أشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني بقرار مجلس الوزراء في الجمهورية اليمنية بتوجيه اعتذار من حكومة الوفاق الوطني إلى أبناء المحافظات اليمنية جراء الحروب التي دارت في تلك المحافظات في سنوات سابقة، وما ترتب عليها من نتائج وآثار. ووصف الأمين العام لمجلس التعاون قرار مجلس الوزراء اليمني بأنه خطوة مهمة على طريق تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وتعزيز الوحدة الوطنية، وفتح صفحة جديدة في مسيرة اليمن المباركة نحو تحقيق أهدافه الوطنية. ودعا الأمين العام لمجلس التعاون كافة القوى السياسية ومكونات المجتمع اليمني إلى دعم توجهات حكومة الوفاق الوطني والتجاوب مع هذه ومن جهة ثانية ووسط استمرار مكون الأطراف الجنوبية بتعليق مشاركتهم في الحوار الوطني، حدد نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني سلطان العتواني نهاية الشهر الجاري موعدا لمناقشة التقارير النهائية للحلول، ومن المرجح أن تسلم الفرق تقاريرها النهائية الأسبوع المقبل. جاء ذلك بعد ساعات من إعلان الحكومة الاعتذار لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وأبناء محافظة صعدة والمناطق المجاورة لها عملا بتوصيات النقاط العشرين التي تقدمت بها اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني، معتبرة أن ما حدث في العهد الماضي خطأ أخلاقي تاريخي لا يجوز تكراره. واستندت الحكومة اليمنية في اعتذارها المعلن رسميا إلى اتفاق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتنفيذا للنقطتين الثامنة والخامسة عشرة من النقاط العشرين المقرة من اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل القاضيتين بتوجيه اعتذار رسمي للجنوب من قبل الأطراف التي شاركت في حرب صيف 1994م، ولأبناء صعدة وحرف سفيان والمناطق المتضررة الأخرى من قبل الأطراف المشاركة في تلك الحروب، إضافة إلى إدراكها لأهمية تحقيق المصالحة الوطنية كأحد شروط توفير المناخات المناسبة لنجاح مؤتمر الحوار الوطني على حد ما أورده البيان. وتعليقا على القرار، قال القيادي في الحراك الجنوبي ناصر الطويل ل«عكاظ»: «الاعتذار ليس الحل، ولكن كان ينبغي العمل على إيجاد حلول عملية لقضايا ومعاناة الجنوبيين المستمرة وحتى اليوم»، مستدركا بالقول: «لكن الإقرار بداية طيبة، ونأمل أن تلحقها خطوات أخرى عملية يتلمسها المواطن ليتم بعدها البدء في الحلول السياسية». غير أن قياديا رفيعا آخر في الحراك الجنوبي وعضو فريق القضية الجنوبية «فضل عدم ذكر اسمه»، قال ل«عكاظ»: «نحن علقنا من أجل قضايا كثيرة، لكن الاعتذار جاء مخجلا ولم يلب تطلعات الشارع الجنوبي»، مؤكدا أن الأطراف الجنوبية ستعقد لقاء تشاوريا في الساعات القادمة لتحديد موقعها من الاعتذار وستصدر بيانا بذلك. ميدانيا، أفاد مصدر أمني يمني ل«عكاظ» بأن شخصا أصيب في احتراق طقم عسكري تابع للمؤسسة الاقتصادية جراء انفجار عبوة ناسفة وضعتها جهات مجهولة بداخل الطقم في منطقة الصياح بالعاصمة صنعاء أمس.