بيوت مهددة بالسقوط، محال مهجورة، عمالة وافدة.. هي المشهد المسيطر على معظم أحياء حائل التي لا تكاد أن تدخلها حتى تتوقف مجبورا لضيق شوارعها. وليس الأمر يتوقف عند هذا المشهد فحسب، بل إن حي الخماشية رغم اهتمام الأمانة به، إلا أن البحيرة التي في الحي تصدر البعوض الذي أصبح سيناريو مألوفا لأهالي الحي، مؤكدين أن البعوض لم يشبع من دمائهم بعد، وأن البعوض لا يتوقف في حيهم فحسب، لكنه ينطلق إلى بقية الأحياء. معاناة لم تجد من يسمعها، قصة تاهت بين أروقة الظلام، في بيوت يسكنها عوائل، يجاورها منزل يقطن فيه مجموعة من العمالة الوافدة.. «عكاظ» سجلت تواجدها في داخل الأحياء ونقلت الهم الوطني بلسان المواطنين: في حي البادية، بيوت فقدت أصحابها منذ سنوات طويلة لم ترهم، فأصبحت ضحية إهمال مواطن، وبقي جيران هذه البيوت يعيشون قصة معاناة معها، لاسيما أنهم ينتظرون سقوطها لينزاح الهم عنهم، أصبح الرعب يدب في قلوب الأطفال والمارين من جوار تلك البيوت التي طال صراخها وهي تبحث عن صاحبها الذي رحل ولم يعد لها، تترنح مع هبوب الرياح يمينا ويسارا، ولم يحن حتى اليوم موعد سقوطها لينزاح الهم عن جيرانها. أما في حي حارة عمار والمطار، فهناك محال كانت حاضرة على أيام الماضي، وبقيت تصارع حتى تنهض وتبقى بنبض الحياة موجودة فتارة تدافع عن حريق اندلع فيها نتيجة عبث أطفال، وتارة تحتضن مجموعة أوساخ وقمامة.. رواية تحمل في طياتها العجب، وهذه المحلات أصبحت مهجورة منذ سنوات طويلة، وللأسف لم نشاهد دور الأمانة بإزالتها وهدمها ليرتاح الحي منها ويظهر بمنظر أفضل من هذا. أحمد الشمري يقول «ولو قامت الأمانة بهدمها حتى يتسنى لأهل الحي استغلال الأرض بشيء أفضل من هذا كتوسيع الحديقة المجاورة لها أو تشجير المكان ولم يجد الأهالي تفاعلا مع المسؤولين تجاه هذه المحلات التي باتت مكانا للأوساخ والقمامة». وفي حي العزيزية، اكتظت العمالة الوافدة بكثرة، لدرجة أنها أصبحت تزاحم سكان الحي على البيوت وسيطرت عليها وهذا ما أثار الرعب في قلوب أغلب السكان الذين باعوا بيوتهم والبعض عرضها للإيجار خوفا من وقع كارثة بالحي. فهد الشلاقي يقول: اضطررت أن أعرض منزلي للبيع لأني أصبحت لا أستطيع الخروج من المنزل وترك عائلتي فيه وهم يسكنون بين هؤلاء العمالة الوافدة وكذلك أصبح البعض يخشى الخروج بساعة متأخرة بالليل ويرفض ذهاب أبنائه للصلاة لوحدهم. وبرروا خوفهم وخروجهم من هذا الحي من كثرة ما يسمعونه بالصحف ووسائل الإعلام عن القبض على عمالة وافدة يقومون بصناعة الخمر أو يخطفون أطفالا أو يسرقون ولهذا السبب تجنب البعض البقاء بداخل هذا الحي المجهول الهوية لمن يسكنه. في حي الخماشية على الرغم مما يحظى به من اهتمام من قبل الأمانة العامة وتنظيف شوارعه إلا أن البعوض الذي اتخذ من بحيرة الخماشية مقرا له أصبح يهدد راحة سكانه، وهذه البحيرة تحولت لتوريد البعوض الذي سبب للأهالي إزعاجا وهما في داخل منازلهم واخترق أبوابهم وأفسد عليهم أجواء الراحة والنوم في داخل المنزل ومن غير المعقول أن تغيب سيارة رش المبيد في هذا الحي الذي يحتاج لتواجدها طوال السنة وليس في موسم دون آخر وتمنوا الأهالي من المسؤولين أن يضعوا هذه البحيرة نصب أعينهم وأن لا يتركوها مهملة فهي تحتاج كذلك لسياج حديدي، يتركونا نطمئن على أطفالنا في حال خروجهم من المنزل. يقول سعد نهار «البحيرة تشكل هاجسا مخيفا لأبناء الحي والأطفال، فقد تشكلت على أبناء وأطفال حي الخماشية أوسمة دموية، أصبحت معروفة عند أهالي حائل بأن هذا الطفل أو الشاب من سكان حي الخماشية». في حي المصيف يقول بدر الشمري «يعاني الحي من سوء سفلتة وإهمال من عمال النظافة، عجت بقايا بناء الفلل والعمائر السكنية بهذا الحي التي أصبحت مكانا للحشرات الغريبة فكل من انتهى من عملية بناء منزله يقوم برمي بقايا (الأسمنت والبلك والخشب) التي كان يستخدمها لتبقى عبئا على الحي وعلى سكانه الذين لا حول لهم ولا قوة، وعلى الرغم من أن حي المصيف يعتبر من أجدد الأحياء بحائل إلا أنه من أسوئها خدمات. دراسة الاحتياجات قصة كتبتها أحياء حائل تكونت من بيوت مهجورة بقيت بلا راعٍ، وعمالة وافدة يقطنون في حي واحد ومحلات قضت نحبها وانتهت ولكن السؤال الذي صال وجال في أحياء حائل وصدح بأنحاء أجا وسلمى هل تنتهي هذه المعاناة أم تبقى كما كانت. هذا السؤال نقل للأمانة المنطقة فكانت الإجابة أن هناك لجانا حكومية مشكلة من عدة جهات لدراسة الأحياء السكنية ومدى حاجتها من المشاريع التنموية التي ترتبط بالأمانة، أما البيت المهجورة وغيرها فإنها أملاك خاصة تستوجب تدخل جهات عليا في ذلك، أما النواحي التنظيمية للأحياء فان هناك عملا مقبلا بدأ منذ العام الماضي لتدارك كواليس الأحياء والمساهمة في رقيها حسب الجهود الذاتية التي توفرها أمانة المنطقة.