المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    فرصة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «آثارنا حضارة تدلّ علينا»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أرصدة مشبوهة !    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    «المرأة السعودية».. كفاءة في العمل ومناصب قيادية عليا    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    فعل لا رد فعل    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المرور»: الجوال يتصدّر مسببات الحوادث بالمدينة    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    رسالة إنسانية    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«العمل الخيري» في الحج..دعم المحسنين من دون تنسيق!
«الاجتماعية» لم تبادر إلى «مشروع وطني موحد» بين الجمعيات الخيرية

تفتقد الجمعيات الخيرية للكثير من التنظيم في أعمالها وخصوصاً في موسم الحج، فما نراه على أرض الواقع يمثل عشوائية تامة، لا تتناسب مع الأهداف التي أوجدت من خلالها الجمعيات، وربما نحمّل وزارة الشؤون الاجتماعية مسؤولية ذلك، إلاّ أن بعض الجمعيات مع الأسف لم ترتق بخدماتها إلى الأفضل، فهي تركز كثيراً على الكم دون الاهتمام بالكيف، وإلاّ ماذا يعني عدم اجتماع أكثر من (40) جمعية في مكة لأكثر من ثلاث سنوات على طاولة التنسيق؟، وهو ما يعكس حالة من عدم التفاهم فيما بينها.
من المهم إيجاد "مشروع وطني" "طموح وموحد"، وأن أولى خطوات ذلك هو "الربط الحاسوبي"، تمهيداً لتنفيذ "مشروع مشترك هام" هو "الرعاية الشاملة للمحتاج"، بحيث تتبنى كل جمعية جانباً من جوانب احتياجات الفقير، كأن تقدم جمعية خدماتها في "غسيل الكلى" وأخرى في "الرعاية الصحية" وثالثة في "كفالة الأيتام" أو "تكريم المتفوقين" أو "التدريب" أو "التوظيف" أو "الإسكان".
نحتاج إلى أفكار تسويقية جديدة تعتمد على دراسات ميدانية وتوسيع العمل التطوعي وتفعيل «لجنة السقاية»
متبرع ومستفيد
في البداية تحدث "محمد قايد" عن العوائق التي تواجه العمل الخيري، قائلاً: تعلمون أن المؤسسات الخيرية هي قناة بين المتبرع والمستفيد، لذا فإن الحفاظ على هذه الثقة من أقوى عوامل دعم الجمعيات، وذلك أن الوصول إلى "الفقير المتعفف" وكسب الداعم يمثلان قاعدة مهمة لانطلاق أي عمل خيري، مبيناً أنه لابد للجمعيات الخيرية أن تواكب التطور المذهل والسريع في العمل الإداري، والذي يُعد مفصلاً مهماً من مفاصل العمل الخيري، فثمة جمعيات مازالت مع الأسف ترتدي الثوب القديم في تنمية الموارد والاتصالات والتدريب والتوزيع، مما يفرز لنا أعمالاً أشبه أن تكون أعمالاً عشوائية، ونحن مثلاً في جمعية البر قفزنا قفزات جيدة، ونتطلع إلى تدوير خبراتنا للزملاء في الجمعيات الأخرى، من خلال التوسع في التعامل الالكتروني مع الفقير والمتبرع، لدرجة أننا لا نحتاج حضور المستفيد إلاّ في حالة تحديث البيانات.
الزهراني: هناك «روتين ممل» من بعض المنظمين
اجتهادات فردية
وأوضح "يحيى الزهراني" أنه من بين العقبات إصرار الباذل على مباشرة التوزيع بنفسه، وربما يكون ذلك بسبب ما يصدر من بعض منسوبي الجمعيات، مضيفاً أن هناك اجتهادات فردية من بعض القائمين على الجهات الخيرية، مما يفاجئ المجتهد بخطئه بعد فوات الأوان، أيضاً هناك نوع من التعسف من بعض المنظمين في فرض أنظمة قد لا تكون في صالح العمل الخيري، مشيراً إلى أنه من العقبات بروز المحسوبيات نتيجة العلاقات الشخصية، وكذلك اختلاف وجهات النظر بين العاملين، وتسلط صاحب القرار على زملائه، مؤكداً على أنه قد يفرض هذا التسلط تقدير العاملين واحترامهم ومجاملتهم لصاحب القرار، ذاكراً أنه من بين العقبات انعدام الأمن النفسي لدى المدير، فهو يتوقع أن يستغنى عنه في أي لحظة، مما يحد من نشاطه وإبداعه وحماسه، وكذلك تغيير المديرين المستمر والسريع، فبعض الجهات يمر عليها خمسة مديرين خلال أقل من عامين.
