رغم الأجواء الآسرة التي تشهدها قرية الخرجة بقرى الزود بالطائف، التي ترسم صورا بانورامية امتزجت فيها الغيوم بلون السماء الأزرق الصافي، إلا أن أهالي قرية الخرجة بقرى الزود بالطائف، يعانون من انقطاعات الكهرباء والاتصالات وافتقار بعض الخدمات كالسفلتة الشوارع وتوفير المياه، ما دفع السكان إلى التفكير في الرحيل لأحياء تتمتع بالحد الأدني من الخدمات التنموية. وأفاد عدد من السكان أن غياب المياه عن القرية أربك حياتهم، وجعلهم يعودون يعتمدون على وسائل بدائية لجلبها عبر تخزينها في جوالين، ما ينذر بتحولها إلى بيئات مناسبة لتكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك، مشيرين إلى أن أصحاب الصهاريج وجدوا في أزمة المياه التي يعانون منها فرصة ملائمة للتلاعب بالأسعار، مطالبا الجهات المختصة بالتدخل لاحتواء الأزمة التي يعيشوها. وأوضحوا أنهم يضطرون إلى الاستعانة بالصهاريج التي تجلب المياه بأسعار خيالية جدا، مشيرا إلى أنها استنزفت جيوبهم، خصوصا أن البعض منهم من ذوي الدخل المحدود الذين لا يستطيعون التأقلم مع أسعار الوايتات الملتهبة التي لا تتناسب مع ظروفهم. وأكدوا أن مطالباتهم المتكررة للجهات المختصة بالاهتمام لم تجد نفعا -على حد قوله-، ملمحين إلى أنهم يعانون من الظلام الدامس الذي يخيم على القرية عند هطول الامطار، وانتشار الفئران، فضلا عن اسراب الحشرات المسببة للأمراض. وأكدوا أن غياب الخدمات التنموية عن قرى الزود هبط بقيمتها العقارية، ما دفع كثيرا من الأهالي إلى التفكير في تركها إلى المناطق التي تتمتع بحد أدنى من المشاريع التنموية الأساسية. وقال عبدالله الزايدي: رغم المساحة الكبيرة لقرى الزود بني سعد والعدد السكاني في القرى إلا أن هناك الكثير من العوائق التي ما زالت تواجه السكان وتهددهم بالرحيل وتمنعهم من الاستفادة من منازلهم الحديثة التي شيدوها في القرى، منها انقطاع التيار الكهربائي وقت هطول الأمطار وبقاء الأهالي بمنازلهم في الظلام الدامس لوقت طويل او العودة للماضي والبحث عن الاتريك والفانوس والمولدات اليدوية التي هجروها منذ سنوات. ويشاركه حسن الزايدي بقوله: معاناة الانقطاعات تتكرر باستمرار في قرى جنوبالطائف ليس فقط قرى الزود او الخرجة ولكن الجميع يعاني منها وسط مطالبات بإيجاد الحلول الكفيلة بإيقاف هذه الأعطال. وأوضح سالم السبيعي أن معاناة قرى الزود لم تقتصر على الانقطاعات الكهربائية فقط بل تشاركها الاتصالات التي تتعثر في الكثير من الأوقات، مؤكدا أن الخدمة المقدمة من شركات الاتصالات لا تتلاءم مع ما يدفعه المشترك من مبالغ كبيرة في بعض الأحيان، ويتطلع إلى تحرك الجهات المعنية في شركات الاتصالات على أنواعها بإيصال الخدمة إلى بعض الأحياء المحرومة منها. ويتمنى عيد الزايدي أن تدرج عدد من قرى الزود ضمن مشاريع السفلتة، مشيرا إلى أن عدد من السكان يعاني من غياب سفلتة الطرق الداخلية التي اتلفت مركباتهم وكبدتهم خسائر مالية فادحة، مبديا استغرابه من الوعود التي تعد بها بلدية بني سعد دون تنفيذ، مطالبا الجهات المختصة بالتدخل للوقوف على حل معاناتهم. في المقابل، أفادت مصادر في بلدية بني سعد، بأنه سيتم توفير الخدمات لكافة القرى حسب الاولوية وسينعم السكان بالخدمات التنموية.