تسارع قوى المعارضة والموالاة لحشد أنصارها في الشارع اليوم لتحقيق مطالب الأولى في إلغاء الاستفتاء على الدستور المقرر انطلاقه للمغتربين غداً وفي الداخل السبت المقبل، أما الموالاة من القوى والتيارات الإسلامية فتحشد لدعم قرار الرئيس محمد مرسي إجراء الاستفتاء في موعده. وستتحول ميادين القاهرة اليوم إلى ساحات للتظاهر، إذ تخرج تظاهرات الفريقين من كل صوب وحدب قاصدة مناطق عدة، فقوى المعارضة ممثلة في «جبهة الإنقاذ الوطني» التي يقودها رئيس حزب «الدستور» محمد البرادعي والمرشحان السابقان للرئاسة حمدين صباحي وعمرو موسى ستخرج تظاهراتها من أمام مساجد القاهرة الكبرى ومختلف الميادين الرئيسة قاصدة قصر الاتحادية الرئاسي. أما قوى الموالاة ممثلة في التيار الإسلامي وخصوصاً جماعة «الإخوان المسلمين» و «الدعوة السلفية» و «الجماعة الإسلامية» فستلتقي جموعها أمام مسجدي آل رشدان ورابعة العدوية في مدينة نصر، وهما مسجدان قريبان من قصر الرئاسة الذي تعتصم أمامه قوى المعارضة. وذكر بيان لائتلاف القوى الإسلامية أن «المليونيتين ستلتقيان في موقع واحد يجري تحديده وفقاً لمقتضيات الحال، مع استمرار كل الفعاليات الأخرى في جميع المواقع»، ما اعتبره البعض تلميحاً إلى إمكان التوجه ناحية القصر الرئاسي، ما ينذر بتكرار الاشتباكات الدامية بين الطرفين يوم الاربعاء الماضي والتي سقط فيها قتلى وجرحى. وقال مؤسس «حركة 6 ابريل – الجبهة الديموقراطية» طارق الخولي ل «الحياة» إن «تظاهرات جبهة الانقاذ ستنطلق من مختلف الميادين، والمسيرات الكبرى ستتجمع عند مسجدي النور في العباسية ومصطفى محمود في المهندسين وحي المطرية وسراي القبة»، مشيراً إلى أنه سيتم تجنب التجمع أمام مسجد رابعة العدوية لتجنب الاحتكاك بتظاهرات الإسلاميين «وكذلك سنتحاشى التجمع في ميدان الساعة لقربه من أماكن تظاهراتهم». وأكد أن المعارضة ستتجنب أي احتكاكات مع التيار الإسلامي، لكنه أعرب عن مخاوفه من إمكان التقاء مسيرات الفرقاء لدى توجهها إلى مناطق التظاهر بسبب قربها. وقال: «في حال لقاء الحشود قد لا نستطيع السيطرة على الموقف بسبب زيادة الاحتقان». وأوضح أن السبب الرئيس للمسيرات هو «الضغط لإلغاء الاستفتاء على الدستور، وهذا هو المطلب الأساسي لهذا التحرك»، لافتاً إلى أن عدداً من المسيرات سيتوجه إلى ميدان التحرير أيضاً لحمايته من أي محاولة لاقتحامه. واستعد الميدان لاستقبال المتظاهرين بمنصة كبيرة تم نصبها في مواجهة الجامعة الأميركية، كما امتلأ الميدان بخيام المعتصمين فيه، وسط عمل دؤوب لتعليق لافتات كُتب على بعضها «ارحل» و «الشعب يريد إسقاط النظام» و «الشعب عزل النظام» ولافتات أخرى تندد كلها بقرارات الرئيس وتنتقد مرشد «الإخوان» محمد بديع. وبدت الأوضاع هادئة في محيط اعتصام المعارضة أمام قصر الاتحادية بعدما توارى القصر خلف الجدران الأسمنتية التي سدت شارع الميرغني من الناحيتين، لكن المتظاهرين والمعتصمين وجدوا في الشوارع الجانبية ملاذاً للولوج إلى القصر. وعكفت قوات الحرس الجمهوري أمس على نصب جدران حديد في هذه الشوارع الجانبية عبر وصل متاريس في بعضها البعض لتشكل جداراً يحول دون مرور أعداد كبيرة ناحية القصر، كما منعت نصب خيام جديدة على رصيفه أو في حديقته الخارجية. في المقابل، انشغلت التيارات الإسلامية في حشد أنصارها للتظاهر اليوم بأعداد كبيرة، إذ ستتكفل تنظيمات الجماعات في المحافظات بتسفير أعضائها إلى القاهرة لإظهار وجود دعم قطاع واسع لقرارت الرئيس، فيما أعلن حزب «النور» السلفي، الذراع السياسية لجماعة «الدعوة السلفية»، عدم مشاركته في مليونية «نعم للشرعية» لانشغاله بحملة «نعم للدستور» التي يروج لها أنصار التيار الإسلامي بحجة أن قبول الدستور سينهي المرحلة الانتقالية وستبدأ مرحلة بناء مؤسسات الدولة وأن رفضه سيعني الاستمرار عاماً جديداً من دون مؤسسات نيابية، على أساس خريطة الطريق التي حددها الرئيس في إعلانه الدستوري الأخير.