قالت صحيفة غارديان أمس إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يواجه معارضة شرسة داخل مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، كما أن موافقة مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الديموقراطية على قرار بتوجيه ضربة ضد النظام السوري ليست مضمونة. وأوضحت الغارديان أن مصادر في قمة ال 20 ذكرت أمس أن أوباما لن يكون قادرا على الحصول على دعم مجلسي الكونجرس لتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، خصوصا بعد فشله في تشكيل تحالف دولي داخل مؤتمر قمة ال 20 واحتمالات فشله أيضا في مجلس النواب، وتوقعت هذه المصادر أن يجري التصويت مطلع هذا الأسبوع في مجلس الشيوخ، وتأجيله حتى الأسبوع القادم في مجلس النواب. وأضافت الصحيفة أنه في حال رفض مجلس النواب، وهو الأمر المتوقع، ستجد الإدارة نفسها بحاجة إلى المزيد من الوقت من أجل المواءمة بين القرارين بغية الخروج بموقف موحد من الكونجرس، وهذا ما يمنح البيت الأبيض الوقت اللازم لحشد الرأي العام، ويعطي مفتشي الأممالمتحدة على الأسلحة الكيماوية الوقت الكافي للتوضيح ما إذا كان تم استخدام أسلحة كيماوية في سوريا في 21 أغسطس الماضي. وأردفت الصحيفة أن البيت الأبيض وسط هذه الأزمة الدستورية الفريدة من نوعها في تاريخ الولاياتالمتحدة لا يزال مصرا على التأكيد بأن للرئيس أوباما الحق بمهاجمة سوريا في أي وقت يشاء بغض النظر عن الظروف، وهذا يعني أن الرئيس قادر على تحدي رفض الكونجرس، وعلى إصدار الأمر بتوجيه ضربة عسكرية إلى مواقع النظام السوري. من جهتها، أكدت سامنتا باور، سفيرة الولاياتالمتحدة لدى المنظمة الدولية، أن توجيه ضربة عسكرية محدودة هو الخيار الوحيد المتاح للرد على هجوم بالأسلحة الكيماوية في سوريا بعد توقف الجهود الدبلوماسية. وأضافت يتساءل البعض في ضوء ضجرنا من الحرب لماذا لا نتمكن من استخدام وسائل غير عسكرية لتحقيق نفس الهدف، وردي على هذا السؤال هو أننا استنفدنا كل الخيارات. وعلى صعيد آخر، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأمريكية قوله إن الضربة العسكرية التي تخطط الولاياتالمتحدة لتوجيهها ضد سوريا لن تبدل ميزان القوى على الأرض بشكل جذري، وقد تليها «حرب استنزاف» طويلة بين مختلف الأطراف السورية المتنازعة. وأضاف المسؤول الذي يرافق الوزير جون كيري في جولته إلى أوروبا لمناقشة المسألة السورية مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي قائلا: لا أتوقع حصول تغيير كبير على الأرض في اليوم التالي للضربة، بل أتوقع قيام حرب استنزاف طويلة بين الأطراف دون حدوث أي خرق كبير على الأرض. أما صحيفة واشنطن بوست فقالت إن الكلام المتزايد بأن الضربة العسكرية المحدودة ضد سوريا من شأنها أن تقوض مصداقية الولاياتالمتحدة وتضر بالمصالح الأمريكية ليس في محله لأن هذه الضربة تبقى أفضل من البقاء في موقف المتفرج وأفضل بكثير من مساعي الكونجرس لمنع حصولها. ومن المؤكد أن الدولة السورية لن تعرف الازدهار والتطور إلا بعد إقصاء عائلة الأسد عن السلطة المسؤولة عن استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين من أبناء الشعب السوري.