فرضت الظروف على سكان حي الراشدية شرق العاصمة المقدسة قطع سبعة كيلو مترات لأجل مراجعة الرعاية الصحية الأولية في الأحياء المجاورة مثل الشرائع وحي جعرانة، لعدم وجود مركز صحي بالحي يلجأون إليه وينعموا من خلاله بالخدمات اللازمة والضرورية حال التعرض لوعكة صحية، ما جعلهم يدخلون في دوامة هواجس، منتظرين الفرج ببناء مركز يلبي احتياجاتهم ويدخل الطمأنينة إلى نفوسهم. أبدى عدد من أهالي حي الراشدية قلقهم الشديد حيال عدم توفر الرعاية الصحية بالحي، مؤكدين أنهم يعانون كثيراً في سبيل الوصول إلى المراكز الصحية بالمناطق المجاورة، وزاد بعضهم: «كبار السن والاطفال الذين يعانون من مرض السكر والامراض الصدرية، أكثر معاناة لأنهم يحتاجون لمراجعة الأطباء باستمرار للوقوف على حالتهم الصحية ومدى تحسنهم، ولكنهم للأسف يواجهون الصعاب لحظة التفكير المراجعة، ويقطعون مسافات طويلة جداً وبصورة شبه يومية غصباً عنهم لأن الراشدية ليس بها أي خدمة صحية، بالرغم من تزايد الكثافة السكانية والنمو العمراني، ما يشير إلى أنها منسية من قبل المسؤولين». أشار سامي القرشي إلى أن مخططات الراشدية تعاني من نقص في الخدمات والمشاريع التنموية بصورة عامة، مستغربا من تجاهل المسؤولين لها، خاصة على الصعيد الصحي، برغم وصول عدد السكان فيها إلى خمسة الآف نسمة ولا يزالون زيادة مضطردة، وأردف قائلا «إننا نقطع مسافات بعيدة من أجل مراجعة المراكز الصحية الأخرى، لتوفير جرعات التطعيم أو عيادات السكري، والدي البالغ من العمر 63 عاماً يضطر إلى قطع هذه المسافات يومياً للحصول على جرعات مرض السكري أو قياسه والتأكد أحياناً من استقراره، لا سيما وأن تلك المراكز تبعد عن المخططات كثيراً، ما يتسبب في الإرهاق بالنسبة لكبار السن». وبين سامر أن بعض السكان باتوا يفكرون في هجر الحي والرحيل إلى آخر تتوفر فيه المقومات الصحية، ضارباً المثل بجاره الذي يعاني من عدة أمراض على رأسها السكري، ما يتطلب مراجعته الأطباء كل يوم، وبالتالي يعاني كثيراً في سبيل الوصول إلى المراكز الصحية المجاورة، بالإضافة إلى التكاليف العالية للرحلة ذهاباً وإياباً، ما جعله يفكر جديا في الرحيل إلى أحد الأحياء التي يجد فيها الرعاية الطبية بدون معاناة، لأن الراشدية ليس بها أدني الخدمات، وزاد: «معه ألف حق لأن المواطن يبحث دائماً عن المكان الأفضل الذي يجد فيه راحته، وصحة الإنسان أغلى من كل شيء، واهمالها يعرض للخطر، خاصة إذا كان الشخص يعاني من أمراض متعددة ولا يحتمل تأخير أخذ جرعات الدواء». محسن القرشي وعبدالله العتيبي أجمعا على أن مخططات الراشدية تعاني من قصور الخدمات سواء خدمات بلدية أو صحية وكذلك تعليمية، مطالبين الجهات المختصة بأخذ جولة ميدانية لتفقد المخططات ومعرفة ما تحتاج إليه لإكمال النواقص وإراحة أهل الحي من المعاناة التي يتعرضوا لها، وأضافوا: «بالرغم من مطالبتنا للمسؤولين بكافة الخدمات بالنظر لنواقص المخططات وتنفيذ المشاريع الضرورية إلا أن كل ما تحصلنا عليه هي الوعود فقط ولم تر المقترحات النور حتى الآن، ولكننا لم نيأس ونترقب بزوغ فجر الإصلاح في الفترة المقبلة ليطمئن اهلنا ونكون مرتاحي البال ولا يعكر صفونا شيء».