أحال العديد من مخالفي أنظمة العمل والإقامة أزقة وممرات حي البوادي الشعبي في شمال محافظة جدة إلى بؤرة للتجمع وممارسة الأعمال المهنية المختلفة من سباكة، نجارة، ودهان وغيرها من المهن بالرغم من جهل العديد منهم إن لم يكن معظمهم لأصول المهنة وفنونها ولم يسبق لهم أن اكتسبوها في بلدانهم. العشوائية الطاغية على الحي ساعدت المخالفين على الإنزواء والتخفي ما بين الأزقة لإتمام الصفقات وعرض خدماتهم المختلفة لكل من يرغب فيها. يقول محمد سعد وهو من سكان الحي «قرب الحي من المنطقة الصناعية والورش المختلفة ساهم في انتشار العمالة المخالفة لدرجة أنهم أصبحوا يزاحمون السكان الأصليين في المساكن وملاك العقارات لا يترددون في تأجير العمالة المخالفة من العزاب شققا وغرفا في عمائر يقطنها عوائل بشكل مخالف للنظام كلياً». ويرى خالد جبريل أن انتشار العمالة الوافدة في الحي بشكل كبير ساهم في تدني مستوى النظافة خاصة وأن العديد منهم لا يأبهون كثيراً بموضوع النظافة فتجدهم يرمون نفاياتهم ومخلفاتهم الغذائية في الطرقات الفرعية وأمام المنازل دون أدنى اكتراث من خطورة هذا الأمر بيئياً وصحياً. مطالباً الجهات المعنية بنقل الورش الموجودة داخله إلى المنطقة الصناعية ومنع تأجير العمالة المخالفة لمنازل داخل الحي. واعتبر سمير يماني أن تعامل المواطنين مع العمالة المخالفة ساهم في انتشارهم بشكل كبير في الحي وفي كافة الأحياء المجاورة له. وأعاد علي حمد أسباب انتشار العمالة في البوادي إلى انتقال السكان الأصليين إلى أحياء أخرى تتوافر فيها مختلف الخدمات البلدية والتنموية. ويشتكي مازن محمد من أن الطريق الرئيس الموصل للحي بات مزدحماً وعلى الأخص في أوقات الذروة، حيث يعرض العمال خدماتهم على الطريق ما يجعل السيارات تتوقف للتفاوض مع العمالة فتختنق الحركة المرورية. وطالب دوريات المرور بالعمل على منع التوقف المتكرر للسيارات في منتصف الطريق وتحرير المخالفات بحق المتوقفين على جانبي الطريق. من جانبه، أكد مصدر مسؤول في جوازات منطقة مكةالمكرمة وجود تنسيق أمني مع الجهات المختصة للقبض على العمالة المخالفة وتسليمها إلى إدارة الترحيل للنظر في أوضاعها والعمل على ترحيل المخالفين منهم إلى أوطانهم.