بمجرد أن تنتهي من أدائك النسك وتخرج من باب المروة وتسير خطوات للأمام تسمع أصواتا متناغمة تصدر بلغة عربية مكسرة تقول حلاق، حلاق، حجام، حجام، هنا ياحاج هنا ياحاج، حيث يتنافس حوالى 50 صالونا للحلاقة أمام الحرم المكي الشريف، على تقديم خدمات الحلاقة للمعتمرين والزوار في تلك الصوالين طرحتها أمانة العاصمة المقدسة مؤخرا عن طريق المزاد، والتي تمت ترسيتها على احد المستثمرين بمبلغ يتجاوز نصف مليون ريال لموسمي العمرة والحج. وتقدم هذه الصوالين حلاقة الرؤس بالموس وبالماكينة، فيما تمتنع عن حلاقة الذقون حسب تعليمات الرئاسة وحسب قول احد العاملين فيها. وفي سوق يعتبر الأكبر على مستوى المملكة، تغيب فرص توطين هذه الصوالين في موسم تتواصل فيها الطلبات على الحلاقة بجوار الحرم المكي وفي الوقت الذي قدر فيه عدد الحلاقين السعوديين العاملين فقط في موسم الحج ب 150 حلاقا فقط من المتدربين بمعهد التدريب المهني بمكةالمكرمة، حيث تمثل العمالة الباكستانية 98 في المئة من مجموع عمالة الصوالين، فيما تقدر العائدات السنوية بأكثر من 10 ملايين ريال سنويا. ويبلغ عدد صوالين الحلاقة في مكةالمكرمة أكثر 1500 صالون، ومازالت السعودة غائبة عن مشهد صوالين الحلاقين قبل أن توطن بشباب الوطن رغم أن مكة يفد إليها أكثر من 5 ملايين حاج ومعتمر على مدار العام من 110 جنسيات مختلفة.