حينما تسير في الجزء الغربي من حي جرول الذي يطلق عليه العامة منطقة (جبل أبولهب) فإن عينيك سوف تصطدم بمشهد الورش العشوائية التي تزحم الشوارع وتتوسط المنازل والمجمعات المدرسية وتتسبب في إرباك حركة السير وتلوث المحيط البيئي. وأوضح عدد من أهالي الحي أن شوارع منطقة جبل أبو لهب بها العديد من ورش السيارات التي أصبحت السمة الرئيسة للحي، وهي تصدر الصداع اليومي للأهالي وتنشر مخلفات إصلاح السيارات وبقايا قطع الحديد؛ فضلا عن أنها تلوث بيئة الحي، ما جعل العديد من أهالي الحي يفكرون في الهروب بجلدهم من صداع الورش والطرق على الحديد. وأجمع عدد من أهالي الحي أن الورش العشوائية لا يهدأ العمل بها ليلا أو نهارا، وأصبحت تشكل هاجسا مقلقا لأهالي الحي، مؤكدين أنهم طالبوا بنقل الورش عن الحي ولكن لا حياة لمن تنادي، إذ ظلت الورش تؤرقهم وأصبحت بمثابة جرح غائر في الحي بحاجة إلى طبيب ناحج لاستئصاله. وقال محمد المسعودي إن الورش تنتشر في الجزء الغربي من حي جرول وتجاور المساكن منذ سنين طويلة، وتتداخل مع الدور السكنية، كما أن المحال التجارية المطلة على الحي تحولت إلى ورش لصيانة السيارات مما ينذر بخطر بيئي على السكان بسبب انتشار الزيوت والشحوم. وأضاف أن منطقة أبولهب منتعشة بهذا المجال بالإضافة إلى محال الزينة وقطع السيارات، وفي الآونة الأخيرة تضجر منها الأهالي بسبب كثرة السيارات التالفة في شوارع الحي، حيث يقوم أصحاب تلك الورش بإيقاف السيارات في أزقة وشوارع المنطقة، ما يؤدي إلى اختناقات مرورية، موضحا أن الأهالي يطالبون بنقل المنطقة إلى موقع آخر أو وضع عقوبات صارمة على المخالفين. من جهته، أوضح ساعد المطرفي أن في وسط هذه الورش مجمعا لمدارس البنات تضم الابتدائي والمتوسط والثانوي، حيث تكمن الخطورة في أن الورش تسبب إزعاجا يوميا لسكان الجزء الغربي من جرول، كما أن وجود أعداد كبيرة من العمالة الوافدة بجوار المجمع المدرسي للبنات فيه خطورة كبيرة على فلذات الأكباد، لذا فإن الضرورة تقتضي ترحيل الورش إلى موقع آخر. في السياق ذاته، أوضح عادل الخالدي أن منطقة أبو لهب تحولت إلى منطقة أشبه ب(الصناعية) حيث إنها منذ أكثر من 20 عاما وهي على هذا الحال، ولم تجد لفتة من الجهات المعنية. معاناة 20 عاما وبين الخالدي أن المباني التجارية في الشوارع الرئيسة في الحي تحولت إلى ورش لصيانة السيارات، إذ إن أصحاب تلك المنازل يؤجرون المحال التجارية لتصبح ورشا مضرة بالإصحاح البيئي بالإضافة إلى تكدس السيارات التالفة والمتعطلة في شوارع الحي. وبين الخالدي أن أصحاب الورش لضيق مساحات الورش يوقفون السيارات الخربة في جوانب الشوارع وفي الأزقة مما يسبب لنا الزحام ونعاني كثيرا في إيجاد مواقف لسياراتنا. وطالب الخالدي بضرورة إيجاد عقوبات صارمة تحد من انتشار السيارات المتعطلة داخل أبولهب. بدوره، وصف عبدالرحيم اللهيبي الحياة في شوارع أبولهب بأنها لا تطاق، بفعل السيارات المترامية والورش التي حولت المكان إلى مكان أشبه بمنطقة صناعية، ملمحا إلى أن المعاناة تتفاقم يوما بعد آخر. وأعرب اللهيبي عن استيائه من العشوائية التي يمارسها أصحاب الورش التي تطغى على المكان، إضافة إلى غياب العقوبات التي من المفترض أن تطال المخالفين من ملاك الورش الذين يتسببون في مضايقة السكان في وضح النهار، مشددا على أهمية إيجاد الحلول قبل حدوث ما لا يحمد عقباه. من جهته، أوضح كامل مختار (من سكان الحي) أن شوارع أبولهب تحتاج إلى لجنة مشابهة للجان التي تعنى بالمناطق العشوائية، وذلك ليس من أجل تطوير الورش، إنما من أجل إزالتها من موقعها. لافتا إلى أن النظافة غائبة في الحي. وفي نفس السياق، أوضح كل من سعيد النافع وعبدالله المنصور ويوسف فلاتة أن ورش السيارات بمثابة صداع يومي لسكان حي جرول في جزئه الغربي، وهي موجودة في موقعها منذ أكثر من 20 عاما، وقد بحت أصوات الأهالي وهم يطالبون بنقل الورش ولكن دون فائدة. من جانب آخر، وبعد اتصالات عدة، أوضح مصدر مسوؤل في أمانة العاصمة المقدسة أنه في وقت سابق صرح أحد المسؤولين في الأمانة أن المسؤولية مشتركة بين العديد من الجهات، لذا فإنه يجب أن تتضافر الجهود بين هذه الجهات لحل مشكلة الورش. وأضاف المصدر أن الأمانة في حال مشاهدتها السيارات التالفة فإنها تضع (استيكر الإنذار) عليها، وتحدد فترة معينة، وفي حال عدم التجاوب فإن الأمانة تتخذ الإجراءات الخاصة بسحب السيارة التالفة من موقعها. منع الزحام الناطق الإعلامي لمرور العاصمة المقدسة المقدم فوزي الأنصاري أكد أن إدارة المرور لا تتهاون مع المخالفين للأنظمة والقوانين، مؤكدا أن هناك دوريات مرورية تنتشر داخل تلك المناطق في مكةالمكرمة في أوقات الذروة لتمنع الزحام في تلك المناطق.