رغم وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، ما زالت نساء القنفذة يحرصن على التواصل والزيارات فيما بينهن، ويحافظن على عادات وتقاليد الآباء والأجداد في زيارات بعضهن البعض بصفة شخصية وهن يبتعدن بذلك عن الرسائل الباردة ويحرصن على زيارة جيرانهن وكافة منازل الحي بصفة شخصية للسؤال عن الحال وتقديم المساعدات. تقول أم علي من القنفذة: «زياراتنا لمنازل الجيران والحي والقرى المجاورة تتم بشكل يومي، وتحرص الواحدة منا على اصطحاب ثلاجة للقهوة لتبادل الحديث مع صاحبتها والسؤال عن أخبارها، وتتعدد الزيارات في اليوم الواحد لتصل إلى أكثر من 15 منزلا، خصوصا في الإجازة الأسبوعية كما في حالات الخطوبة وتنويم المريض والتعرض لحادث مروري والوفاة والنجاح من الثانوية العامة والكلية الجامعية والحصول على وظيفة ورمضان وفي الأعياد والمباركة بالزواج وقدوم المولود». وتضيف أم عمر من مركز حلي (جنوب القنفذة): «إن العديد من الشابات المعلمات والموظفات وغير الموظفات يحملن أجهزة الهاتف إلا أنهن يفضلن الاقتداء بأمهاتهن وذويهن في زيارة بعضهن البعض بصفة شخصية وفي ذلك أنبل معاني التواصل والتآخي والمحبة في زمن كثرت فيه وسائل الاتصال الباردة». وتشير أم عمر إلى أن الواحدة إذا لم تجد صاحبة المنزل فإنها تقوم بإعادة الزيارة في وقت آخر، وتضيف أن رب المنزل وزجته والأبناء يشعرون بالراحة والسعادة عندما تكثر حركة الزيارات داخل المنزل لما في ذلك من تعميق لأواصر المحبة والتآلف. ويشير أحمد القوزي إلى أن نساء القنفذة يتميزن بالزيارات المتكررة لبعضهن البعض مع ثلاجة القهوة وهو ما يميزهن على مستوى منطقة مكةالمكرمة وربما على مستوى المملكة.