تظل المشكلة التي تطل برأسها في مختلف أرجاء منطقة نجران تنحصر في رداءة سفلتة الشوارع وانعدام الأرصفة والمساحات الخضراء، وغياب التخطيط لتنفيذ بعض المشاريع، مما يفقدها أهميتها ويجعل الاستفادة منها شبه معدومة، يتضح ذلك لكل من يتجول في أحياء مدينة نجران، والقرى وبعض المراكز، خاصة تلك التي تقع في أماكن حيوية وهامة، كل هذا لا يعني تغييب الجهود التي تبذلها الأمانة في اعتماد مشاريع تنموية للبنية التحتية التي تظل بعيدا عن أنظار المواطن، أو فهمه وتقييمه لمستوى أداء العمل فيها، إلا أن ما هو في متناول التقدير يظل أمرا يحرج الأمانة وقيادييها الذين يحاولون جاهدين على تحسين الأوضاع إلا أنهم يطالبون دائما بالصبر، من منطلق أن اعتمادات مالية رصدت ستكون كفيلة بتحسين هذه الخدمات. يقول أحد المواطنين بلغة فيها نوع من الاستغراب أن الكثيرين بحت أصواتهم للمطالبة بتحسين سفلتة الشوارع الرئيسية ولكن دون جدوى، وفجأة وخلال أيام معدودة تحولت هذه الشوارع إلى ورشة عمل أفضت إلى السفلتة، وردم الحفر الوعائية، والتشجير والتجميل، وأضاف أن السعادة تلبسته لأنه شعر أن الأمر سيختلف وأن هذا الاهتمام سيمتد إلى جميع الأحياء التي يعاني سكانها الأمرين من تردي وضع الخدمات البلدية، إلا أنه سرعان ما شعر بالألم بعدما تبين له أن هذه التحركات تأتي من أجل تجميل هذه الوجه المشوه من أجل زوار منتدى الاستثمار. وزاد «جميل أن يرى ضيوفنا مدينتنا جميلة، وهم الذين يزورونها ليوم أو يومين، ولكن ما ذنب من يعانون سنوات»، وقال «لا نريد عملا مماثلا لما قامت به الأمانة في أيام وإنما نريده في شهور»، وختم «أرجو من مسؤولي أمانة نجران أن يضعوا أنفسهم مكان كل مواطن يعاني ليشعر بمدى الألم والحسرة جراء هذا النقص الواضح في الخدمات». في الحصين جنوبي مدينة نجران، حركة تجارية غير عادية، وتوجد المحال التجارية الكبيرة، ومن هذا الموقع يمر زوار نجران في طريقهم في مدينة الأخدود الأثرية، فيجدون الشوارع بسفلتتها المتواضعة والأرصفة المكسرة، وأكوام النفايات على جنبات الشوارع، وهي كما يقول مسؤول في الأمانة جاءت بسبب تقصير شركة النظافة، التي تعمل حاليا في بعض أرجاء المنطقة، وكما يؤكد «أن الأمانة ستعالج الوضع قريبا ولن تستمر هذه الفوضى»، إلا أن مثل هذه التبريرات لم تقنع محمد الحارثي الذي طالب بتحرك سريع يعالج وضع الشوارع بأرصفتها المتهالكة البعيدة عن الصيانة، ويزيد من المساحات الخضراء المفقودة رغم صلاحية التربية للزراعة، وأضاف الحارثي أن الشق أصبح أكبر من الرقعة وأن مسؤولي الأمانة مطالبين بترتيب أوراقهم وإعادة صياغة خططهم لوضع أولويات لأعمالهم لأن ما يعيشه حي أو مكان من معاناة تعيشه مواقع أخرى، وقد تكون المشكلة واحدة تنحصر في السفلتة والإنارة والرصف والمساحات الخضراء، ويتفق في نفس الرأي محمد بالحارث الذي قال إن الخدمات البلدية لم تصل إلى المراكز والقرى وأنها تتركز داخل قلب المدينة التي لا زالت تعاني أيضا. وقال إن مشهد النفايات المتراكمة أصبح مألوفا خاصة وأن الحاويات تبقى لعدة أيام دون زيارة من عمال النظافة، وأضاف «كانت نجران تحتل المركز الأول في مستوى النظافة على مستوى المملكة»، وتساءل: «ما الذي حدث وتسبب في هذه الانتكاسة التي تثير مخاوف الأهالي من انتشار الأمراض خاصة في ظل انتشار البعوض الناقل للأمراض». إذا وبعيدا عن مشاريع البنية التحتية البعيدة عن الأنظار والتي طالها الإهمال والتأخير وسوء التنفيذ تتركز مطالب الكثيرين من أهالي منطقة نجران في تحسين الشوارع والميادين بالسفلتة والرصف والإنارة والتشجير.