تذكر قصص التراث الشعبي أن امرأة قروية كان لديها ثور تستعين به في أعمال الحرث، وفي أحد الأيام، وبينما كان زوج هذه المرأة خارج البيت، اشتد العطش على الثور، فأدخل الثور رأسه في جرة موجودة في ساحة البيت، ولم يستطع الثور إخراج رأسه من هذه الجرة، ولم تعرف المرأة كيف تتصرف، لأنها كانت تريد المحافظة على الثور، وكذلك المحافظة على الجرة خوفا عليها من الكسر. استعانت المرأة بجارها أبو العريف، وحكت له القصة، وبعد تناوله القهوة، جلس يفكر كيف يخرج رأس الثور ولا يكسر الجرة، وبعد جهد جهيد وتفكير طويل، قال للمرأة إنه ليس هناك بد من قطع رأس الثور، لكي نستطيع إخراج رأسه من الجرة من دون أن تنكسر. فناولته السكين، وقطع رأس الثور، ولكنه مع ذلك لم يستطع إخراج رأس الثور الكبير من الجرة، فقال للمرأة إنه لا بد من كسر الجرة لإخراج رأس الثور المقطوع، وبالفعل ناولته الفأس وكسر أبو العريف الجرة وحمل بيده رأس الثور مسرورا بذكائه. عندما عاد الزوج إلى البيت وسأل زوجته عما حصل، أخبرته بما جرى، فضرب كفا بكف وقال: «خذ الشور من رأس الثور». وصار قوله بعد ذلك مثلا لكل أحمق يقدم تضحيات كثيرة، ثم لا يحصل على أي نتيجة، بل يخسر كل ما لديه.