تزايد ملحوظ لعدد المتسولات الوافدات في الفترة الأخيرة.. ولا تكاد إشارة مرورية تخلو منهن.. يتخذن من لهيب الشمس والأرض المشتعلة بالحرارة مكانا لهن وفي صحبتهن أطفال وصغار، والهدف من ذلك كما هو معلوم بالضرورة استجداء عطف الناس وانحيازهم الفطري للأطفال. متسولات ينتظرن على حافة الرصيف في انتظار المركبات لكن الأحدث نقلة في الأمر هو لجوء المتسولات إلى البيوت مباشرة، وطرق أبوابها ويبرزن شهادات صحية ومستندات وأوراقا عن مرض مزعوم أصاب من في صحبتهن من أطفال صغار، وتتنوع الحيل والأسباب المضروبة.. وأغلب هؤلاء النسوة يتذرعن عن الأوضاع السيئة في بلداهن عقب الأحداث التي دهمتها في الفترة الأخيرة. خلايا النساء «عكاظ» وقفت وقفة حول مصداقية تلك المتسولات، خاصة مع وجود أماكن ومواقع يلذن بها ويختفين فيها في ساعات الراحة والخفوت والنوم.. وطرحت «عكاظ» أكثر من تساؤل حول من يقف وراء هؤلاء النسوة وأطفالهن، ويرى جاسم الضيان أن «هؤلاء المتسولات أغلبهن لسن بحاجة لمد اليد خاصة إذا كان هناك ما يضمن لهن عدم الحاجة بوجود جهات تتولاهن بالرعاية قبل ترحيلهن إلى بلداهن، فالمتسولات يخترن مواقع حيوية لممارسة نشاطهن خاصة عند المساجد بغرض استدرار العطف، خاصة الوافدات اللائي انتشرن في هذه الفترة، وفي الغالب هناك رب أسرة من ذات الجنسية يرعى نشاطهن، ومن جانبي لا أستطيع إلا التعاطف معهن وإعطاءهن المقسوم من المال.. نشاط هؤلاء النسوة من باب كسب المال بطريقة غير مشروعة». طرق الأبواب في المقابل ترى فاطمة الناصر أن أغلب المتسولات يستغللن وقت الظهيرة باعتباره وقتا ميتا تخلو فيه البيوت من الرجال، ويطرقن الأبواب لاستغلال تعاطف النسوة، وتروي الناصر تجربة مرت بها عندما فوجئت بمتسولة من جنسية عربية تطرق باب منزلها وظلت تشكو من أوضاع بلدها وكيف أنها الآن بدون مأوى ولا يوجد لديها قوت لأطفالها وظلت تبكي بحرقة «الأمر الذي دفعني لإخراج مبلغ 1000 ريال وإعطائه إياها». وتضيف أنها رأت ذات المتسولة تصعد إلى سيارة فارهة كانت في انتظارها يبدو أنها لزوجها رغم أنها زعمت أن زوجها مقعد مشلول ولا يتحرك. فرار واختباء محمد المسعود يرى أن «هناك جهات كفيلة من الممكن أن تساعد من يكون في حاجة إلى دعم وإعاشة، ويرى أن التسول طريقة غير مشروعة لكسب الرزق وأن من يعطي المتسولين يساعدهم على الاستمرار في التسول، فهناك جماعات ورجال تقود النساء للتسول تعمل كخلايا تنشر النساء والأطفال في كل شارع وفي كل إشارة مرورية، فالكثير منهم يخاف ويرتبك ويحاول الفرار حين نقول له سندلك على من يساعدك أو إذا أخبرناه بأننا نستطيع مساعدته وسنقوده للجهة المعنية التي من الممكن أن تكفل عيشه». التعاطف مع النواعم ناريمان السادة أضافت من جانبها أن خلايا التسول منتشرة في كل مكان واستغلال النساء فيه أمر مؤلم جدا خاصة وأن تلك الجماعات المشغلة تعرف أن الكل يتعاطف مع النساء ولن يردهن إلا القليل. وتضيف ناريمان: «أنا شخصيا لا أعطي أيا من المتسولات دون إثبات لحاجتها وفقرها كما أن الأوراق والتقارير الطبية التي يحملنها أغلبها مضروبة ومزيفة كلها تتحدث بلغة واحدة عن الزوج المقعد والطفل المريض وعن عدم إمكانية شرائهن للأدوية المعالجة، فهناك الجهات المعنية التي تتكفل بمثل هذه الأمور وهناك من يقود النساء من الرجال عديمي المروءة والذين يستغلون المرأة والطفل لجلب المال.. هذه عصابات مجهولة من الممكن القضاء عليها في حال الالتزام بعدم إعطاء المتسولين والمتسولات والتعاطف معهن». حملات واسعة يشار إلى أن شرطة المنطقة الشرقية بادرت مؤخرا وضمن عمليات المسح الميداني اليومي للحد من ظاهرة التسول بتنظيم حملة وألقت الفرقة الخاصة بعمليات المسح والتفتيش بإشراف قوة المهام والواجبات الخاصة القبض على متسولة بأحد التقاطعات الرئيسية بالمحافظة بعد الاشتباه بوضعها وبالتحقق منها تبين أنها شاب في العقد الثاني من العمر متنكر على هيئة امرأءة لاستعطاف المارة بحجة الحاجة. وتمت إحالة المقبوض عليه إلى مركز الشرطة لاستكمال الإجراءات اللازمة بحقه، وجاءت عملية المسح الميداني لهذه الظاهرة بعد جمع معلومات دقيقة ومتابعة سرية لأماكن توزيعهم وتواجدهم وتم من خلالها ضبط عدد من حالات التسول بلغ إجمالي عدد المقبوض عليهم 210 حالات، 107 نساء و30 رجلا، و73 طفلا، وبلغت نسبة المواطنين منهم 27 في المائة، بينما بلغ نسبة الوافدين 73 في المائة، وتم التحفظ على المقبوض عليهم والمضبوطات التي عثرت بحوزتهم وتحريزها بشكل محكم، فيما جرى تسليمهم لمركز الشرطة لاستكمال الإجراءات اللازمة تمهيدا لتسليمهم لجهة الاختصاص.