توزيع عشوائي للوجبات على الحجاج
توظيف الأبناء
وعن كيفية تحقيق التعاون بين الجمعيات الخيرية، أكد "قايد" على أنه في البدء يجب تحديد الحاجات أولاً، إلى جانب معرفة المجالات التي يمكن للجمعيات الخيرية مشاركة الجهات الأخرى، سواء في القطاع الأهلي أو الحكومي، مضيفاً أنه من بين هذه المجالات التي تحتاج إلى تكريس التعاون، قضية توظيف أبناء المستفيدين، والذي ربما كان مجالاً لتفريخ أعداد كبيرة من المؤهلين للعمل في أعمال الحج، ولك أن تتخيل أن تقدم الجمعيات قوائم بأسماء ومؤهلات أبناء وبنات الأسر المحتاجة لمؤسسات الطوافة وحملات الحج وشركات حجاج الداخل وشركات التغذية والتموين مثلاً بهدف توفير الوظائف لهذه الفئة أولاً، والدفع بأبناء المحتاجين إلى سوق العمل، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدي بلاشك إلى إدارة المال الوطني بدلاً توسيع دائرة تحويل الأموال إلى خارج المملكة، بتشغيل عمالة ربما تكون مخالفة.
قايد: أتمنى تطبيق فكرة «نقاط التوزيع» داخل المشاعر
أُسر منتجة
وأوضح "قايد" أنه من صور التعاون التي يمكن أن تتحقق وتحتاج إلى ورشة لوضع أطرها العامة توظيف أبناء المحتاجين في مشروع "الأسر المنتجة"، بحيث يتم تسويق منتجات الأسر الفقيرة داخل المخيمات، بتخصيص نقاط بيع يمكن من خلالها بيع الأغطية والعباءات والملابس والمنسوجات التي تصنع بالفعل داخل مكة، مبيناً أن هناك أيضاً فكرة مشروع تعاوني كبير وهو مشروع "حفظ النعمة"، بحيث تتولى الجمعيات حفظ فائض الأطعمة من داخل مخيمات العاملين في الحج لتوزيعه على الفقراء من أهل مكة المكرمة والحجاج، مشيراً إلى أنه ثمة مشروع كبير أرى لو أن الجمعيات الخيرية سمح لها بالعمل فيه سيحقق نقلة نوعية كبيرة، وهي قضية إرشاد الحجاج التائهين بإشراف وزارة الحج، وذلك لأن ملف إرشاد الحجاج التائهين للأسف ظل طيلة ربع قرن بلا تطوير أو تجديد؛ ولأن مساكن الحجاج لم تعد فقط في المنطقة المركزية في مكة المكرمة، بل تجاوزت حدود طويلة لتصل إلى "منطقة العزيزية"، والتي أصبحت تتفوق على المركزية في إسكان الحجاج والمعتمرين، مؤكداً على أن مثل هذه المشروعات بحاجة إلى تنسيق مبكر بين الجمعيات الخيرية والجهات ذات العلاقة بأعمال الحج، وعلى العموم فإن موسم الحج وشهر رمضان المبارك هي مواسم للأسف لم تستغل؛ بسبب الفجوة الكبيرة بين الجمعيات الخيرية والجهات الحكومية.
مرزا: «الشراكة» تبدأ من قناعة «المجالس» و»اللجان»
بدائل خيرية
وتمنى "محمد مرزا" من وزارة الشؤون الاجتماعية عندما تصدر تصريحاً لأي جمعية، أن تتأكد من توافق أهداف الجمعية مع مكانة "مكة المكرمة" كقبلة الدنيا ومقصد أمة المليار، ولأن مكة واجهة حقيقة للمملكة أمام ملايين الحجاج والمعتمرين، والذين يفدون إليها سنوياً، لذا لابد من إيجاد بدائل خيرية اجتماعية تتوفر فيها خدمة البلد بشكل جيد، مع إظهار مكانة المملكة بما يتوافق مع المشروعات الكبيرة المنفذة في "أم القرى" و"مكة المكرمة"، مثل توسعة الساحات الشمالية وتوسعة المسعى وجسر الجمرات، وكذلك اتساع رقعة العمران ودخول مناطق جديدة في مجال إسكان الحجاج، مبيناً أنه بعد خمس سنوات ستظهر ملامح حضارية ومشروعات عملاقة، ولابد للجمعيات الخيرية أن تواكب هذا التطور، وأن يكون لديها استشراف ونهوض نحو مستقبل مضيء، بدلاً من أن تكون في دائرة التقليدية وبعيدة عن الحراك الحكومي، متسائلاً: ماذا قدمت الجمعيات الخيرية كي تواكب هذه النهضة الطموحة؟، مطالباً ببرامج تطوير شاملة للعمل الخيري، مع عقد ورش للوقوف على ملامح العمل الخيري بعد (30) عاماً كيف سيكون؟، وماذا يجب على الجمعيات فعله من الآن؟.
