نفى مدير جمعية الإحسان والتكافل الاجتماعي في مكةالمكرمة عبدالله عبدالمعطي النفيعي ما يردده البعض أن الجميعة لا تقوم بالمهمات المنوطة بها كما ينبغي، موضحا أن الجمعية تواصل عطاءها الإنساني وتكفل نحو ثمانية آلاف فرد، لافتا إلى أن العمل الخيري في هذه البلاد المباركة يشهد تنظيما مؤسسيا يقدم الخدمة لمحتاجيها وفق الشرع القويم ويعمل على إشاعة التكافل الاجتماعي الذي حث عليه ديننا الحنيف ولذلك تعمل الجمعيات والمؤسسات الخيرية على اختلاف أنشطتها ومهامها على إشاعة قيم التكافل في هذا المجتمع الذي هو مهد الرسالة ومنطلق القيم الإسلامية الكريمة، ويجد العمل الخيري دعم المحسنين والموسرين في هذه البلاد المباركة كما يجد اهتماما من قبل المسؤولين والقائمين على أمر هذه الجمعيات. وبالنسبة للعمل الخيري في مكةالمكرمة قال: «يجد هذا النوع من العمل كل الدعم والرعاية والتوجيه من قبل إمارة المنطقة التي توجه دائما بتذليل العقبات والصعاب التي قد تعترض عمل الجمعيات الخيرية، بل إنها شكلت لجنة خاصة لرعاية وتنظيم مثل هذه الأعمال، وهي لجنة السقاية الرفادة حرصا منها على تقديم الخدمة لضيوف الرحمن وفق أفضل الطرق وأجودها بما يعكس الصورة المشرقة عن هذه البلاد المباركة وأهلها، وجمعية الإحسان والتكافل الاجتماعي تعمل وفق رؤية واضحة لتكون رائدة للعمل الخيري في مكة وفق معايير الجودة الشاملة، لتقديم أفضل الخدمات للمستفيدين منها بأسلوب يشعرهم بالاهتمام ويجعلهم مشاركين في تحقيق الأهداف، كما تضع الجمعية تنمية وتشجيع ثقافة التكافل الاجتماعي في مقدمة أولوياتها بالإضافة إلى عقد الشراكات لتأهيل الأسر المحتاجة وتطوير الخدمات الاجتماعية لهم بالتعاون مع المؤسسات المتخصصة. كما نعمل على الوصول للمستفيدين في مواقعهم من خلال البحث الاجتماعي الميداني حرصا على بناء علاقات اجتماعية تشعر المستفيد بالاهتمام، وتسعى لتقييم الحاجة الفعلية ضمن نظرة شمولية تعتمد على تحسين مستوى الأسر ماديا واجتماعيا وثقافيا والوصول بها إلى أسرة منتجة ذات مشاركة وتفاعل مجتمعي إيجابي». وعن نشاط جمعية الإحسان والتكافل الاجتماعي خلال المواسم قال: «الجمعية كما هو معروف ترعى عددا كبيرا من المحتاجين وتقدم لهم الخدمة وفق تنظيم دقيق يحقق أهداف الجمعية، ومن برامجها: تقديم سلال غذائية للأسر المستفيدة من خدمات الجمعية عبر قسائم شرائية من عدد من الأسواق بمكةالمكرمة، وقدمت الجمعية خلال شهر رمضان المنصرم 400 ألف وجبة جافة بالتعاقد مع إحدى الشركات الوطنية التي قامت بإعداد الوجبات بإشراف من الجمعية وروعي فيها اشتمالها على المكونات الغذائية الصحية، حيث تتكون الوجبة من تمر منزوع النوى وماء وفطيرة وعصير ومنديل، كما روعيت المحافظة على الإصحاح البيئي حيث يوجد مع كل وجبة كيس لجمع مخلفات الإفطار ووضعها في الصناديق الخاصة المنتشرة في ساحات الحرم». وعن البرامج الأخرى التي تنفذها الجمعية قال: «علاوة على ما ذكر تنفذ الجمعية كذلك برنامج كسوة العيد للأسر المستفيدة من خدمات الجمعية وأبنائها في كل عام كما تنفذ الجمعية عددا من البرامج