيل اللقب نظرا لتقارب الفرص والمستويات. وبلغة الحسابات المعتمدة على المستويات الفنية للفرق الأربعة الأولى خلال الجولات العشرين السابقة و ما تبقى من مباريات لكل منها ومواطن الضعف والقوة في كل فريق؛ نجد أن الشباب الحاصل حاليا على ( 50 ) نقطة سيخوض ستة لقاءات منها أربعة قوية اثنتان على أرضه مع النصر ثم الفتح ومثلهما خارجها مع الاتفاق ثم الأهلي؛ واثنتان تكاد أن تكونان سهلتين مع هجر في الأحساء ثم الأنصار في الرياض؛ ولكي يحسم الشبابيون أمرهم لابد لهم من الفوز في مبارياتهم الخمس المقبلة مع إيقاف زحف الأهلاويين إما بالفوز عليهم أو التعادل معهم في المباراة التي ستجمعهما في الأسبوع الأخير من المسابقة فيما لوفاز الأهلاويون في مبارياتهم الخمس الأخرى. وذات الشيء ينطبق على فريق الأهلي الذي يقع ثانيا في سلم الترتيب العام للدوري بنهاية الجولة العشرين برصيد (49) نقطه؛ الأهلي تبقى له هو الآخر ست مباريات؛ ثلاث على أرضه أمام هجر فالاتحاد ثم الشباب؛ ومثلها خارج أرضه أمام الاتفاق في الدمام فالقادسية في الخبر ثم الرائد في بريدة؛ ولعل القوة تكمن في لقائه الهام أمام الاتفاق الذي يحتل المركز الرابع في سلم الترتيب؛ تأتي بعد ذلك مواجهته المرتقبة مع غريمه المترنح الاتحاد؛ ثم اللقاء القوي جدا والمنتظر والذي قد يحسم أمرالدوري لأيهما فيما لو فاز الفريقان في مباراتهما التي تسبق هذا اللقاء أو كانا متعادلين في نقاطهما قبل هذه المباراة. أما الهلال ثالث الترتيب ب (46) نقطة من عشرين مباراة ففرصته تفوق فرصتي الشباب والأهلي رغم الفارق النقطي بينه وبين الأول والثاني (أربع ثم ثلاث نقاط على التوالي) كون المباريات الست المتبقية له أخف وطأة من تلك المتبقية للشباب والأهلي؛ حيث سيلتقي خارج أرضه الرائد والفتح ونجران؛ ورغم احترامنا لهذه الفرق إلا أنها لاتمثل تلك العقبة التي يمكن أن تقف في طريقه؛ بينما مبارياته الثلاث الأخرى ستكون أمام متذيل الدوري الأنصار وأمرها محسوم مبكرا لصالحه؛ عدا مباراتيه مع غريمه التقليدي النصر ثم الاتفاق اللذين ينويان رد الدين له إثر هزيمتهما تواليا في مسابقة كأس سمو ولي العهد؛ الأول في دور الثمانية والثاني في المباراة النهائية حين استحوذ من أمامه على الكأس؛ لكن اللافت للنظر أن الهلال سيعتمد بشكل كبير على نتائج منافسيه حتى وإن فاز في جميع مبارياته الست وإلا سيكون وضعه صعبا. فيما سيكون طريق الاتفاق الذي سيواجه المنافسين الثلاثة الأول على اللقب الأهلي ثم الشباب فالهلال تواليا؛ مملوءا بالشوك. في الوقت الذي ستكون له الكلمة الفصل في تحديد البطل؛ فالفريق الحاصل على ( 42 ) نقطة من عشرين لقاء سيبدأ لقاءاته على أرضه وبين جماهيره بالأهلي في مباراة ستحفل بالكثير من الندية وسيكون لنتيجتها دور كبير في رسم شيء من ملامح المتصدر؛ ليلعب بعد ذلك خارج أرضه مباراتين متتاليتين أمام التعاون والرائد وقد يكون له فيهما الكلمة الفصل؛ إلا أن مباراته مع الشباب في الدمام ستكون مفصلية لأنه متى ماكانت له الغلبة فستعطيه دافعا للتقدم يلاقي بعد ها على أرضه فريق الفيصلي لينتقل بعد ذلك إلى الرياض للقاء الهلال الذي يتقدمه في الترتيب؛ وله معه تجربة مريرة ليس آخرها بالطبع خروجه على يديه من نهائي كأس ولي العهد بعد أن استقبلت شباكه هدفين لهدف كانا كفيلين بخسارته الكأس الغالية. وبناء على هذا التوقع تظل فرصة الأهلي في الحصول على اللقب الأقرب والشباب الأصعب والهلال قد وقد بينما سيراوح الاتفاق مكانه.