نعرف جميعا فوائد المشي والركض، وتأثيرهما الإيجابي على الصحتين الجسدية والعقلية، لكن أيهما أفضل؟ المشي أم الركض؟ إيجابيات المشي يوصي الاختصاصيون بممارسة المشي لمدة 30 دقيقة على الأقل، خمسة أيام أسبوعياً، مع 10 دقائق من تمارين تقوية العضلات (في البطن والساقين). والمشي نشاط خفيف يوصى به في حال المعاناة من الاعتلال المفصلي أو من مشاكل في الأربطة ومفاصل الركبة والعرقوبين، فالمشي يخفف الآلام ويحسن الحركة، وقد يساعد على تجدد الغضروف. وهو أيضاً محرك ممتاز. فحتى لو توقفت منذ زمن عن ممارسة أي نوع من النشاطات الرياضية، يبقى المشي وسيلة سهلة وعملية لإفراغ الضغط والتوتر والتخلّص من الكيلوجرامات الزائدة يحفز المشي التفكير والتأمل، مما يجعلك في تناغم مع العالم المحيط بك، هكذا تنسى الضغوط والتوتر لا يحتاج المشي إلى أية معدات، وإنما يمكن ممارسته في أي وقت وأي مكان. وتتوافر أشكال عدة من المشي، تماماً مثل أي نوع آخر من الرياضة، فهناك المشي البطيء والمشي السريع والمشي الهرولة. السلبيات لا يحرق المشي كمية كبيرة من الوحدات الحرارية، فالإنسان الذي يبلغ وزنه 60 كيلوجراماً، مثلا يخسر فقط 175 وحدة حرارية بعد ساعة من المشي، و380 وحدة حرارية بعد ساعة من المشي السريع، و480 وحدة حرارية بعد ساعة من الركض. والمشي رياضة شاقة ومملة في حال ممارستها لفترات طويلة وبشكل يومي، ويحتاج الانسان إلى حافز لمتابعة المشي لمسافات طويلة، ويفضل البحث عن شريك أو شريكة في المشي. ويعتبر بعض الأشخاص أن المشي غير مهم لأنه لا يسبب التعرق، ولا يفيد الجسم بأي شيء. لكن تذكر أنه بمجرد وضع قدميك على الأرض والمشي، تتحفز الدورة الدموية وتنقبض العضلات في الساقين، وهذا أمر لا يستهان به. التحدي في الركض يوصي الاختصاصيون بالركض لمدة 20 دقيقة، ثلاث مرات أسبوعياً، إنه إيقاع جيد للجسم بحيث يقوي العضلات من دون إرهاقها. والركض رياضة كاملة إذ يتيح تقوية كل عضلات الجسم (عضلات الصدر والبطن والمؤخرة والساقين) بعد مرور ثلاثة إلى أربعة أشهر فقط على ممارسة هذه الرياضة بانتظام. ويحسن الركض الخلايا العصبية في الجسم ويساعد على تقوية القدرة على التركيز والتخطيط والتنظيم. وعند إبطاء وتيرة الشيخوخة الدماغية، يتضاءل إلى الثلث خطر التعرض لمرض الزهايمر. والركض حليف ممتاز لصحة القلب، إذ يكفي تمرين عضلة القلب بشكل منتظم لتزداد قدرتها على التحمل، لكن في حال المعاناة من أمراض معينة، يجب استشارة الطبيب قبل الشروع في الركض. ويستلزم الركض شراء أحذية جيدة النوعية، لأن الأحذية غير المصممة أساساً للركض لا تؤدي دورها في تخفيف الصدمات، ويتأثر الجسم كله سلباً ويجب الحرص على تبديل الأحذية الرياضية كل 18 شهراً. وقد يسبب الركض رضات في الجسم. فكلما وضعت القدميان أرضاً، تعبر الجسم ذبذبة مساوية لأربعة أضعاف الوزن، مع ارتدادات في الركبتين والعرقوبين، خصوصاً في حال الركض على أرض وعرة. نصائح عامة إذا كنت تمارس الرياضة بشكل مكثف أو لعدة مرات في الأسبوع فاحرص على شراء نوع ممتاز من الأحذية، بشكل عام كلما زادت القيمة وكانت الشركة المنتجة معروفة، كلما كان الحذاء أفضل والمواد المستخدمة عالية الجودة. ويجب الحرص على الشراء من الأماكن المعروفة، فالغش التجاري منتشر بشكل كبير في مجال الأحذية الرياضية وتقليد الأسماء المشهورة. ويفترض في الحذاء الرياضي أن تدخل فيه القدم بصعوبة في أول مرة، ومن ثم يتوسع بعد عدة لبسات ليتمدد مع القدمين، ولكن البعض يخطىء ويشتري حذاء أصغر من مقاسه مما يسبب له آلام قدم مزمنة، لذلك يجب الحرص على اختيار المقاس الصحيح.