حلبي: التركيز على خدمات «الكم» وليس «الكيف»!
أين الشراكات؟
وحول خطوات الاتحاد والتنسيق وكيفية بناء قواعد التعاون، أوضح "مرزا" أنه في الحقيقة لن يكون ذلك إلاّ بعد أن تُغير الجمعيات نظرتها الذاتية وفكرتها الإدارية القديمة، مضيفاً أنه من خلال تجربته لم يذكر أنهم اجتمعوا على طاولة التنسيق مع الجمعيات الخيرية لأكثر من ثلاث سنوات، متسائلاً: أين الشراكات الاجتماعية وتبادل الأفكار وتلاقح التجارب بين الجمعيات؟، ذاكراً أنه في مدينة بحجم مكة المكرمة يتجاوز عدد الجمعيات التي تعمل فيها على (40)، مؤكداً على أن إشاعة وتفعيل ثقافة الشراكة هي اللبنة الأولى في التطوير، وأنها أصبحت مطلباً ملحاً، بل إنها مقياس حقيقي للفكر الاجتماعي في الجمعيات الخيرية، خذ مثلاً هناك جمعيات تعمل في الإطعام الخيري بلا تخطيط أو أهداف، وهناك جمعيات لا تعينها مستوى الخدمة المقدمة، وأخرى همها الأول رفع مواردها ولا تتأكد من جودة المنتج الموزع، فقط تهتم بالعدد ولا تهتم بالكيف.
جمعيات ومبرات ولجان خيرية تتسابق «عشوائياً» في توزيع المساعدات وتقديم الوجبات للمحتاجين
مشروع وطني
وأكد "مرزا" على أن هناك شبه تكدس دائم في المنطقة المركزية، في الوقت ذاته نجد هناك مناطق أخرى حرمت من خدمات هذه الجمعيات، أيضاً "جمعية السقاية والرفادة" مازالت في موضعها، وسبق أن كنت عضواً فيها ولم تنتقل نقلات نوعية، ومثال ذلك أن اجتماعها مع ممثلي الجهات الخيرية في الحج عادةً ما يكون في أول العشر الأولى من شهر ذي الحجة، في الوقت الذي يجب أن تعقد الاجتماعات في شوال، وهذا ليس تقصيراً من اللجنة، بقدر ما هو تقصير من الجمعيات الخيرية، مبيناً أن هناك مربعات جغرافية في مكة المكرمة لم تغط من قبل الجمعيات العاملة، حيث لا يوجد تقسيم جغرافي لمكة المكرمة في مجال العمل الخيري، فلكل جمعية الاجتهاد، متمنياً أن توضع رؤية متكاملة ل"مشروع وطني" طموح وموحد، يحقق طموح أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل "تنمية الإنسان وتطوير المكان"، مشدداً على أهمية الارتقاء بالعمل تجاه حاجات المجتمع، لتكون الجمعيات بالفعل خادمة للأغراض، بدلاً من تكرار نفسها وبروز الازدواجية.
