كثفت إدارة الرئيس باراك اوباما حملتها الديبلوماسية عشية عودة أعضاء الكونغرس من إجازاتهم للتصويت على مشروع قرار يجيز للرئيس اوباما استخدام القوة ضد قوات الرئيس بشار الأسد. ويجري أوباما مقابلات اليوم مع ست شبكات تلفزيونية اميركية في إطار استراتيجية تستهدف عرض مزيد من الأدلة قبل تصويت حاسم في الكونغرس بشأن توجيه ضربات عسكرية لسورية. وقال البيت الأبيض إنه سيجري تصوير المقابلات بعد ظهر اليوم وستذاع أثناء الفترات الإخبارية الخاصة بكل قناة مساء اليوم ذاته. وتحدث الأمين العام للبيت الأبيض دنيس ماكدونو على شاشات التلفزيون مساء امس. ويلتقي وزيرا الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هاغل النواب اليوم ثم أعضاء مجلس الشيوخ الأربعاء. وكانت «سي إن إن» عرضت تسجيلات فيديو لأشخاص مصابين بتشنجات وأطفال موتى سقطوا ضحايا هجمات مفترضة بسلاح كيماوي في 21 آب (أغسطس) الماضي، كانت عرضت على برلمانيين أميركيين لإقناعهم بضرورة توجيه ضربة عسكرية الى سورية. وعرضت التسجيلات التي يبلغ عددها 13 على أعضاء لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ التي ابلغت بأن اللقطات تضمنت مشاهد لضحايا «الهجوم الكيماوي». وأظهرت اللقطات صفوفاً من جثث الأطفال والبالغين في غرفة. وظهر أشخاص آخرون يحاولون مساعدة رجل يرتجف او انعاش طفل وغسل وجه آخر، بينما يسمع صراخ. كما ظهر في التسجيلات التي وضعها على موقع «يوتيوب» مؤيدون للمعارضين السوريين، رجالاً ممدين على الأرض يتقيأون او تخرج من فمهم رغوة. كما اظهر احد التسجيلات رجلاً مفجوعاً يحمل جثة طفله ويضعه على الأرض إلى جانب جثة طفلة. وقالت شبكة التلفزيون الأميركية ان اعضاء لجنة مجلس الشيوخ ابلغوا بأنه تم التحقق من صحة التسجيلات، لكنها شددت في الوقت نفسه على انها لا تستطيع تأكيد صحتها من مصدر مستقل. كما اشارت «سي إن إن» الى ان هذه اللقطات القاسية لا تثبت هوية منفذي الهجوم. وتابعت انها تمكنت من التحقق من ان الإدارة الأميركية عرضت التسجيلات على عدد من اعضاء مجلس الشيوخ في اطار الجهود التي تبذلها لإقناع اعضاء الكونغرس بضرورة توجيه ضربة عسكرية الى قوات الأسد. وأوضح مسؤولون في الإدارة الأميركية ان لديهم العديد من الأسباب للاقتناع بأن هذه الصور صحيحة، وفق الشبكة الأميركية. وقال عدد من اعضاء الكونغرس الذين عرضت عليهم هذه التسجيلات «انها تظهر بوضوح ضحايا الهجوم بالأسلحة الكيماوية او الغازات السامة». وتابعت شبكة التلفزيون ان عدداً كبيراً من هذه التسجيلات عرض من قبل على المواقع الإلكترونية، لكن يبدو ان اعضاء مجلس الشيوخ ابلغوا بأن المسؤولين في الاستخبارات تأكدوا من صحتها. واختار التسجيلات مركز «يو اس اوبن سورس» الأميركي بطلب من السناتور دايان فينستين التي ترأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ. وتبذل ادارة الرئيس باراك اوباما جهوداً شاقة لإقناع المشرّعين والرأي العام في الولاياتالمتحدة بضرورة توجيه الضربة العسكرية. وأكدت الولاياتالمتحدة وفرنسا انهما تحصلان على دعم لموقفيهما، بعدما ابدت اوروبا ونصف دول «مجموعة العشرين» تأييدها لرد «قوي» من دون الحديث عن تحرك عسكري. وقال كيري في مؤتمر صحافي في باريس مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس ان «هناك عدداً من الدول المستعدة للمشاركة في عمل عسكري. وهناك مزيد من الدول المستعدة للتحرك عسكرياً وفي الواقع اكثر مما نحتاج اليه للعمل العسكري المطروح» من دون أن يوضح من هي هذه الدول. كما عبر فابيوس عن ارتياحه «للدعم الواسع والمتزايد» الذي تلقاه الولاياتالمتحدة وفرنسا. وقال: «اصبح هناك سبع من اصل ثماني دول في مجموعة الثماني تشاطرنا التحليل حول رد قوي، و12 دولة من مجموعة العشرين تشاطرنا أيضاً هذا التحليل»، مشيراً أيضاً الى دعم الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي. وتواصل واشنطن وباريس ممارسة الضغوط لإقناع الرأي العام الفرنسي والأميركي بجدوى الضربات العسكرية. ووعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالتحدث الى الفرنسيين بعد تصويت الكونغرس وتسليم تقرير مفتشي الأممالمتحدة نهاية الأسبوع الجاري.