سلّم الطالب ياسر السعيد محمد حماد نفسه إلى الجهات الأمنية في منطقة نجران ثاني أيام عيد الفطر المبارك, مسدلا بذلك الستار على قضية اختفائه الغامضة التي نشرت تفاصيلها "الوطن" أولا بأول منذ تخلفه عن اختبارات الأسبوع الثاني لنهاية العام الدراسي الماضي في الصف الثالث الثانوي بمدرسة الإمام خلف لتحفيظ القرآن الكريم بنجران . وأكد مصدر مطلع الإفراج عن الشاب المصري بعد انتهاء التحقيقات معه من قبل إدارة البحث الجنائي بالمنطقة، والتأكد من سلامة أسباب اختفائه، حيث اتضح عدم علاقته بأي جهة مشبوهة، وبالتالي تم تسليمه إلى مركز شرطة الفيصلية التي أفرجت عنه مطلع الأسبوع الجاري بكفالة حضورية. من جهته، استقبل مدير عام التربية والتعليم بمنطقة نجران ناصر بن سليمان المنيع في مكتبه أمس الطالب ياسر، ووجه إدارة التوجيه والإرشاد بتهيئته نفسيا، وعقد جلسات خاصة معه من قبل مشرفي التوجيه والإرشاد لتسهيل عودته للدراسة. وقال المنيع للطالب بحضور الصحيفة: "نرحب بعودتك سليما معافى، رغم أنك أشغلت الجميع خاصة والدتك المغلوبة على أمرها، وأنا واثق أنك رجل تحملت المسؤولية منذ صغرك، وعدت إلى الطريق الصحيح، ولديك القدرة على إعادة ترتيب أوراقك، والله سبحانه فتح للإنسان أبوابا عدة للعودة إلى الصواب، وهذا ما قمت به، فأنت لست خاصا بنفسك، أنت لأسرتك ومجتمعك الذي أعطاك الحرية الكاملة، لكن يجب أن يفكر الإنسان دائما كيف يرفع من شأنه، خاصة أن لك مثل غيرك من الشباب قيمة كبيرة ومكانة، والدليل اهتمام المجتمع بعودتك، والحمد لله أنك لم تنحرف، بل كانت نزوة، وإن شاء الله لن تتكرر"، وقدم الطالب اعتذاره لمدير عام التربية والتعليم بالمنطقة، مؤكدا أنه استفاد من الدرس جيدا، ولن يفكر في الإقدام على مثل تلك الخطوة مستقبلا. وروى الشاب المصري تفاصيل اختفائه حتى عودته قائلا: "سافرت يوم السبت في الأسبوع الثاني من اختبارات نهاية العام الدراسي الماضي بالطائرة إلى جدة، ولم أكن أخطط للسفر، ولكني مللت من البقاء في المنزل، فتوجهت إلى مطار نجران، وسألت عن أول رحلة إلى محافظة جدة، وسافرت عليها، وفور وصولي اشتريت ملابس للإحرام، وذهبت إلى مكة لأداء العمرة، وبقيت في بيت الله الحرام لمدة أسبوع، بعدها توجهت إلى المدينةالمنورة، وبقيت في المسجد النبوي الشريف حتى منتصف شهر رمضان، ومن ثم عدت إلى مكةالمكرمة، حتى رجعت ثاني أيام عيد الفطر المبارك، وسلمت نفسي إلى الجهات الأمنية، التي أفرجت عني بعد تحقيق مطول". وقدم ياسر نصيحة إلى نظرائه الشباب بعدم التسرع في اتخاذ أي قرار، والتفكير في عواقب الأمور، مبديا اعتذاره لوالدته ولمدير المدرسة خالد بن سعود الفارس، ولإدارة التربية والتعليم والجهات الأمنية. وزفت البشرى أمس إلى أم ياسر التي أجهشت بالبكاء فور سماع صوت ابنها الذي وعد بعدم تكرار غيابه. واتصلت الصحيفة بمدير الخطوط السعودية بمنطقة نجران حسين حرفش لسؤاله عن إمكانية تأمين حجوزات لأم ياسر وشقيقيه عبدالرحمن وأسامة للعودة إلى نجران في أقرب وقت، وتفاعل حرفش مع قضية ياسر، وساهم في إيجاد حجز رغم صعوبة ذلك في ظل عودة الدوام الرسمي والعام الدراسي هذه الأيام . وكانت الصحيفة انفردت بنشر خبر استنفار الجهات الأمنية في منطقة نجران للبحث عن طالب الثانوية العامة لتحفيظ القرآن الكريم ياسر السعيد محمد حماد، مصري الجنسية، الذي غادر منزل أسرته منذ الأسبوع الثاني لاختبارات نهاية العام الدراسي بعد أن أرسل رسالة عبر الموقع الاجتماعي "فيس بوك" لوالدته يطلب منها أن تسامحه. وصرح الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة النقيب عبدالرحمن بن محمد الشمراني في حينها أن والدة ياسرأبلغت عمليات الشرطة عن اختفاء ابنها في ظروف غامضة، ولا تعلم الوجهة التي ذهب إليها، وعلى الفور وجه مدير شرطة المنطقة اللواء سعيد بن شايع آل حماد، بالتعميم على المذكور داخل مدن ومحافظات المنطقة وخارجها، وتابعت الجهات الأمنية الموضوع حتى عاد ياسر إلى أسرته.