المشاركون في الندوة أكدوا أهمية دور وزارة الشؤون الاجتماعية في تعزيز الشراكة بين الجمعيات الخيرية «عدسة- محمد حامد»
ربط حاسوبي
وفي ظل الحاجة الملحة للشراكة بين الجمعيات الخيرية، وفي عصر تتسارع فيه عجلات التغيير، أوضح "مرزا" أن الشراكة تبدأ من قناعة مجالس إدارة الجمعيات والجهات التنفيذية، فلا يمكن تقديم الشراكة كمشروع بدون أن يكون هذا الشعور حاضراً، مضيفاً أن فكرة الشراكة يجب أن تتبناها وزارة الشؤون الاجتماعية، باعتبارها الجهة المشرفة مالياً وإدارياً، وكذلك الجهة التي يمكن أن يكون لها دور فاعل في تحقيق الشراكة، مؤكداً على أن أولى خطوات الشراكة "الربط الحاسوبي" بين الجمعيات، تمهيداً لتنفيذ مشروع مشترك هام هو الرعاية الشاملة للمحتاج، بحيث تتبنى كل جمعية جانب من جوانب احتياجات الفقير، كأن تقدم جمعية خدماتها في غسيل الكلى وأخرى في الرعاية الصحية وثالثة في كفالة الأيتام أو تكريم المتفوقين أو التدريب والتوظيف أو الإسكان، بدلاً من التركيز على موضوع الإطعام نصف السنوي، والذي لا يتجاوز "كيس رز" أو "علبة زيت"، مشيراً إلى أن بعض الجمعيات تعمل على توريث الفقر بطريقة غير مباشرة، من خلال حصر المساعدة في مبلغ زهيد أو معونة بسيطة، في الوقت الذي يجب أن تعينه على التكسب الحلال وتوفير مصدر رزق ثابت، لذا نحن بحاجة فعلية إلى تحقيق مثل هذه الشراكات، بحيث يخدم الفقير من أكثر من جمعية، ومن أكثر من مجال، مستغرباً من وجود أكثر من (30) جمعية في ساحات الحرم المكي، متسائلاً: لماذا لا تتشارك هذه الجمعيات كي نكون في صف واحد يخدم الفقير أمام شركات التموين.
نقاط التوزيع
وأكد "حلبي" على أن الملاحظ على بعض الجمعيات هو تركيزها على الكم لا على الكيف، بمعنى أنهم يتباهون مثلاً بتوزيع كميات هائلة تنشرها لهم صحفنا المحلية، في الوقت ذاته نجد أنها لم تركز على مستوى الخدمة، مضيفاً أن هناك مجالات للأسف تنتظر تدخل الجمعيات الخيرية، مثل مشروع مساعدة حجاج البر المتعطلة مركباتهم في نقلهم من حدود المملكة إلى مكة المكرمة ثم إلى المشاعر المقدسة، مبيناً أنه لمس حاجتهم في كل عام، فهم معوزون والنقابة العامة للسيارات لا تلتفت لنقلهم مجاناً، كونها جهة مشرفة على قطاع النقل الخاص.
وأوضح "قايد" أن من بين الأفكار التي يمكن أن ننفذها في موضوع الشراكة هو تنفيذ فكرة نقاط التوزيع الخيري في المشاعر، بحيث تتولى أمانة العاصمة المقدسة آلية توزيع مواقع على الجمعيات الخيرية لتقديم خدمات متنوعة بدلاً من الاعتماد الخيري على آلاف الشاحنات والبرادات التي توزع المياه والوجبات الجافة والعصائر بأسعار خيالية، بل وإنها تتسبب في زحام المشاعر، وربما قائد الشاحنة يعمد إلى التوزيع العشوائي والمتكرر بهدف التخلص من الكميات، فيما تضمن مراكز التوزيع خدمة الحجاج على مدار الساعة، إلى جانب مساعدة الجمعيات على الاعتناء بمواقعها وإخراجها بمخرج جيد، مشيراً إلى أنه من بين الأفكار التي يمكن أن تنفذ عن طريق الشراكة "حج الفقراء"، وهو مجال خصب أصبح يمثل مطلباً مهماً للحجاج في ظل ارتفاع كلفة الخدمة، متمنياً لو أشرفت وزارة الشؤون الاجتماعية على تقديم هذه الخدمة عن طريق جمعية خيرية، بحيث تتبنى تخصيص موقع مناسب ومجاني لهذه الفئة.
ردم الفجوة
وعن كيفية ردم الفجوة بين الجمعيات الخيرية ومؤسسات الطوافة والجهات ذات العلاقة بالحج، أوضح "حلبي" أن أولى خطوات العمل يجب أن تبدأ من الجمعيات نفسها، وأن تطالب بالشراكة كخيار استراتيجي، على أن تتولى وزارة الشؤون الاجتماعية تكريس هذا المفهوم وتحقيق رغبات الجمعيات وتسهيل مهمتها.
