أعطت سلطات الاحتلال الإسرائيلية أمس، دفعا لتسريع البناء الاستيطاني من خلال موافقتها على بناء 942 وحدة استيطانية جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة عشية استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، في خطوة قال مسؤول فلسطيني إنها تهدد «بانهيار» المفاوضات. ويأتي هذا الإعلان الذي وافقت عليه بلدية القدس الإسرائيلية وأكده عضو بلدي قبل وقت قصير من إطلاق إسرائيل سراح 26 أسيرا فلسطينيا، كدفعة أولى من 104 أسرى سيطلق سراحهم بالتزامن مع مفاوضات السلام بين الطرفين. وجميع الأسرى الذين أطلق سراحهم ليل أمس معتقلون قبل توقيع اتفاقيات أوسلو للحكم الذاتي ما عدا واحدا اعتقل عام 2001. إلى ذلك، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أمس، أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي يهدد «بانهيار المفاوضات». وقال عبد ربه إن «هذا التوسع الاستيطاني غير مسبوق ويتناقض مع الالتزامات التي قطعتها الولاياتالمتحدة قبل بدء المفاوضات». في المقابل، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الالتزام بتجميد للاستيطان وهو مطلب رئيسي للفلسطينيين. فيما أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس عن أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ملتزم بمواصلة محادثات السلام مع إسرائيل رغم مسألة بناء المستوطنات الإسرائيلية. وقال كيري أثناء زيارة لبرازيليا «سأتحدث مع الرئيس عباس وهو ملتزم مواصلة المشاركة في المفاوضات لأنه يؤمن بأن المفاوضات هي التي ستحل هذه المسألة». وصرح في مؤتمر صحافي أعقب محادثات مع نظيره البرازيلي انتونيو باتريوتا «دعوني أوضح لكم ما يأتي: إن سياسة الولاياتالمتحدة المتعلقة بجميع المستوطنات هي أنها غير شرعية». من جهته، وصف نائب رئيس البلدية يوسف بيبي علالو الذي ينتمي إلى المعارضة اليسارية أنه «قرار رهيب يعد استفزازا للفلسطينيين والأمريكيين والعالم بأسره الذين يعارضون جميعا مواصلة الاستيطان». وكشف مسؤول في المنظمة غير الحكومية الإسرائيلية (السلام الآن) المعارضة للاستيطان عن أن قرار البلدية يشمل إمكان بناء 300 وحدة أخرى أيضا في مرحلة لاحقة. ويأتي ذلك في وقت سيستأنف فيه المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون المحادثات اليوم في القدس بعد تعثرها لنحو ثلاث سنوات. من جانبها، أكدت حكومة حماس في غزة في بيان «رفضها الشديد لقرارات حكومة الاحتلال الاستمرار في سياسة الاستيطان»، معتبرة أن «الإعلان عن بناء وحدات استيطانية بعد استئناف المفاوضات يمثل ضربة قوية لمصداقية الاحتلال ورغبته في السلام، ويعزز من القناعة بأن الكيان الصهيوني ليس له هدف سوى سرقة الأراضي وتثبيت أركان الاحتلال ومنع الطريق أمام أية تسوية سياسية محتملة».