أكدت قيادات سياسية تراجع قوة جماعة الإخوان والأحزاب السياسية الموالية لها في الشارع خلال الأيام الماضية، وعدم قدرة أعضائها على حشد قواعدهم وأنصارهم للمشاركة في الفعاليات التي تنظمها سواء في محافظتي القاهرة والجيزة وباقي محافظات الجمهورية مقارنة بالفعاليات التي كانوا ينظمونها أثناء احتشاد أنصار الرئيس المعزول في ميدان رابعة العدوية. من جهته قال الدكتور وحيد عبد المجيد الأمين العام المساعد لجبهة الإنقاذ الوطني، إن فشل جماعة الإخوان أمس الأول في الحشد في تنظيم عدة مسيرات بسبب إلقاء القبض على القيادات المتوسطة والمسؤولة عن غرفة العمليات التي تؤثر على العمل الميداني. وأضاف عبدالمجيد أن فشل الإخوان ليس السابقة الأولى، لافتا إلى أن الجماعة ليس لها ظهير شعبي، وإنما كانت مجرد مسيرات تحتوي على المئات. وأوضح أن تمكن قوات الأمن من الوصول إلى مفاصل غرف العمليات أربك تنظيمات الإخوان، لافتا إلى أن القيادات المتوسطة أهم من الأسماء الكبيرة في جماعة الإخوان لأنهم هم المسؤولون عن التنظيم والحشد. وأرجع عمرو نبيل، مسؤول الاتصال السياسي بحزب «الإصلاح والنهضة» تراجع أعداد المشاركين في الفعاليات التي ينظمها الإخوان في الميادين الرئيسية في القاهرة والمحافظات إلى سيطرة قوات الجيش والشرطة علىها، معتبرا أن القبض على قيادات الصف الأول بجماعة الإخوان لم يؤثر على عملية الحشد التي تتولاها قيادات الصف الثاني بالإخوان. وطالب نبيل بإيجاد حل سلمي للأزمة الحالية بعيدا عن التظاهرات في الشارع، مضيفا ليس معنى تراجع أعداد المشاركين في فعاليات جماعة الإخوان في الشارع أن يكون سببا في إقصاء التيار الإسلامي من المشهد السياسي، مؤكدا أن المصلحة العلىا لمصر أكبر من الجماعة. وأكد عضو المكتب السياسي بحزب «الإصلاح والنهضة» أن جماعة الإخوان تنتظر عرضا سياسيا ملائما لإنهاء التظاهرات التي تقوم بها ولتعود إلى مائدة المفاوضات، لافتاً إلى أن عملية القبض على قيادات الصف الأول بجماعة الإخوان أثرت سلباً على عملية الاتصال السياسي مع أحزاب التيار الإسلامي وكافة القوى السياسية. فيما أكد الدكتور عمر هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن فشل جماعة الإخوان في الحشد يعود إلى حالة الإحباط الشديدة التي يتعرض لها تنظيم الإخوان الدولي بعدما اتضحت خارطة الطريق لدى الشعب، وأضاف ربيع أن كراهية الشعب للإخوان أفشل مخططاتهم في محاولة اجتذاب الجمهور ضد الجيش والشرطة، لافتا إلى أن الدولة المصرية أثبتت أنها لن ترضخ أمام الضغوط الخارجية، مشيرا إلى أن إلقاء القبض على قيادات جماعة الإخوان بأمر من النيابة العامة أربكهم، لاسيما أن القبض وقع على القيادات المسؤولة عن تنظيم المسيرات والتظاهرات. وفي نفس السياق وصف عمرو المكي مساعد رئيس حزب النور للشؤون الخارجية، الاجتماع الذي عقدته عدد من القوى السياسية بمشاركة حزب النور ب «لقاء غير رسمي»، مضيفا «هذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيه حزب النور بالدكتور وحيد عبدالمجيد الأمين العام المساعد لجبهة الإنقاذ، والسفير شكري فؤاد، نائب رئيس حزب الدستور، أحمد فوزي، أمين عام الحزب المصري الديمقراطي وحسام مؤنس المتحدث الرسمي للتيار الشعبي، وقال المكي إن الاجتماع كان للتشاور والتباحث حول الأوضاع الحالية بطريقة غير رسمية، مشيرا إلى أن حزب النور الذي مثله في الاجتماع يهدف من خلال اللقاء الاستماع لوجهات نظر القوى السياسية حول الحلول التي تطرحها هذه الأحزاب لكيفية الخروج من حالة الاحتقان السياسي، والاتفاق على أرضية مشتركة للتوافق حول الحلول السياسية وأكد مساعد رئيس حزب النور للشؤون الخارجية، أنه لم يطرح وجهة نظر الحزب خلال الاجتماع، لافتا إلى أنه لم يتم إجراء أي نقاش حول الخلافات الحالية على التعديلات التي قامت بها لجنة العشرة المكلفة بإجراء التعديلات على دستور 2012، أو المادة 219 التي قامت لجنة العشرة بإلغائها ويرفض حزب النور المساس به. من جانبه أكد أحمد فوزي، أمين عام الحزب المصري الديمقراطي، أن الاجتماع الذي عقد بمقر الحزب المصري الديمقراطي كان بين مجموعة بين السياسيين، بصفة تشاورية غير رسمي وللتباحث حول الأزمة السياسية الراهنة والتعاطي مع المبادرة التي طرحها زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزارء، والتي تنص على نبذ العنف وإنهاء حالة الطوارئ والإسراع من انتهاء المرحلة الانتقالية، وأضاف فوزي أن الاجتماع كان بمثابة ترتيب لجدول أعمال لإمكانية الخروج من الأزمة الراهنة، لافتا إلى أنه تم تكليف الدكتور وحيد عبدالمجيد بالتواصل مع كل الأطراف للمناقشة حول إيجاد حلول سياسية بعيدة عن الحل الأمني. وعلى الجانب الأمني أكدت مصادر حكومية أن هنالك اتصالات بين وزارة الداخلية وبعض الأحزاب المتحالفة مع الإخوان مثل الجماعة الإسلامية لوقف المظاهرات في الشوارع، لكن علاء أبو النصر الأمين العام لحزب البناء والتنمية، المنبثق عن الجماعة الإسلامية نفى ما نشِر على لسان خالد الشريف، المستشار الإعلامي للحزب بأن هناك جهودا من جانب قيادات الجماعة الإسلامية لوقف حملات الاعتقال ضد قيادات التيار الإسلامي مقابل إيقاف مظاهرات أنصار جماعة الإخوان المسلمين، وأضاف أن هناك حالة إجماع بشأن المواقف السياسية وتوحيد الجهود والتحركات المختلفة، فجميعهم على قلب رجل واحد ولا يمكن بأي حال أن يحدث خلاف أو شقاق بينهم ورغم ذلك أعرب أبو النصر عن ترحيب الجماعة الإسلامية وحزبها بأي حل سياسي أو مبادرة شريطة أن تأتي في إطار احترام الشرعية حسب تعبيره.