وطالب "مرزا" بأهمية تأسيس مركز أو مكتب تشترك فيه الجمعيات الخيرية للاستشارات والبحوث، يكون مقره مكة المكرمة، ويتولى أعمال التخطيط الاستراتيجي والبحثي، إلى جانب تقديمه ملفات جاهزة للتنفيذ تمثل دراسات لأعمال خيرية ذات أفكار خلاقة، ويمكن أن يكون تحت إشراف معهد خادم الحرمين الشريفين كجهة بحثية متخصصة لها تجربتها الرائدة في أعمال أبحاث الحج، وأجزم أن هذه الخطوة ستحقق نقلة كبيرة للعمل الخيري.
وأكد "قايد" على أن جمعية البر في مكة المكرمة أسست "كرسي البر" ب"جامعة أم القرى"، متمنياً أن يعمل بهذه المهمة، حيث نحتاج تفاعل الجمعيات الخيرية أكثر وأكثر.
المستودع الخيري.. «باب مفتوح» لإطعام الفقراء
يُعد المستودع الخيري في مكة المكرمة الذراع الخيري الأهم لإمارة المنطقة في مجال الإطعام الخيري المؤسسي، وبدأت قصة تأسيس المستودع من متواضع في عمارة داخل "حي العزيزية"، وأشرف عليه في البداية الشيخ الراحل "عبدالله البسام" - رئيس هيئة التمييز في مكة المكرمة سابقاً-، وتحت إدارة الشيخ "صالح العساف" - أحد المهتمين بالعمل الخيري- حيث أخذ المستودع بمهمة حفظ الأرزاق والمواد الغذائية لتوزيعها على الفقراء، لكن المشروع الذي أسهم بجلاء في التعريف بالمستودع كما يروي الشيخ "العساف" مشروع توزيع "برادات الماء" داخل وأمام الإدارات الحكومية في مكة المكرمة، ذات الكثافة الكبيرة من قبل المراجعين، الأمر الذي دفع متبرعين إلى دعم المشروع الخيري، فيما لم يعد مستودع العمارة كافياً لاستقبال التبرعات، الأمر الذي دفع الشيخ "البسام" إلى استئجار مخازن كبيرة على مساحة (20) ألف متر على الطريق الدائري، حيث وضع المقر الجديد للمستودع على أعتاب مرحلة جديدة من التطور.
ويتحمل المستودع مسؤولية كبيرة كواحد من أهم الكيانات الخيرية في مكة المكرمة، إذ يتعهد بتوزيع أكثر من مليون وجبة، ويخدم أكثر من (18) ألف أسرة وفق قاعدة بيانات، ليظل المستودع أشهر جمعية خيرية في ساحات الحرم المكي، حيث يشرف على أكبر مساحة لإطعام الصائمين في الحرم المكي.
ولأمور تنظيمية تم ضم المستودع تحت إدارة "جمعية الإحسان والتكافل" كجهة مشرفة على أعماله ولها مجلس إدارة مستقل، ويملك المستودع تجربة مثيرة في مجال تقديم الوجبات في ساحات الحرم المكي ومواقف سيارات المعتمرين وخلال موسم الحج، بفريق من المركبات والعاملين المهنيين.
جمعية بر مكة نموذج في خدمة المحتاجين
تأسست "جمعية البر" في مكة المكرمة قبل (60) عاماً باسم "صندوق البر"، وأصبحت اليوم واحدة من أشهر الجمعيات الخيرية في مكة المكرمة، إذ قدرت آخر ميزانية لها بحوالي (41) مليون ريال. وقال "د.طارق صالح جمال" -رئيس مجلس إدارة الجمعية-: إن أبرز الإنجازات تتمثل في توزيع (15) ألف حقيبة مدرسية و(210) آلاف وجبة إفطار صائم في شهر رمضان، و(340) ألف وجبة جافة وساخنة خلال موسم الحج الماضي، إلى جانب الإشراف على (6) أربطة للسكن الخيري و(15) سكناً استثمارياً وكفالة (1004) أيتام، مضيفاً أن الجمعية تزهو بتنفيذ مشروعها الرائع "القرض الحسن"، وهو مشروع يدور أموال المودعين لأموالهم مؤقتاً في صندوق الجمعية، حيث أفاد (3000) مستفيد، بما يوازي (13) مليون ريال تم تدوريها بدون فوائد، مشيراً إلى أن الجمعية تشرف على واحد من أجمل المشروعات التي سدت حاجة الفقراء، وهو مشروع "مركز غسيل الكلى"، حيث وفرت (16) جهازاً أفاد أكثر من (6000) مواطن ومقيم، كما تشرف الجمعية على عيادات طبية بلغ عدد المراجعين لها أكثر من (20) ألف مريض خلال عام واحد، وحولت (1200) حالة إلى المستشفيات.
