لم تشهد الساحة الأوروبية تفاوتا في المواقف وتعريف الحدث كما هو الآن بالنسبة للأزمة المصرية فيما نقلت وسائل الأعلام الأوروبية والألمانية كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي أكد فيها على موقف المملكة الثابت في دعم مصر ضد الإرهاب والتضليل والفتنة .. كما تناولت مجلة دير شبيجل الألمانية على صفحتها الإلكترونية صباح أمس الثلاثاء المؤتمر الصحفي الذي عقده الأمير سعود الفيصل الخارجية في باريس ونقل خلاله موقف المملكة الداعم لإرادة الشعب المصري والذي أشار فيه إلى أن إرادة 30 مليون مصري ولفت الفيصل فيه إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في مصر، وقالت المجلة في تقريرها إن الفيصل انتقد الموقف الدولي السلبي تجاه مصر الأمر الذي جعل المملكة تقف وقفة عز وحق مع مصر والمصريين اعتبارا من أن مصر أهم وأكبر دولة عربية ولا يمكن للمملكة أن تترك الشأن المصري مرتهنا بتقديرات خاطئة .. ومن هذا المنطلق رحبت أوساط سياسية في باريس بإعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند عن عزم بلاده في دعم خارطة الطريق المصرية وإعطائها الفرصة اللازمة لتحقيق بنودها وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط جيدو شتاينبرج الباحث بمؤسسة العلوم والسياسية الألمانية ل «عكاظ» أن رد أولاند جاء بناء على اقتناع تام بما صرح به وشرحه وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل حول الأوضاع في مصر وموقف المملكة الداعم للخطوات التالية المتعلقة بتحقيق المسار الديمقراطي للبلاد .. وأيد شتاينبرج موقف المملكة ومبادرة المليك وقال إن الفيصل قدم نقاط هامة في باريس لا سيما وأن ما حدث في مصر يؤثر على الأسلام وعلى الأمة الأسلامية بشكل عام خاصة، حين لفت أن المملكة العربية السعودية لم تطلب أكثر من أن يقف أبناء الشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية وقفة رجل واحد ليحكموا العقل والحكمة للحفاظ على أمن واستقرار مصر لا سيما التأكيد على أن ما يحدث في مصر ما هو إلا إرهابا لا يراد به خيرا للبلاد ولا بد من مواجهته والتصدي له بكل قوة وحزم وإلا فإن الإرهاب سيحقق ما يخطط له ضد مصر واستقرارها وهو بحسب رأي شتاينبرج سيكون له تأثير سلبي جدا وخطير على المنطقة. في نفس الشأن أكد الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط يورغين كروبورج ووزير الدولة بالخارجية الألمانية سابقا في تصريحات ل«عكاظ» أن موقف المملكة كان متوقعا وأنه تابع تصريحات سمو الأمير سعود الفيصل في باريس ورحب في نفس الوقت بالموقف الفرنسي الدعم لمبادرة المملكة فيما حذر الأوروبيين من اتخاذ قرارات تعرقل الموقف المصري، وقال إن التدخل الأوروبي في الأزمة المصرية شجع الإخوان على رفض المبادرات والحوار واللجوء إلى العنف ورأى أن وقف المعونات الأوروبية عن مصر غير مجدي وسيكون قرارا غير سليما لأنه يمكن تعويضه والدليل على ذلك هو موقف المملكة العربية السعودية... وفي ظل هذه التصريحات والاهتمام الإعلامي الكبير بموقف المملكة العربية السعودية تجاه مصر تستعد بروكسل اليوم لاستضافة الاجتماع الطارىء لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ال 28 وبرئاسة السيدة آشتون وزيرة خارجية الأوروبي للنظر في كيفية التعامل مع الشأن المصري وما هي الخطوات اللازمة لحث المسؤولين المصريين على البدء في مسار يتفق والمفهوم الديمقراطي الأوروبي هذا رغم أن الأوروبي لم يقدم أي بدائل أو تصورات قبل اجتماع بروكسل المنتظر .. ورغم الجولات المكوكية التي قامت بها السيدة آشتون إلى مصر أخيرا ثم المفوض الأوروبي للشرق الأوسط ومنطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط برناردينو ليون والذي زار مصر لعدة أيام قبل انعقاد اجتماع بروكسل الطارىء فإن نتائج هذه الزيارات لم تصل إلى المستوى الذي يمكن الاجتماع الأوروبي من الخروج ببيان يتفق عليه جميع الأطراف حول الخطوات اللاحقة للتعامل مع الموقف المصري في ظل مطالب بوقف المعونات وتصدير السلاح،.