يكتنف محال الحلاقة في الخرمة الكثير من الغموض، وتحفل بالعديد من الأحداث والمفارقات، على الرغم من تأكيدات بلدية المحافظة أن تلك المهنة تخضع للضوابط والإجراءات الصحية التي تحفظ سلامة «الزبائن»، لكن الأهالي كان لهم رأي آخر، حين أكدوا أن عالم الحلاقين في الخرمة يكاد يكون خارج نطاق السيطرة، إذ تتدنى فيه النظافة، وتستخدم فيه أدوات أكل الدهر عليها وشرب، ما ينذر بتفشي الأمراض المعدية، فضلا عن افتقادهم لتسعيرة محددة، تتحكم فيها جنسية الحلاق، فالتركي يتقاضى ستة أضعاف ما يحصل عليه الحلاقون من الجنسيات الأخرى. وأفاد حمود ناحي السبيعي أن النظافة متدنية في محال الحلاقة في الخرمة، مشيرا إلى أن غالبية العاملين فيها يستعينون بأدوات قديمة أكل عليها الدهر وشرب. وأرجع تدهور مستوى النظافة في محال الحلاقة إلى غياب الرقابة عنها، ملمحا إلى أنه لا ينسى حين استعان أحد الحلاقين بمنشفة غير نظيفة ليمسح بها على وجهه بعد أن حلق له ذقنه، ما تسبب في إصابته بطفح جلدي في وجهه، لم يشف منه إلا بعد أن زار الطبيب. وذكر سلطان جايز السبيعي أن غالبية الحلاقين لا يطبقون التعليمات التي تحظر استخدام الأمواس لأكثر من مرة، مشددا على أهمية تكثيف الرقابة على تلك المحال ومعاقبة المخالفين إضافة إلى تفاوت أسعار الحلاقة بين المحلات من محل لآخر ما بين خمسة ريالات و30 ريالا، لافتا إلى أن ذلك يأتي وفقا لجنسية الحلاق، فالأتراك هم الأغلى مقارنة بغيرهم من الجنسيات الأخرى. عبدالله عبدالعزيز الشريف قال إن غالبية المحلات وخصوصا خلال فترة الأعياد تقل فيها النظافة، مضيفا أن ترخيص افتتاح محل حلاقة بالخرمة أسهل بكثير مما هو عليه في المحافظات الكبرى والتي تؤكد على شروط النظافة التي تفتقدها المحلات بالخرمه ولا تقوم بلدية الخرمة بالتعقيب على تلك المحلات. في المقابل، أوضح مصدر في بلدية محافظ الخرمة ل«عكاظ» أن جولات المراقبين الصحيين تشمل محلات الحلاقة كافة في المحافظة، مؤكدا أنها تطبق الضوابط والإجراءات الخاصة من حيث الأمواس ذات الاستعمال الواحد، والمناشف ذات الألوان الفاتحة، إضافه إلى تجديد الرخص والنظافة العامة.