وأكد على أنهم يسعون إلى تحقيق الحياة الكريمة لذوي الحاجة من جيران بيت الله الحرام، فنساعدهم على تجاوز مرحلة الحاجة إلى مرحلة الاكتفاء أو الإنتاج، من خلال تعامل إنساني بفريق عمل محترف يسعى لرضا الرحمن في ظل التواصل المستمر مع أهل البر والإحسان، مضيفاً أنهم يهدفون إلى تقديم خدمات رعاية لتحقيق التنمية المستدامة لذوي الحاجات في "أم القرى"، مع استقطاب وتطوير أفضل الكوادر البشرية في مجال العمل الخيري؛ لتقديم خدمة متميزة واستمرارية تنمية الموارد المالية وزيادة العوائد الاستثمارية، بالإضافة إلى تنمية علاقة وطيدة مع أهل الإحسان في المجتمع وتبصيرهم بوضع ذوي الحاجة وقامة المشروعات الخيرية الموسمية أمثلة "الحقيبة المدرسية" و"إفطار صائم" و"زكاة الفطر" و"كسوة العيد"، إضافةً إلى "كسوة الشتاء" و"الافادة من لحوم الأضاحي" و"إطعام حاج"، إلى جانب تعزيز العلاقة مع وسائل الإعلام للتعريف بالجمعية وخدماتها؛ لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المحسنين والمتطوعين لخدمة العمل الخيري في أطهر البقاع، وكذلك التواصل مع الجمعيات الخيرية والإنسانية لتبادل الخبرات والمعلومات.
«جمعية زمزم» الصحية تجربة إنسانية رائدة
تعد جمعية زمزم للخدمات الصحية واحدة من أنشط الجمعيات الخيرية على خارطة المشهد الخيري بمنطقة مكة المكرمة، حيث تأسست الجمعية في 30/3/1425ه بمنطقة مكة المكرمة تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية، وذلك إثر جهود مخلصة من المؤسسين الذين رأوا الحاجة المتزايدة لمثل هذا العمل الصحي التطوعي في منطقة تعد قلب العالم الإسلامي ومنبع زمزم.
ومع تزايد النشاطات وتوسعها انضم الكادر النسائي لأداء رسالة الجمعية؛ فجاء افتتاح القسم النسائي بتاريخ 13/3/1427 ه، برعاية كريمة من الأميرة سارة بنت عبدالمحسن العنقري حرم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز -رحمه الله-.
وتم افتتاح الجمعية رسمياً في الحفل الذي حضره صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز نيابة عن صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز بتاريخ 14/5/1426ه.
وكانت بداية الفكرة بعد النجاح الكبير الذي حققه مشروع (مكافحة الملاريا التطوعي) في محافظة القنفذة والذي نفذه البرنامج المشترك لطب الأسرة والمجتمع بجدة، ونال المشروع به (كرسي اليونسكو) كتجربة رائدة في تدريب المعلمين على التربية الصحية.
وللجمعية جملة من المشروعات النموذجية منها مشروع متميز يقدم الرعاية الشاملة للمرأة الحامل من بداية الحمل حتى الولادة الطبيعية أو القيصرية، وقد استفاد من المشروع أكثر من (5183) حالة بتكلفة بلغت (7.032.082) ريالا.
ومن مشروعات الجمعية العلاج الخيري فكرة عملية لإيصال الموسرين إلى المعسرين بآلية منظمة تحت مظلة الجمعية.
ويقدم هذا المشروع العلاج الطبي والجراحي والتأهيلي، وقد بلغ عدد الحالات التي تم علاجها أكثر من (8606) حالة بتكلفة مالية بلغت (28.199.516) ريال.
وسيّرت الجمعية (44) قافلة طبية شملت محافظات القنفذة والليث وخليص وعسفان والكامل ووادي ستارة، وبعض القرى النائية بمنطقة عمل الجمعية، وشارك فيها أكثر من (394) طبيباً متطوعاً، وقد عاينت العيادة أكثر من (5317) حالة.
