أقلق انقطاع التيار الكهربائي المستمر سكان حي نجد في بحرة المجاهدين الجنوبية بجدة، وبات يشكل صداعا دائما للأهالي، في ظل ارتفاع درجات حرارة الصيف، ما أثر على نفسياتهم -على حد قولهم- وجعلهم يكابدون المشاق، ويجاهدون لأجل البقاء دون معاناة إلى حين انفراج أزمتهم، لأن الضعف الكهربائي عطل بعض أجهزتهم وألحق بهم الضرر معنويا وماديا. الأهالي ذكروا ل«عكاظ» أنهم يعانون من الانقطاعات المتواصلة في الكهرباء، وحتى في حال عودة التيار يكون ضعيفا، حيث قال مديني البارقي وعيضة البركاتي إن الانقطاع ليس جديدا على الحي والأحياء المجاورة له، لذلك لا يتوقعون تبدل الحال بالرغم من أن الموسم الدراسي بدأ الآن والطلاب يحتاجون للراحة عقب العودة من المدارس ومن ثم المذاكرة في الأمسيات، مؤكدين أن انقطاع التيار يستمر لساعات طويلة جدا رغم دفعهم لمبالغ تتجاوز الألف ريال، كقيمة الفاتورة الشهرية، وزادوا «لم ننعم بالخدمات مقابل ما ندفعه بسبب عطل المحطة 1528 المغذية للحي وعند التأخير عن الدفع يتم قطع الكهرباء عن المنازل حتى السداد، ونرجو أن تقوم الجهة المسؤولة بإصلاح العطل حتى يعود التيار لمنازلنا بشكل منتظم وليس متقطعا». يقول يحيى عبده وأحمد العريقي إن الانقطاع يتكرر خلال فترات متقاربة جدا ويستمر إلى ساعات طويلة ويرجع السبب إلى احتراق الأسلاك والكابلات الموصلة للحي من المحطة التي تغذي عددا كبيرا من المنازل. وأردفوا «عند الاتصال على مسؤولي الصيانة يحضر الفني ويقوم بتوصيل الفيوزات وتبديل الأسلاك لكن دون فائدة لأن المشكلة ذاتها تعود مرة أخرى للظهور بعد فترة قصيرة، ما عرضنا لخسائر مادية كبيرة بسبب تلف أجهزتنا الكهربائية خاصة المكيفات والثلاجات وبالتالي تتلف الأغذية التي نضعها فيها وتصعب الحياة مع هذا الوضع السيئ». وأشار عبده والعريقي إلى أن أكثر المتضررين هم المرضى الذين يعانون بشكل أكبر، لأن لديهم أدوية لا تحتمل درجات الحراراة العالية، ولا بد من وضعها في أماكن باردة وفق توجيهات الطبيب، وتفسد بالتالي إن لم يتم الاحتفاظ بها في درجة حرارة معينة، ما يجعلهم في حالة معاناة دائمة بين ناري الصرف المادي وآلآا الأمراض، دون أن يجدوا من ينصفهم ويخفف عليهم الضرر. يوسف قماش قال إن الحي به ثلاثة عدادات تغذية ولكن في الآونة الأخيرة من هذا العام بدأت انقطاعات التيار تستمر في الصباح والمساء، منبها إلى أن جميع القواطع محروقة. وأردف «كثيرا ما يأتي الفني ليقوم بعملية إصلاح العطل وتبديل الأسلاك والكابل الذي ذاب تماما من شدة الحرارة ولكن الحال هو ذاته لم يتبدل ولا نعرف ما هي الأسباب الحقيقية وراء ذلك، وقد طالبنا باستبدالها بالأفضل لكثرة احتراقها، وتلقينا الوعد من الفني نفسه إلا أن الأمر لا يزال محلك سر». ولم يكن حال بحرة الشمالية أفضل من الجنوبية، مبدين تذمرهم من الانقطاع المتواصل للكهرباء لأنه يكبدهم الكثير من الخسائر، متلفا المواد الغذائية سريعة الاستهلاك، مؤكدين أن معاناة كبار السن هي التي تشغل بالهم الآن إلى جانب المرضى والأطفال والنساء، لأن الكهرباء تقطع لمدة ثلاث ساعات في اليوم ثم تعود مرة أخرى متذبذبة بين ارتفاع الضغط وهبوطه، ما يشكل لهم هاجسا حقيقيا ويجعل الخوف يدب في أوصالهم من فقدان جميع أجهزتهم الكهربائية. ضغط زائد أكد مصدر من شركة كهرباء مكة ل«عكاظ» أن أسباب انقطاع التيار الكهربائي تعود إلى الحمولة والضغط الزائد، مشيرا إلى أن فني الصيانة يباشر مهامه ويقوم بالإصلاح فور تلقي العمليات بلاغا بالانقطاع.