يعيش سكان جانب من حي العزيزية بجدة، في سلسلة من المخالفات، المتمثلة في أحواش مهجورة، ومنازل متصدعة تؤوي المتخلفين، وشوارع تطفح بمياه الصرف الصحي، علاوة على أعداد كبيرة من العمالة الوافدة التي تجوب الشوارع صباح مساء، ومطبات صناعية تزعج الزوار. وأجمع عدد من سكان حي العزيزية أن هناك بعض البيوت المهجورة في الحي يستخدمها الوافدون لتجفيف الخبز الذي يلتقطونه من جوار حاويات النفايات متسائلين عن كيفية تخليصهم من معاناتهم، فيما أكد مصدر مسؤول في أمانة جدة أن هناك لجانا حكومية مشكلة من عدة جهات لدراسة هذه الأحياء السكنية ومدى حاجتها للمشاريع التنموية المتعلقة بالأمانة، مشيرا إلى أن البيوت المهجورة تحتوي على أملاك خاصة تستوجب تدخل جهات عليا لإزالتها، مضيفا فيما يتعلق بالنواحي التنظيمية لهذه الأحياء أن هناك عملا بدأ لتدارك إهمال الأحياء والمساهمة في تطويرها حسب الجهود الذاتية التي توفرها أمانة المنطقة. وقال الأهالي ل «عكاظ» : إن البيوت القديمة والأحواش التي تركها أصحابها منذ سنوات طويلة، أصبحت ضحية لإهمالهم دون أن تجد من يهتم بصيانتها وترميمها، ليعيش جيران هذه البيوت قصة معاناة معها، لاسيما أنهم ينتظرون أن تنهار ليرتاحوا من هاجس سقوطها على أبنائهم، أصبح الرعب يدب في قلوب الأطفال والمارين بجوار تلك البيوت التي طال صراخها وهي تبحث عن أصحابها الذين هجروها وتركوها لوحدها تترنح مع هبوب الرياح يمينا وشمالا، ولم يحن حتى اليوم موعد سقوطها لينزاح الهم عن جيرانها. واتفق كل من أحمد الشمري وفهد العنزي، على أن أكثر ما يضايق الأهالي في حي العزيزية كثرة المساكن والأحواش المهجورة منذ عشرات السنين، والواقعة بين المنازل المأهولة بالسكان، وأشارا إلى أنها تمثل خطرا على الجميع، وأضافا: بلغنا الأمانة وشرطة المنطقة بتلك المنازل القديمة ولازلنا ننتظر إزالتها، ولكن حتى الآن لم تضع «حلولا عاجلة» لهذه المنازل. وفي سياق آخر، قال سعود السلمي من سكان الحي: «إننا نخجل من استضافة الزوار، بسبب تنوع وتعدد المخالفات في الحي الذي نعيش فيه، مثل تراكم النفايات في الشوارع». وأضاف السلمي: إن هناك مساكن كانت حاضرة في أيام مضت، وبقيت تصارع وتصارع لتستمر في الوجود كما كانت سابقا نابضة حية، تارة تدافع عن حريق اندلع فيها نتيجة لعبث طفولي، وتارة تحتضن مجموعة أوساخ ونفايات وقمائم تنتشر في شوارعها بطريقة فوضوية، تنبعث منها روائح كريهة تزكم الأنوف، هذه المحال أصبحت مهجورة منذ سنوات طويلة دون أن تحرك أمانة المنطقة ساكنا للاهتمام بإزالة هذه المحال ليرتاح سكان الحي منها وتظهر بمنظر أفضل من هذا التشوه. إلى ذلك، طالب أحمد الشمري الأمانة بهدمها حتى يتسنى لأهل الحي استغلال مواقعها في بناء مشاريع يستفيد منها الأهالي، سواء كانت حدائق أو متنزهات أو أي مرافق عامة يستفاد منها بدلا من تركها مباني مشوهة للحي تتناثر حولها الأوساخ والقمائم بالشكل المؤذي. واستطرد الشمري: إن حي العزيزية اكتظ بالعمالة الوافدة لدرجة مخيفة، وأصبح الوافدون يسيطرون على البيوت واستأجروا غالبيتها، مما أثار الرعب في قلوب أغلب السكان، فاضطر بعضهم لبيع بيوتهم وعرضها آخرون للإيجار خوفا من وقوع كارثة في الحي.. وأوضح أن حي العزيزية يجسد صورة تقاعس الأمانة في أداء دورها الأساسي، بقوله : «هذا الحي بحاجة إلى الكثير من الخدمات، كما أن العمالة السائبة تملأ شوارعه، فضلا عن عمليات غسل السيارات في مدخل الحي، حيث تخلف علميات الغسل بركا من الماء الآسن، تصدر منها روائح كريهة يعاني منها سكان الحي.