وتنفرد الجمعية بتقديم خدمة علاجية ووقائية للاهتمام والعناية بصحة الفم والأسنان، وقد بلغ عدد الحالات التي تم معاينتها أكثر من (1076) حالة بتكلفة مالية بلغت (77.695) ريالا.
لجنة السقاية والرفادة
جاءت فكرة إنشاء "لجنة السقاية والرفادة" كخطوة تبنتها إمارة منطقة مكة المكرمة في عهد الأمير الراحل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبد العزيز -رحمه الله- لتنظيم عمل الجمعيات في المنطقة المركزية، ويشرف على أعمال الجمعية وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة "د.عبدالعزيز الخضيري"، حيث تتولى متابعة الوضع التنظيمي لعمل الجمعيات المتقدمة للمشاركة في مشروعات "الإطعام الخيري"، من خلال وضع ضوابط العمل وشروط الوجبات المقدمة، الأمر الذي ساهم بجلاء في مواجهة التجاوزات وإظهار العمل الخيري بصورة مشرفة أمام قاصدي بيت الله الحرام.
«مكة» وجهة عمل الخير
تُعد مكة المكرمة مجالاً خصباً وميدان جذباً لكثير من الجمعيات الخيرية، وذلك من بوابتين الأولى أنها قبلة الدنيا، حيث قدسية المكان ومضاعفة الحسنات، فضلاً عن أنها مقصد المسلمين من كل بقاع الأرض.
ويعمل داخل مكة طبقاً لتقديرات غير رسمية أكثر من (25) جمعية، لكن ثمة جمعيات أخرى تقدم إلى مهبط الوحي خلال مواسم الخير لتقديم خدماتها، ولا أدل من خصوبة الاستثمار الخيري في مكة المكرمة من أن جمعيات من محافظات خارج مكة اتجهت للاستثمار العقاري والخيري في قبلة الدنيا، ويقدر حجم الإنتاج الخيري من الوجبات بأكثر من (2) مليون وجبة، منها أكثر من (900) ألف وجبة توزع خلال شهر رمضان المبارك.
توصيات ومقترحات
* إيجاد ثقافة الشراكة الاجتماعية لدى أعضاء مجالس الإدارات في الجمعيات الخيرية واللجان التنفيذية ومديري الجمعيات.
* تأسيس مركز بحوث ودراسات للبرامج الاجتماعية في مكة المكرمة، ويشرف على هذا المشروع جمعية البر، باعتبارهم هم المؤسسون هذا الكرسي ب "جامعة أم القرى"، على أن يفعل بطرائق جيدة ويشارك في دعمه كافة الجمعيات.
* تفعيل دور لجنة السقاية والرفادة وتحويلها من مجرد جهة رقابية إلى جهة استشارية ومخططة، من خلال إعادة صياغة أعمالها وأهدافها وأعضائها.
* إيجاد شراكة اجتماعية بين الجهات ذات العلاقة في هذا الموضوع كالشؤون الاجتماعية بمختلف فروعها ووزارة الحج والأوقاف والشئون الإسلامية.
* توجيه الجمعيات الخيرية ووزارة الشؤون الاجتماعية على طرائق أساليب جديدة، منها نقل الحجاج المنقطعين، وإرشاد التائهين، وكذلك حفظ فائض الأطعمة في المخيمات، إلى جانب التوزيع الخيري من خلال نقاط المشاعر.
* تأكيد أهمية تحقيق الإفادة القصوى من موسم الحج، من خلال توسيع فكرة العمل التطوعي في الحج.
* تقديم وزارة الشؤون الاجتماعية نيابة عن الجمعيات الخيرية الأفكار الجديدة لعمل الجمعيات لدى وزارة الحج.
* فتح مجالات جديدة من التعاون من خلال الهيئة التنسيقية لأرباب الطوائف.
* تنظيم الملتقى الأول للجمعيات الخيرية بمكة المكرمة، ويكون برعاية إمارة منطقة مكة المكرمة وتنظيم وزارة الشؤون الاجتماعية، لمناقشة سبل تحقيق التعاون والشراكة.
المشاركون في الندوة
يحيى بن عطية الكناني الزهراني- ناشط اجتماعي وخبير في العمل الخيري
محمد مرزا عالم - مدير جمعية الإحسان بمكة سابقاً وداعية بمركز الدعوة بمكة المكرمة
محمد قايد - مدير عام جمعية البر بمكة المكرمة
أحمد حلبي- إعلامي ومتخصص في شؤون الطوافة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.