سجلت أسعار الحقائب المدرسية ارتفاعا خلال الثلاثة أيام الأولى من العام الدراسي الجديد بنسب وصلت الى 60 بالمائة لبعض الماركات المشهورة، مما ساهم ذلك ارتفاع تكاليف تجهيز مستلزمات الطالب الواحد لدى أولياء الأمور 25 بالمائة. ووصف مسؤولون في محلات قرطاسية بالدمام ارتفاع المستلزمات المدرسية مثل الحقائب ولوازمها بالمفاجئ، الأمر الذي دفع بعضهم للبيع برأس المال لتصريف بضائعهم. وقال عامر أحمد مسؤول القرطاسية في إحدى المكتبات إن جميع الأصناف تشهد ارتفاعا بنسبة 10 بالمائة خاصة الأدوات الفنية كعلب الألوان المائية ، والتي زاد سعرها من 11 إلى 12 ريالا، وكذلك طقم أقلام الحبر الياباني زاد من 18 إلى 20 ريالا. وأشار إلى أن الارتفاع الحالي في الأسعار يعتبر الأول من نوعه هذا العام وأسبابه تعود إلى ارتفاع التكلفة على التجار من بلد المنشأ، وزيادة تكاليف الشحن محليا وعالميا، وكذلك ارتفاع سعر الورق وحديد (الإسبرنق) الذي يدخل في تصنيع الدفاتر. وأكد أن زيادة الأسعار أثرت على محلات القرطاسية في المنطقة الشرقية وجعلها تلجأ إلى بيع بعض المنتجات عن طريق العروض والخصومات من أجل تحريك المبيعات، مشيرا إلى أن تأثير الارتفاع على إجمالي المبيعات لم يظهر حتى الآن. إلى ذلك زادت أسعار الملابس الأوروبية والصينية (البدل)، والأحذية الرياضية بنسبة 30 بالمائة في الثلاثة الأيام الأولى من العام الدراسي حيث زادت بعض أنواع الأحذية الرياضية من 200 الى 260 ريالا ، والملابس المدرسية الخاصة بالطالبات (المريول) من 60 إلى 80 ريالا، كما وصلت تكلفة الخياطة في بعض المحلات إلى 100 ريال بعد أن كانت ب 50 ريالا في العام الماضي. وزاد ارتفاع الأدوات المدرسية عبأ آخر على أولياء الأمور وجعلهم يدفعون أكثر من 3 آلاف لتغطية تكاليف الطلبات في بداية العام. ويقول جمال السعيد ( أب لخمسة طلاب ) انه من الطبيعي أن تأخذ الأدوات المدرسية مسار الارتفاع بسبب عدم وجود جهة تحمي المستهلك على حد تعبيره، فقد زاد سعر الحقائب عن العام الماضي بنسبة 25 بالمائة فالحقيبة التي كانت تباع ب 90 ريالا أصبح سعرها الآن 130 ريالا ، حتى الملابس زاد سعرها خاصة الملابس الأوروبية ( البدل )، ففي السابق كانت تكلفتها لأربعة أولاد تصل إلى 500 ريال، أما الآن فإنها تتجاوز 850 ريالا. وتابع « ابنتي التي تدرس بالجامعة تكلفني مستلزماتها أكثر من 3 آلاف شهريا بسبب هذا الارتفاع فضلا عن المستلزمات الأخرى مثل الكتب والدفاتر التي ارتفع سعرها في بعض المحلات من 25 الى 30 ريالا ، وأتوقع أن المستلزمات المدرسية ستسحب ما يعادل 50 بالمائة من راتبي بسبب ارتفاع سعرها ، لذلك أتمنى من وزارة التجارة تحديد الأسعار ووقف التلاعب في الأسواق». من جانبه قال المستهلك عبدالله الغامدي: إنه يحرص سنويا على شراء الأدوات المدرسية قبل موعد المدارس بفترة طويلة تفاديا لارتفاع الاسعار وأملا في الحصول على الأنواع التي تنفد من القرطاسيات بسبب الطلب الكبير عليها لكنه أبدى انزعاجه من ارتفاع سعر الأدوات المدرسية هذا العام خاصة الحقائب ولوازمها مثل علبة الماء ، حافظة الأقلام والمأكولات . هناك فرص استثمارية جيدة أمام القطاع الخاص للاستثمار في قطاع الأدوات المدرسية في ظل وجود سوق مفتوحة في المملكة وحوافز لأصحاب رؤوس الأموال وربحية تجذب المستمرين. وأضاف: « اشتريت حقيبة ب 129 ريالا مع أني اشتريتها في العام الماضي ب 79 ريالا أي زاد سعرها بنسبة يفوق 60 بالمائة، وكذلك دفاتر الإسبرنق زاد سعر الحبة الواحدة منها بنسبة 50 بالمائة، فقد كانت تباع سابقا ب 6 ريالات والآن ب 12 ريالا، وهذه الارتفاعات المفاجأة تعود إلى استغلال التجار لموسم بدء الدراسة ، حتى محلات الخياطة زادت أجورها فتكلفة خياطة مريول الطالبة حاليا يصل إلى أكثر من 100 ريال، ولذلك خصصت ميزانية قدرها 3 آلاف ريال لتغطية مستلزمات المدارس هذا العام «. ويتفق المستهلك سامر الجبعيتي مع الغامدي بشأن ارتفاع الأسعار بقوله: «المستلزمات المدرسية ترتفع سنويا بنحو 10 بالمائة في محلات القرطاسية، ولهذا اضطر للجوء أحيانا إلى محلات أبو ريالين لأنها أرخص سعرا من المحلات المشهورة وتبيع بفرق يصل إلى 50 بالمائة عن المكتبات المشهورة في المنطقة، فإذا كان سعر علبة الألوان الشمعية في المحلات المشهورة يباع ب 15 ريالا فإن محل أبو ريالين يبيعها ب 10ريالات فقط، مشيرا إلى أن ارتفاع الأدوات المدرسية يعتبر مكملا للارتفاعات التي طرأت في موسمي رمضان وعيد الفطر. من جانبه أكد أستاذ الإدارة المالية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور علي العلق أن ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية موسمي، والتجار يستغلون حاجة الطلاب إلى الأدوات من أجل تحقيق الأرباح. وقال: إن زيادة النمو السكاني في المملكة تساهم في ارتفاع معدل الطلاب والحاجة إلى الأدوات المدرسية، كما أن عوامل العرض والطلب تؤدي إلى زيادة الأسعار، ولكن يبقى الحل في زيادة المنافسة في المعروض وهناك فرص استثمارية جيدة أمام القطاع الخاص للاستثمار بقطاع الأدوات المدرسية في ظل أن سوق المملكة مفتوحة ووجود حوافز لأصحاب رؤوس الأموال وربحية تجذب المستمرين، متوقعا وصول تكلفة الطالب في بداية العام إلى 1000 ريال تقريبا. وطالب العلق الأهالي بالبحث عن أفضل الأسعار في أكثر من مكتبة قرطاسية والابتعاد عن شراء المستلزمات غير الضرورية بهدف التوفير، وكذلك عدم الخضوع لتلبية جميع طلبات الأولاد لأن أكثرها حسب تعبيره غير ضرورية ولا تطلبها المدرسة ،مشددا على أهمية التواصل مع المدارس للتأكد من صحة الطلبات المدرسية ، مع الأخذ في الاعتبار بأن ارتفاع الأسعار طال جميع المستلزمات الحياتية وليس المستلزمات المدرسية فقط.