وضع قيادي سابق في جماعة الإخوان في مصر النقاط على الحروف حول تشتت حراك القرار لدى أفراد الجماعة بعد فض الاعتصامات، وكيف أنهم لم يتعودوا على التفكير بصورة فردية وإنما تملى عليهم جميع تصرفاتهم. وأفصح القيادي السابق في الجماعة الدكتور مختار نوح في حوار مع عمرو أديب بثته قناة «اليوم» الكثير من أسرار الجماعة، وفضح ممارساتها وعنجهية التفكير لدى قياداتها، فضلا عن كشفه الكثير من التفاصيل التي تتعلق بالمرحلة المفصلية الراهنة في مصر والتي شابها الكثير من اللغط بشأن حقيقة فض الاعتصام الذي أعاق حراك الحياة في مصر. وبين الدكتور نوح «ترسخ في الوعي الجمعي لدى البعض من الناس، أن جماعة الإخوان تمتاز بالتنظيم الدقيق للمخططات والأهداف السياسية والعلمية، ولكن الأزمة الراهنة في مصر كشفت أنهم جماعة محدودة التفكير ولا تعتمد على أهل الكفاءة والخبرة العلمية والسياسية في تنفيذ قراراتهم، بل إنهم يعتمدون على من يثقون في انتماءاتهم ويعاقبون كل خائن أو خارج عن صفوفهم، وأنهم تعودوا في سياق عملهم على القرارات التي تملى عليهم»، ضاربا مثلا بابنة خيرت الشاطر التي دعت المغرر بهم من جوقات الاعتصام إلى عدم الإلتفات إلى الرسائل النصية التي تبث في مواقع التواصل الاجتماعي عن الدعوة لاعتصام جديد، وإنما عليهم متابعة المصادر الموثوقة مثل قناة الجزيرة التي ظلت تواصل دق طبول الفتنة بين المواطنين المصريين. وبهدف كشف حقائق حراك جماعة الإخوان تنشر «عكاظ» مادار في اللقاء المتلفز للتعريف بطريقة تفكير هذه الجماعة وأسلوبها في التصرف والتفكير والتنفيذ، وفيما يلي نص الحوار التلفزيوني: ما هو سر إخفاق الإخوان مؤخرا في القيام بمسيرات تظاهرية جديدة، إذ يعتقد البعض أن الضربة الأمنية هي السبب، والبعض الآخر يرى أن السبب هو تكتيك من الجماعة لتهيئة ضربات مقبلة، بينما ترى أطراف ثالثة أن الأمر يتعلق ربما بوجود نافذة للمفاوضات؟ ما حدث أمر طبيعي حيث أن عناصر هذه الجماعة لم يعتادوا على التفكير، بل اعتادوا على تنفيذ ما يملى عليهم فقط، والعقليات التي كانت تديرهم وتطلق الأوامر المباشرة التي اعتادوا على تنفيذها دون تفكير، سجن البعض منهم والبعض الآخر اختفى من المشهد وأصبح من الصعب الوصول إليهم بعد الفرار من الغضب الشعبي الكبير مما حدث من وقائع إرهابية والتي جسدتها الجماعة، ما ولد ارتباكا وصراعا بين عناصر الجماعة، وفي هذا الصدد فإن الكثير من المتابعين للموقف لايصدقون أن جماعة الإخوان ضعيفة الإمكانيات جدا في المسائل العلمية والحركة السياسية، إذ أن طبيعة التنظيمات المغلقة تعتمد على أهل الثقة ولا تعتمد على أهل الكفاءة والعقليات المتفتحة التي لا تتلائم مع فكر تنظيم الإخوان، فهي عند أول خلاف إما أن تغادر أو تجبر على مغادرة الجماعة. هل هذا الارتباك يعني أن المرحلة القادمة ستكون فردية وبها الكثير من العنف دون تنظيم محدد؟ الإخوان لايستطيعون الكسب على الأرض في المواجهة وأسلوبهم يعتمد على العمليات الإرهابية، وأتوقع أن يعمدوا إلى تفجيرات متفرقة في البنوك والأماكن الهامة في الدولة لأشهر، إلى أن يتم رصد كامل عملياتهم ويتم القضاء عليهم تماما. وكيف تحول الأمر من إرهاب بالسلاح وضرب وحرق لدى الإخوان بعد فض اعتصام رابعة العدوية إلى صمت وهدوء في اليوم التالي؟ الواقع يفرض نفسه والحرب على الأرض خسارتها حتمية أمام الجيش المصري القوي. هل من الممكن الوصول إلى مرحلة تفاوض بين الحكومة وجماعة الإخوان؟ بالتأكيد لا في الوقت الراهن لأن مرحلة التفاوض انتهت بعد إخفاقهم وإضاعتهم لكل فرص وسبل التفاوض قبل فض الاعتصام، ولكن هذا لا يمنع أن يقدموا التماسا مبينا على اشتراطات معينة ينفذونها من أجل إقناع الشعب، و لعل من أبرزها الاعتراف بالخطأ وإبعاد قيادات وإخراجهم من العمل السياسي من أجل فتح صفحة جديدة، ومع كل هذا قد لا يقتنع الشعب أو يقبل بذلك. لماذا تحالف مرسي يوم 25 يناير الماضي مع فصائل تخالفه حتى أن البعض منها كان قد كفره، وماهي الفاتورة التي كان سيدفعها لهؤلاء ممن يناصرونه وفقا لمصالحهم؟ ** في لحظة من اللحظات شعر الرئيس المعزول أنه يريد أن يستقوي بآخرين ظنا منه أن هذا الاستقواء سيحميه من الأحزاب التي تعارضه، لكن اختلاف فكر هؤلاء رفع من مستوى الفوضى، وكان تجمعهم في ملعب مغطى، والبعض طلب أمورا تخص التمدد الشيعي وآخرون طالبوا بفتح الطريق أمامهم وآخرين طلبوا البناء في سيناء وكان ذلك اليوم هو الشرارة الحقيقية لسقوط الإخوان الفعلية، كما أن الرئيس المعزول ظن أنه يواجه الأحزاب المعارضة فقط ولم يتوقع أنه يواجه ملايين من الشعب المصري. ألم يزعج هذا التحالف جهات دولية ؟ بالطبع لا .. هناك جهات أغمضت أعينها لأن الهدف أكبر وأهم بالنسبة لهم ألا وهو انقسام مصر وإضعاف جيشها. وهل فكر الإخوان في لحظة من اللحظات أثناء الاعتصام في التخلي عن العناد وفض الاعتصام حفاظا على أمن البلاد ؟ لم يكن لقيادات الإخوان القدرة على اتخاذ قرار فض الاعتصام، فمثلا لو فكر القيادي الإخواني عصام العريان بطلب فض الاعتصام لدفن معهم في أرض رابعة، وهي مرحلة كان من الصعب التراجع عنها لأن هناك قوة خارجية ستتضرر في تحقيق أحلامها، وهناك اختلافات كبيرة خلف كواليس المنصة ولا مكان للتراجع. هل تعتقد أن المصالحة واردة بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة من الجماعة؟ المصالحة غير وارده في هذا التوقيت، لأن الجامعة أضاعت الفرصة ولم يعد من الممكن التصالح الآن حفاظا على مكانة الجيش، ومع ذلك فإن التسامح مستقبلا ممكن ولكن بشروط. ما صحة أن التنظيم وقيادات الإخوان انتقلت إلى تركيا وأنها بصدد إعلان حكومة موازية؟ هذه صوره من صور التصعيد نتيجة القضاء على أحلامهم في تقسيم مصر قبل انتهاء نومهم. يدعي بعض المنتمين للإخوان أن الحياة السياسية لن تسير بدونهم كونهم يمثلون الإسلام الحقيقي؟ ** ادعاءاتهم باطلة، مصر كلها روح إسلامية ولكن يجب أن نؤمن بالحوار مع الآخر ونحترمه ولا نكفره مثلما يفعلون. كيف يمكن إقناع المغرر بهم في الشوارع ممن يساندون الجماعة للعودة لصوابهم حفاظا على مصلحة مصر ؟ بالحوار والمناظرات، وأنا مستعد لمناظرة أي قيادي من الإخوان وسأثبت أن ما ارتكب من جرائم الإخوان باسم رابعة العدوية هو إثم نتيجة قراراتهم وتعاليمهم الكاذبة لمن اتبعوهم وغرروا بهم وهو من الكبائر، وكان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى فتنة كبرى وإلى ضياع مصلحة البلاد والفقه يبرهن هذا، وأنا أحاجج الإخوان بما تعلمته منهم سابقا على الورق فقط وما فعلوه هو جريمة في حق مصر، فهم يدعون أنهم لا يكفرون الناس وهم والله كفروهم مره بالدعاء والسب وأخرى باللعن، وهو ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم فالشيخ القرضاوي لديه شريط يؤثم هذا الفعل سابقا وعاد هو نفسه وقام بهذا الإثم. ماذا عن قتل ابن المرشد في أحداث رمسيس الإخيرة؟ أنا حزين على وفاة ابن المرشد عمار وكنت أحبه منذ زمن، ولكن الفتنة التي أشعلها الإخوان وشركائهم هي من قادته لهذه النهاية ليموت هو ومئات من المصرين من الطرفين. ما دور محمد بديع مرشد الإخوان الآن؟ المرشد لا دور له الآن ولم يكن له دور كبير سابقا، والمتحكمون الآن هم خيرت الشاطر ومحمود عزت ورشاد بيومي، وسجن هذه القيادات هو سبب الاضطراب الكبير لدى الإخوان هذه الإيام وارتباكهم وتشقق صفوفهم. هل سبق وأن حذرت مرسي من مغبة عناده وعدم الاستماع إلى صوت العقل ؟ حذرت مرسي من المتسلقين حيث عين في مجلس الشورى لصوص يحملون على كاهلهم أحكام جنائية، حتى أن أحدهم كان يقف بجواره في زيارته قناة السويس وهو أحد المحكومين، وعليه 24 حكما جنائيا فأرسلت له رسالة نصها «عيب ياريس لصوص حولك».. هؤلاء اللصوص فروا من رابعة عندما لمسوا خطورة الوضع بعد أن استفادوا أثناء حكم مرسي فلم أجد منهم أحدا وأنا أتجول رابعة العدوية. هل صحيح أن الإخوان كانوا سيمنحون سيناء للفلسطينيين ؟ لا كانوا سيسكنوهم بها تحت إدارتهم وهي خطة صهيونية محكمة للتخلص منهم. هل تعتقد ان هناك من قد يراجع نفسه من الاخوان بعد ماحدث؟ الإخوان نوعان: الشتامون وكذابين الزفة، وهم لايصلون أصلا، يشاركون بالصراخ لعمل جو إرهابي وافتعال المواقف وهم يخيفون بعض الإخوان الذين يميلون للحق، وهناك فريق يتأمل فقط ولايشارك في شئ. لماذا انضم الدكتور سليم العوا فجأة لمرسي بعد أن كان يهاجمه وظهر في قناة الجزيرة مؤخرا يدافع عن الإخوان وتحول تماما إلى الصف الآخر، فما سر ذلك ؟ أملك التفسير ولا أريد قوله واللبيب بالإشارة يفهم. ابنة الشاطر أعلنت بعد عدم تمكنهم من التجمع لإطلاق مسيرات جديدة أن الاختراقات المستمره لطرق التواصل هي التي فرقتهم مطالبة مؤيدي الإخوان بمعرفة المكان الحقيقي للتجمع عن طريق المصادر الموثوقة مثل قناة الجزيرة ، ماذا تريد قناة الجزيرة من مصر بالضبط؟ قناة الجزيرة هي مجرد أداة، وللأسف الإخوان لم يستفيدوا من تجاربهم الماضية في عهود سابقة وليتذكروا قول الله تعالى «إن الله لايصلح عمل المفسدين».