الأخرى كتأمين المياه للمساجد وبعض الجمعيات الخيرية التي تتسلم مياه وقف عين زبيدة عن طريق جمعية الإحسان وكذلك تنفذ الجمعية برنامج تأهيل الأسر المستفيدة لتكون منتجة معتمدة على نفسها مستقبلا، بالإضافة إلى مساعدات الزواج والمساعدات العينية التي تصرف عن طريق المستودع الخيري التابع للجمعية». وفيما يتعلق بخدمات الجمعية في موسم الحج قال: «في موسم الحج تنفذ الجمعية برنامج إطعام حاج من خلال وجبات جافة وساخنة تقدم لضيوف الرحمن في ساحات الحرم الشريف والمنطقة المركزية والمشاعر المقدسة، كما تستقبل الجمعية كل عام لحوم الهدي والأضاحي وتقوم بتوزيعها على المستفيدين من خدمات الجمعية، وتشغل الجمعية مغسلة الأموات بجامع التوحيد من خلال عدد من المختصين من منسوبي الجمعية». وعن تفاعل المحسنين وتعاونهم مع الجمعية قال: «تجد الجمعية وكافة أنشطتها وبرامجها تعاون ودعم الموسرين والمحسنين الذين يبادرون جزاهم الله خيرا بدعم تلك البرامج على مدار العام بالإضافة إلى البرامج الموسمية المتعددة، وتعمل الجمعية سنويا على إصدار القوائم المالية ووجوه صرفها وتقدم تلك القوائم للمحسنين الذين يطلعون على برامج ووجوه الصرف بإشراف ومتابعة مجلس الإدارة ولا نملك إلا الدعاء بأن يبارك الله للمحسنين والداعمين والقائمين على هذه الأعمال الخيرية الجليلة خاصة وأنها تقدم في بلد الله المحرم فالأجر مضاعف إن شاء الله لعمل خير مبارك». وفيما يتعلق بالخطط المستقبلية للجمعية قال: «تعمل الجمعية على تنمية عدد من أوقافها من خلال تشكيل لجنة تنمية أوقاف الجمعية للإشراف على أراضٍ تملكها بشارع الحج وجبل ثور والشرائع ومخطط التخصصي وكدي لتكون مصادر دخل ثابتة ونامية للجمعية ونرجو أن تجد هذه المشاريع المستقبلية دعم المحسنين الذين لم يتأخروا يوما عن دعم الجمعية وبرامجها وأنشطتها، حيث قامت الجمعية بإعداد المخططات الخاصة بوقف شارع الحج الذي سيكون إن شاء الله أول مشاريع الجمعية حيث سيتكون من 14 طابقا بالإضافة إلى محلات تجارية ستعزز الموقف المالي للجمعية وسيتبعه عدد من المشاريع الوقفية الأخرى. وعلى مستوى البرامج والخدمات نتطلع إلى عقد شراكات عملية مع الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني لتنفيذ عدد من البرامج التدريبية لأبناء الأسر المستفيدة لتأهيلهم لسوق العمل وكذلك تأهيل الأسر لتكون منتجة ومعتمدة على نفسها مستقبلا، وهو ما تم البدء فيه فعليا بالتنسيق مع شركة الخليج للتدريب والتعليم حيث يستفيد عدد من أبناء الأسر المسجلة لدى الجمعية من البرامج التدريبية المختلفة والتي ستساعدهم على الاعتماد على أنفسهم وتهيئهم لسوق العمل، ولدينا شراكات عملية مع جامعة أم القرى حيث استضفنا عددا من طلاب وطالبات كلية العلوم الاجتماعية الذين أدوا التدريب العملي بالجمعية خلال العام الدراسي الماضي وهي شراكة نعتز بها، حيث شاركت الجمعية كذلك في عدد من المؤتمرات الاجتماعية التي أقامتها الجامعة، ولدينا أيضا شراكات عملية مع عدد من المتطوعين من أبناء المجتمع المكي الذين نرحب بهم وبمشاركتهم في أعمال الجمعية».