يحرص أهالي القنفذة على تناول وجبة الإفطار صبيحة أول أيام عيد الفطر المبارك التي تقوم بإعدادها ربات المنازل بقرى وادي حلي، في أجواء تسودها الألفة والمحبة والإخاء، إذ يعد ذلك من أبرز أشكال طقوسهم وتعاطيهم مع هذا العيد، الذي جعلوه فرصة لتعزيز ترابطهم الاجتماعي، ليمتد طوال العام، مستمدينه من إرث كبير حظيت به القنفذة. ويشير أحمد بروجي السلامي إلى أن العيد في هذه القرى يحظى بطابع ثابت توارثته الأجيال، ليسير في نسق يجتمع فيه الجيران، حيث اعتادوا على قضاء العيد منذ عهد الأجداد على مستوى الحي أو مجموعة الأحياء المتجاورة. أما خالد أحمد بدوي فأفاد أن العيد في قرى وادي حلي يحمل في ثناياه معاني سامية، يعيشونه من خلال أعراف وتقاليد جمعت بين الأصالة والتجديد، فالأجيال الحاضرة ورثت قيما اجتماعية من الأجيال التي سبقتها، استطاعت تخليد كل معاني المحبة والوئام بين أفراد المجتمع، مؤكدا حفاظ الجيل الحاضر على طقوس ربما كان للظروف القاسية دور في نشأتها وتكوينها، إلا أنهم أصروا على المحافظة عليها، مراعين إضافة ما يجعل العيد أجمل وفق المتغيرات الحياتية التي يشهدها الزمن الحالي. فيما يؤكد يحيى محمد الفقيه أنه عقب صلاة العيد يقوم الأفراد بتبادل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة السعيدة، ويجتهدون في تهنئة أكبر عدد ممكن من الذين صفوا بجوارهم، ويتعمدون البحث عن كبار السن لتهنئتهم بالعيد.. ويرى كل من محمد الحاج سويدي، وعبده موسى السلامي، وإبراهيم عمر السلامي، أن العيد يعد فرصة عظيمة للتآلف والمحبة وصفاء النفوس، مؤكدين أن الإفطار الجماعي الذي يجمع أهالى القرى والحارات على مائدة واحدة في أول أيام عيد الفطر المبارك، عمل عظيم ذو مغزى كبير يعزز أواصر التآخي بين الجميع.