أعلنت حكومة الوفاق الوطني في اليمن أمس اعتذارها لأبناء الجنوب وصعدة وحرف سفيان عن الحروب وكافة ضحايا الصراعات السياسية السابقة. وأصدرت بيان اعتذار قالت فيه انه وبالنيابة عن السلطات السابقة وكل الأطراف والقوى السياسية التي اشعلت حرب 1994 في الجنوب وحروب صعدة أو شاركت فيها، فإنها تقدم هذا الاعتذار لأبناء الجنوب وصعدة وحرف سفيان والمناطق المتضررة الاخرى. ونص مشروع الاعتذار على اعتبار ما حدث كان "خطأ أخلاقياً تاريخياً لا يجوز تكراره وتلتزم حكومة الوفاق بالعمل على توفير ضمانات عدم تكراره من خلال اتخاذ الخطوات الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية والسعي إلى إصدار القوانين الكفيلة بتحقيق ذلك." ودعا البيان الذي بثة التلفزيون الرسمي الأطراف السياسية والمجتمعية والفعاليات الدينية والثقافية والفكرية إلى دعم مصالحة وطنية شاملة تعيد للمجتمع لحمته الوطنية وتنشر روح التسامح والقبول بالآخر. وأضاف "كما تدعو حكومة الجمهورية اليمنية إلى التصدي لكل ما يهدد الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وتدعو الجميع للتصرف بروح المسؤولية الوطنية والتسامح والإخاء". ويأتي الاعتذار تنفيذاً لمطالب ومقترحات كانت لقيت دعم وتأييد كافة القوى السياسية بشأن معالجة الوضع في الجنوب وصعدة وأولها الاعتذار للجنوب عن حرب صيف 1994 وحروب صعدة بين الحكومة والحوثيين منذ 2004-2009. كما يأتي الاعتذار بعد اعلان ممثلي أحد فصائل الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني تعليق مشاركتهم في الحوار، واشترطوا البدء بتنفيذ النقاط العشرين وال 11، والتي تنص على الاعتذار للجنوب عن حرب 1994 وكذا معالجة قضايا المبعدين قسراً بعد الحرب من المؤسسة العسكرية والأمنية والخدمة المدنية بعد الحرب وكذا قضايا الأراضي التي جرى نهبها في الجنوب بعد الحرب من قبل نافذين موالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وفي أول رد فعل على الاعتذار، اعتبر القيادي في الحراك الجنوبي وعضو مؤتمر الحوار علي حسن زكي ان الاعتذار الصادر عن حكومة الوفاق التفاف على ما تم الاتفاق عليه، وهو ان يصدر الاعتذار من الاطراف التي اشعلت وشاركت في الحرب وليس الحكومة. وأضاف زكي ان هذا "الاعتذار باطل لأنه صادر عن أطراف غير أطرافه ومضمون غير مضمونه، هو في حقيقته لا يستهدف الاعتراف فحسب، ولكنه يستهدف عدالة ومشروعية القضية الجنوبية التي نشأت كنتاج لتلك الحرب التي انهت الوحدة، وأصابت الشراكة في مقتل." إلى ذلك، قتل مدير جهاز الاستخبارات اليمنية في عدن مع نجله صباح امس خلال هجوم لتنظيم القاعدة، بحسب مسؤول في الجهاز. وقال المصدر إن العقيد علي الهادي كان يقود سيارته في وسط عدن عندما اطلق ثلاثة مسلحين يستقلون سيارة النار عليه. وقال مصدر طبي إن نجل الضابط قتل على الفور واصيب مدير الجهاز بجروح قبل ان يتوفى لاحقاً في مستشفى عدن. واوضح ان "المسلحين التابعين للقاعدة تمكنوا من الفرار".