قال خبراء سياسيون أن مشاركة المملكة في قمة العشرين بسان بطرسبورغ في روسيا اليوم الخميس وغدا الجمعة سوف تلعب دورا محوريا في دعم الحشد الدولي لمعاقبة الرئيس السوري بشار الاسد على مجازره التي وصلت ذروتها في الغوطة الشرقية باستعمال السلاح الكيماوي في قتل 1400 مدني .. وتوقع خبراء في تصريحاتهم ل(عكاظ) أن تطغى الخلافات حول الأزمة السورية على القمة رغم أنها اقتصادية. وقال الدكتور أحمد عبد السلام أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلون إن القضية السورية سوف تغلب على القضايا الاقتصادية الموجودة على جدول أعمال قمة العشرين، وقال إن الخلاف بين الولاياتالمتحدةالامريكيةوروسيا وصل ذروته حول الملف السوري بعدم تحديد أي لقاء رسمي بين الرئيس أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتن، حيث لن يلتقي أوباما بوتن إلا في اجتماعات غير رسمية مما يؤكد اتساع هوة الخلاف بين البلدين، وسوف يكتفي أوباما بلقاء الرئيس الصيني لإبلاغه أن عجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرارات ضد الرئيس بشار الاسد هو ما دفع الولاياتالمتحدة لاتخاذ قرارات خارج مجلس الأمن. وتوقع الدكتور عبدالسلام أن تلعب المملكة دورا بارزا في الحشد الدولي لمعاقبة الرئيس بشار الاسد، وقال إن المملكة تم اختيارها ضمن قمة العشرين نظرا لتأثيرها الكبير في العلاقات الدولية سياسيا واقتصاديا وأضاف: المملكة رقم صعب في المعادلة الاقتصادية العالمية ولذلك يأتي دورها السياسي متناغما مع الوضع الاقتصادي، وبالتالي تستطيع توظيف علاقاتها السياسية والاقتصادية في خدمة قضايا المنطقة، لافتا إلى أن هناك شكوكا دولية حول الضربة الامريكية المتوقعة على سوريا خلال الفترة القادمة، وتستطيع المملكة بحكم قربها من القضية السورية أن تشرح للعالم المآسي التي يعيشها الشعب السوري، مؤكدا أن المملكة تستطيع أن تخفف من النقد الروسي المتوقع لأي ضربة قادمة ، كما أنها تستطيع أن تحشد مزيدا من الدعم الدولي لمعاقبة الرئيس بشار الاسد على الجرائم التي ارتكبها في حق السوريين، وأن أي انتظار دون معاقبة الاسد يعني تشجيع الاسد على مزيد من القتل والعنف، لافتا إلى حديث وزير الخارجية السعودي خلال الاجتماع الوزاري العربي الآخر عندما قال: «هل ننتظر حتى ينتهي الاسد من قتل كل أبناء الشعب السوري». من جانبه قال الدكتور عادل نصار أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات العربية أن المملكة لها ثقل سياسي ودبلوماسي كبير في العلاقات الدولية، وأن مشاركة المملكة في أكبر محفل سياسي عالمي يضم أكبر 20 دولة سياسيا واقتصاديا على مستوي العالم يعني أن المملكة لها كلمة مسموعة في هذا المحفل الكبير، وأن المملكة تستطيع أن توظف هذه المكانة الاقتصادية والسياسية في خدمة تطلعات الشعب السوري الذي يقتل فيه الاسد دون أي رادع حتى الآن، مؤكدا أن المملكة لديها الدلائل القاطعة التي تؤكد لدول العشرين أن النظام السوري هو من بدأ بقبول فكرة التدخل الخارجي عندما سمح بدخول قوات حزب الله والقوات الايرانية والميلشيا العراقية في الحرب الداخلية في سوريا، وأن تدخل العالم لمعاقبة الاسد يأتي من منطق الدور العالمي لحماية الشعوب التي يقوم حاكمها بقتلها بكل الاسلحة الفتاكة بما فيها الاسلحة الكيماوية. وأشار الدكتور نصار إلى أن نجاح الدبلوماسية السعودية في تغيير الموقف الفرنسي والاوروبي تجاه مصر بعد زيارة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل لفرنسا وبعض الدول الاوروبية، وأن هذا النجاح سوف يتكرر خلال قمة العشرين لحشد التأييد العالمي لمحاسبة ومعاقبة الاسد على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه.