قالت صحيفة واشنطن بوست أمس إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سوف يطلق حملة إعلامية شرسة وواسعة النطاق من أجل تسويق خطته للتدخل العسكري في سوريا، اعتبارا من مساء اليوم الاثنين وذلك عبر إجراء مقابلات وحوارات مع الشبكات التلفزيونية الست الأكثر انتشارا في الولاياتالمتحدة. وأوضحت الصحيفة أن مقابلات أوباما هذه سوف تكون مع كل من الصحافيين المعروفين «كريس ولاس» من شبكة فوكس نيوز، و«غوين إيفيل» من شبكة (بي بي إس) و«وولف بليتسر» من (سي إن إن)، و«دايان سوير» من شبكة (إي بي إس)، و«براين وليامز» من شبكة (إن بي سي)، و«سكوت بيلي» من شبكة (سي بي إس). وذكرت البوست أن البيت الأبيض هو الذي اختار محاوري الرئيس، وهم في معظمهم، سبق لهم أن أجروا حوارات مع الرئيس سواء خلال فترته الرئاسية الأولى أو خلال حملة إعادة انتخابه العام الماضي. وأضافت واشنطن بوست أن هذه الحملة الإعلامية تشكل جزءا من الضغوط المكثفة التي يبذلها البيت الأبيض من أجل الترويج لخطة أوباما بتوجيه ضربات جوية محدودة ضد مواقع تابعة للنظام السوري ردا على استخدامه الأسلحة الكيماوية ضد أبناء شعبه في 21 أغسطس الماضي، ومن أجل دفع أعضاء الكونجرس إلى التصويت لصالح قرار الضربة. إلى ذلك، ظهر كبير موظفي البيت الأبيض دينيس ماكدونو في البرامج الصباحية الخمسة التي بثتها شبكات التلفزة الأمريكية أمس، حيث تحدث عن خطة الإدارة بشأن الضربة ضد سوريا، بالإضافة إلى محتوى خطاب الرئيس المزمع توجيهه إلى الأمة في وقت متأخر غدا. هذا وقد صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية أمس بأن الوزير جون كيري، قد أجرى اتصالات هاتفية أمس مع كبار المسؤولين في الجامعة العربية، ومصر، والمكسيك، وروسيا، والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري. من جهة أخرى، نقلت صحيفة لوموند الفرنسية عن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قوله إنه سوف يوجه خطابا إلى الفرنسيين بعد تصويت الكونجرس الأمريكي على قرار الضربة ضد سوريا، وصدور تقرير الخبراء الدوليين حول استخدام السلاح الكيماوي في سوريا. وأوضح هولاند قائلا «بعد أن يصوت الكونجرس الأمريكي الخميس أو الجمعة وبعد أن نتسلم تقرير الخبراء الدوليين قبل نهاية الأسبوع، عند ذاك سيكون لا بد من اتخاذ القرار المناسب، بما في ذلك عرض القضية على مجلس الأمن الدولي». وشدد الرئيس الفرنسي على التذكير بأن أية عملية عسكرية ضد دمشق سوف تستهدف «معاقبة النظام، وليس توسيع الأزمة إلى خارج حدود سوريا». وأشار إلى أن محور واشنطن باريس يحرز تقدما ملحوظا، حيث إن الأوروبيين توحدوا عبر إصدارهم قرارا شديد اللهجة يدين استخدام الأسلحة الكيماوية، ويتحدث عن مسؤولية النظام السوري في ذلك. وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة لوس أنجلس تايمز إن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأمريكية قد تحققوا من صحة 13 شريط فيديو ترتبط بما حصل عقب الهجوم الكيماوي على مناطق الغوطة الدمشقية، ويظهر فيها رجال وأطفال يعانون من ضيق في التنفس، ومن حالات الهستيريا والاضطراب. وأضافت الصحيفة أن وكالة الاستخبارات المركزية قد أكدت أن هذه الأشرطة هي صحيحة، وقد تم عرضها على أعضاء مجلس الشيوخ يوم الخميس الماضي خلال جلسة سرية، وذلك بناء على طلب من رئيسة لجنة الشؤون الاستخباراتية التابعة للمجلس، السيناتورة دايان فنستين.