مع حلول إجازة الصيف لا يجد أهالي المدينةالمنورة وزوارها رئات خضراء تتمثل في الحدائق والمنتزهات في الأحياء، لأن معظم الأحياء تعاني من عدم وجود حدائق، بينما الحدائق الموجودة أصلا في بعض الأحياء غير ملائمة لاستقطاب الأسر لأنها مهجورة ولا توجد بها جلسات. وفي الوقت الذي أوضح فيه رئيس لجنة السياحة في غرفة المدينةالمنورة أن وضع الحدائق في الطيبة لا يسر فإن عددا من سكان المدينةالمنورة أجمعوا على أن هناك نقصا حادا في أعداد الحدائق العامة والمتنزهات حيث يضطر أهل المدينة للسفر للخارج لعدم وجود أماكن متخصصة تحتويهم، وبالرغم من قرار الأمانة السابق بإغلاق المدن الترفيهية الخاصة بحجة تحويلها إلى حدائق عامة إلا أن هذا القرار ظل حبيس الأدراج وطوي النسيان وبقي أهالي المدينة في حيرة لعدم وجود أماكن تحتويهم يقضون فيها أوقات فراغهم خاصة في عطل نهاية الأسبوع. ولعل حديقة الملك فهد المركزية التي تعتبر المتنفس الوحيد للأهالي تعتبر الحديقة الوحيدة المخصصة للجلوس بها، حيث تفتقد للكثير من الخدمات بالرغم من مساحتها التي تقارب المليون متر مربع إلا أنها لا زالت دون المستوى المأمول. وفي هذا السياق، أوضح محمد الحماد أنه لا يجد مكانا مهيأ يجلس فيه مع أصدقائه إلا أرصفة الشوارع والمخططات، أما الأسواق والحدائق فهي مخصصة للعوائل وليس للشباب أي نصيب منها، مضيفا أنه من المفترض تخصيص أماكن مجهزة بكافة الخدمات بشكل يحتوي الشباب ويقدم كافة الخدمات بأسعار رمزية ولا بد من تعاون الجهات المختصة مثل هيئة السياحة والأمانة والمجلس البلدي للخروج بحلول عاجلة لإنقاذ الوضع. من جانبه، أوضح حامد بخاري أنه دائما ما يود الذهاب إلى حديقة الملك فهد إلا أنها بحاجة إلى صيانة دائمة، حيث يغيب عمال النظافة عنها دائما فتبقى الأوساخ في تضاريسها بشكل يجعلك لا تعود إليها مرة أخرى. وأضاف بقوله: أما دورات المياه فيها لا تطاق ومن المفترض تزويد الحدائق بكافة الخدمات من ألعاب ترفيهية للأطفال تليق بأعمارهم ومستوى تفكيرهم، بشرط أن تتضمن هذه الألعاب مستوىات جيدة من معايير السلامة والجودة بدلا من الألعاب الحالية التي لم يعد الناس يطيقونها، إضافة إلى تنفيذ جلسات مخصصة للعوائل وافتتاح مطاعم تضفي على هذه المواقع خدمات إضافية رائعة. وتابع بخاري: إن الراحة النفسية في الحدائق مطلوبة بشدة لأن هدف المساحات الخضراء يتمثل في راحة كل من يقصدها من الأهالي والزوار والمقيمين، موضحا أن حديقة الملك فهد دائما ما تكون مزدحمة في أوقات الإجازات والمواسم مثل العيد. أما أحمد الحجيلي فيقول إن ألعاب الأطفال في الحدائق تفتقد لآليات الصيانة ما يجعل الحدائق تفقد رونقها بالإضافة إلى عدم نظافة مرفقات الحديقة مثل أماكن الجلسات وغيرها، وكل هذا جعل الناس يعزفون عن هذه الحدائق. وتابع الحجيلي: إن أعداد الحدائق الحالية في المدينة قليلة جدا مقارنة بعدد أحيائها، حيث تفتقد معظم المخططات الجديدة مثل شوران وباقدو لهذه الحدائق ويضطر كثير من الأهالي للسفر خارج المملكة لقضاء إجازتهم لعدم وجود ما يرضيهم، حيث إن مستوى الجذب السياحي في المدينة ضعيف جدا وما يزيد الأمر تعقيدا أن المدينة يزورها نحو ثلاثة ملايين سنويا، ولا يجدون مكانا يتنفسون ويتنزهون فيه مع أطفالهم وعوائلهم. وفي موازاة ذلك، أوضح عبدالغني الأنصاري رئيس لجنة السياحة في الغرفة التجارية بالمدينةالمنورة أن من وسائل الجذب السياحي في المدينة إيجاد وتوفير أماكن ترفيه وتنزه مجهزة تجهيزا كاملا وهذا من حق المواطنين، ولا شك أن الأمانة هي الجهة المسؤولة عن هذا الموضوع. وأضاف: الوضع الحالي بالنسبة للحدائق بالمدينةالمنورة لا يرضي أحدا ويتمثل هذا القصور في عدد الحدائق كما أن الخدمات المقدمة بها لا ترتقي للمستوى المأمول، لكن لا بد من تعاون جميع فئات المجتمع من رجال أعمال ومواطنين لتحقيق المنشود، والدور الأكبر يقع على الأمانة في البدء بشكل عاجل بتخصيص قطع أراض في كل حي ومخطط والبدء في تجهيزها. مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المسؤولية تقع أيضا على المواطنين في الحفاظ على الحدائق وأماكن الجلوس من إتلافها، حيث شاهدت عددا من الحدائق التي تعرضت لاعتداءات غير مسؤولة حيث لا بد من نشر ثقافة المحافظة على الممتلكات العامة بين المواطنين. من جهته، أوضح تركي السهلي الخبير العقاري أنه لا بد من إلزام أصحاب المخططات الخاصة وحتى المخططات الحكومية بإيجاد حدائق عامة لسكان تلك الأحياء الجديدة على أن تكون تلك الحدائق في أعلى مستوى وعلينا الأخذ بتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة حيث يوجد بكل حي حديقة متكاملة بها كافة الخدمات لخدمة أهالي ذلك الحي بما يكفل لهم الخصوصية. وأضاف السهلي: لا بد من تفعيل فكرة إنشاء أماكن مخصصة ومغلقة ومكيفة خاصة بالنساء تقدم فيها كامل الخدمات ويتم توظيف فتيات بالعمل في هذه المواقع النسائية بما يعود عليهن بالنفع وذلك حتى يتاح لهن أخذ حريتهم في التنزه خاصة مع حرارة الجو الحالية وبموازاة ذلك إنشاء أماكن مخصصة للشباب تقوم باحتوائهم بدلا من جلوسهم على أرصفة الشوارع والمخططات والتي يتسببون فيها بإزعاج السكان. مشاريع جديدة أمانة المدينة سبق وأن أعلنت في تقرير صادر عنها إنها تقوم حاليا على عدة مشاريع جديدة بخصوص الحدائق، حيث يتم حاليا التخطيط لإنشاء حدائق عامة في كل حي وحدائق متخصصة مثل حديقة الطفل وحديقة الأسرة وغيرها، وقد قامت بعرض كافة تلك المخططات على الجمهور في مهرجان الزهور قبل عدة أشهر وأشارت إلى أنها ستطرح في القريب العاجل مناقصات لتنفيذ تلك الحدائق ومن ثم طرح عقود لتشغيلها وصيانتها لتظهر بشكل لائق في مكان مثل المدينةالمنورة.