أسدلت وحدة الحماية الاجتماعية بجدة من خلال مباشرتها لقضايا العنف الأسري، ملف الطفل «راكان» الذي تعرض لعنف تمثل في حرقه بالنار والماء المغلي والضرب المبرح، وعقب الانتهاء من علاجه وإخضاعه لعمليات تجميل، عاش مؤقتا في كنف وحدة الحماية الاجتماعية بجدة، حتى تم نقله ليعيش في كنف جده لأمه بجازان. تولت وحدة الحماية الاجتماعية بجدة متابعة راكان عن بعد عبر تقارير دورية تتلقاها من الشؤون الاجتماعية بجازان، وقال ل«عكاظ» صالح سرحان الغامدي مدير وحدة الحماية الاجتماعية في جدة «إن حالة الطفل راكان تعد أعنف الحالات التي باشرتها اللجنة خلال عام مضى، في حين لا تملك وحدة الحماية أية معلومات حول مجريات التحقيق مع الأب والأم اللذين تم استجوابهما آنذاك أمام هيئة التحقيق والادعاء العام». وكشفت اللجنة عن تعرض الطفل لأنواع إيذاء من والده ووالدته تمثل في سكب الماء الحار والمغلي على جسده، ضربه باللي والعقار وحبسه، وبينت اللجنة أن الطفل حرم من الالتحاق بالمدرسة وله أربعة أخوة ثلاثة أولاد وبنت، وأن والده ووالدته يضربانه إما بسبب شقاوته كما قال أو لأنه يتبول في ملابسه أحيانا أخرى على حد تعبيره. الطفل الضحية ظل في ضيافة الشؤون الاجتماعية ووجد معاملة ممتازة من الأخصائيات الاجتماعيات اللاتي تابعن حالته وتناوبن على السهر معه ومرافقته في المستشفى. وقال الغامدي «لوحظ أن هناك تزايدا في حالات العنف تجاه الأطفال»، مطالبا مؤسسات المجتمع المدني والجهات التربية والإعلامية وأئمة المساجد بتوعية الأسر، مضيفا أن متوسط عدد حالات العنف الأسري تتراوح بين 25-30 حالة شهريا تتضمن العنف تجاه أطفال ونساء، وبين الغامدي أن الطلاق والتفكك الأسري وإدمان المخدرات والمرض النفسي من الأسباب المؤدية للعنف الأسري. ورحب مدير عام فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي بصدور نظام الحماية من الإيذاء، مؤكدا أنه سيحد من حالات الإيذاء والعنف الأسري ويردع من يتسبب في هذا الجرم الإنساني، وقال «إن لجان مختصة توفر الحماية للضحايا الذين يتعرضون للعنف أو حماية من التحرش أو حماية من تهديد بالضرب أو الحرق أو القتل أو حرمان أو الهروب من المنزل أو الانتحار». وبين أن بعض الحالات ترفع إلى المحكمة لأخذ الحق شرعا والبعض الآخر من الأطفال والنساء يتم إيداعهم في دار الحماية والضيافة وهي دار مخصصة لذلك إلى حين الانتهاء من القضية حسب الإجراءات المتبعة.