لايبدأ العام الدراسي للأطفال السوريين أسوة بجميع الأطفال، فشوارع بيروت من «شارع الحمراء» وصولا إلى الضاحية وحتى أقاصي صيدا وطرابلس والبقاع، تعج بأطفال مسروقي الطفولة، يتسولون، بانتظار الفرج، وحلم العودة إلى المقاعد الدراسية. في هذا الإطار تشير الناطقة باسم «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة» في بيروت دانا سليمان ل «عكاظ» أنه «لايمكن بطبيعة الحال احتضان جميع الأطفال وإدخالهم إلى المدارس نظرا للعدد الكبير، ولكن هناك تحضير بين المفوضية ووزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية، لفتح صفوف خاصة للنازحين السوريين بعد الظهر في المدارس الرسمية، حتى يكون من الممكن استيعابهم، إضافة إلى النشاطات الكلاسيكية في المدارس الخاصة». وفيما ترجح الإحصاءات الأخيرة أن يكون عدد النازحين السوريين في لبنان قد تجاوز المليون والنصف، عدد كبير منهم أطفال وطلاب جامعات، على الرغم من التشدد في السماح للسوريين بالدخول إلى لبنان، تفيد سليمان ل «عكاظ» أن «عدد النازحين المسجلين لدى المفوضية وصل إلى 726 ألف نازح وفق الإحصاءات الأخيرة التي أجرتها المفوضية». وتشير سليمان إلى أن «هذا العدد لم يكن متوقعا وهو يشكل مفاجأة ويضع المفوضية في موقف صعب، كونها باتت عاجزة عن تقديم كل المساعدات الضرورية لكل النازحين، فمنهم من يضطر للانتظار فترة طويلة قبل وصول دوره، نظرا لحجم التمويل غير الكافي مقارنة مع الحاجة التي تتزايد يوميا، مع دخول أعداد هائلة من النازحين بشكل يومي». وتلفت الانتباه إلى أن «النازحين بمعظمهم يأتون إلى لبنان وهم بحاجة لكل شيء من مكان سكن إلى طعام وشراب ولباس، إضافة إلى العناية الصحية والمدارس»، موضحة أن هناك «صعوبات كبيرة على مستوى الإيواء إذ إن لبنان ليس لديه طاقة استيعابية كافية، مع وصول هذه الأعداد الكبيرة في وقت قصير».