انتعاشة قوية شهدها قطاع البخور والعود والعنبر والعطور الشرقية في الأسواق المحلية خلال الأيام الثلاثة التي سبقت العيد، حيث سجلت نسبة الطلب ارتفاعا قياسيا على جميع الأصناف مع دخول أيام العيد وأفراحه ومناسباته. وقال متعاملون في قطاع سوق البخور والعطور الشرقية في المنطقة إن الطلب المتزايد جاء نتيجة طبيعية لأساليب التسويق التي انتهجتها بعض المحال التجارية، من أجل استقطاب المزيد من المتسوقين والمتسوقات إلى جانب دقتهم في العروض واستحداثهم مناهج جديدة للجذب. وأضافوا أن شهر رمضان شكل أحد المواسم الرئيسية لقطاع البخور والعطور الشرقية، حيث بدأت نسبة الطلب في الارتفاع مع انطلاقة الشهر الكريم، وتحافظ على مستوياتها، إلا أن الأيام الثلاثة التي تسبق عيد الفطر تشهد نسبة المبيعات فيها أكثر بنحو 50% مقارنة مع الأيام السابقة. للرجال فقط سلمان السعيد أحد المتعاملين مع السوق يقول إن مبيعات البخور والعطور الشرقية تذهب بالدرجة الأولى للنساء، حيث تشكل نحو أكثر من 60% من إجمالي الطلب، وهي ظاهرة غريبة، خصوصا أن هذه النوعيات من العطور تبدو للوهلة الأولى من اهتمامات الرجال فقط. وأضاف أن مبيعات البخور الكمبودي والجاوي الممتاز وأيضا بعض أصناف دهن العود، مازالت تحتل القائمة في سلم إجمالي المبيعات، حيث تشكل أكثر من 50% من إجمالي الطلب، خصوصا أن هذه النوعيات تحظى بسمعة كبيرة لدى المستهلكين على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية، الأمر الذي يفسر التصاعد المستمر في معدلات الطلب عليها، بالرغم من منافسة بعض الأصناف ذات الأسعار الرخيصة. وقال إن المنافسة بين المحلات ساهمت كثيرا في إبقاء الأسعار عند مستوياتها الحالية، خصوصا أن البعض أقدم على تخفيض الأسعار بنحو 50%، الأمر الذي دفع البعض لمجاراة الواقع بتقديم العروض الخاصة، أملا في الحصول على نصيب وافر من كعكة العيد، التي تتنافس عليها عدد كبير من المحلات المتخصصة في تجارة البخور والعطور الشرقية. من 50 إلى 1000 حول أسعار العطور، أوضح ناصر العاصم أحد المتعاملين أنها تختلف باختلاف الجودة والصنف والبلد المصدر، فكل صنف له سعره، كما أن بلد المنشأ يلعب دورا مؤثرا في تحديد الأسعار، فمثلا البخور الكمبودي يتراوح سعره بين 50 1000 ريال للتولة والبورمي بين 100 400 ريال للتولة والجاوي بين 50 200 ريال للتولة، بينما الشعبي يبلغ سعره 100 ريال (500) غرام. بينما العطور الشرقية، فهي عالم واسع، فمثلا دهن العود يتراوح بين 150 1500 ريال للتولة والمسك بين 10 200 ريال للتولة وعطر الزهور بين 20 80 ريالا للتولة وغيرها من الأصناف التي يصعب تحديدها. ودعا العاصم إلى فرض رقابة على الباعة الجائلين، الذين ينتشرون في الشوارع والأسواق والجوامع والمساجد بكثرة، خصوصا في المناسبات والمواسم مثل شهر رمضان والعيد، حيث ساهم انتشارهم في الإضرار بمصالح التجار، خصوصا أنهم يمارسون الغش من خلال ترويج الأصناف الشعبية غير المعروفة، الأمر الذي انسحب على التجار من جانب كما أدى إلى انخفاض نسبة الزبائن في جميع الأوقات. العيد والتراويح عيسى المحمود (متعامل) يرى أن التقاليد والموروثات الثقافية السائدة في المجتمعات الخليجية، التي تعطي أهمية بالغة لمسألة البخور والعطور الشرقية في المناسبات السعيدة سواء في الأعياد أو الأفراح، تشكل عاملا فاعلا في استمرارية وتنامي هذه التجارة في الأسواق الخليجية والأسواق المحلية على وجه الخصوص. حيث يحرص الجميع على تقديم البخور والعطور الشرقية المميزة للضيوف في المناسبات المختلفة، الأمر الذي يؤدي إلى إبقاء مستويات الطلب عند المعدلات الطبيعية طوال العام. وأشار المحمود إلى أن أسعار البخور والعطور الشرقية، بالرغم من ارتفاع الطلب عليها مازالت مستقرة نسبيا، إذ لم تشهد زيادة كبيرة في الأسعار، نظرا لوجود كميات كبيرة في الأسواق المحلية، حيث تلبي احتياجات الأسواق المحلية من جانب واحتدام المنافسة الشديدة بين تجار البخور والعطور الشرقية من جانب آخر. وأوضح أن حرص المصلين على التزين ووضع الطيب أثناء أداء الصلوات الخمس وأيضا صلاة التراويح، يشكل أحد الروافد الهامة في زيادة الطلب على البخور والعطور الشرقية في مواسم رمضان فضلا عن توسع استخدامها في أيام العيد والمناسبات الاجتماعية. غشاشو العود والعطور وحذر عبدالرزاق المسفر من الوقوع ضحية الغش التجاري، الذي اتسعت رقعته في الفترة الأخيرة، حيث ظهرت في الأسواق المحلية أنواع من البخور ذات جودة رديئة لا تتناسب مع أسعارها، بالإضافة إلى وجود أنواع من البخور لا تتعدى كونها أخشابا ذات أصابع قريبة من أخشاب البخور المعروف، مضافا إليها بعض أنواع وأصناف العطور الرخيصة، لإصدار روائح زكية، بهدف الإيقاع بالزبون، الذي ليست لديه دراية كاملة بالأصناف الممتازة من البخور. ولم يقتصر الأمر على البخور في عمليات الغش، بل طالت اليد الطولى أنواع العطور الشرقية، التي تلقى إقبالا متزايدا في السوق المحلي والخليجي عموما، حيث بدأت هذه النوعية من العطور تفقد بريقها لدى المستهلك المحلي، جراء تزايد الأنواع «المضروبة» في الأسواق المحلية، خصوصا في الفترات القليلة الماضية. هذه النوعيات من البخور والعطور الشرقية المقلدة أو المغشوشة، يقوم بترويجها الباعة الجائلون والعمالة الوافدة، التي تتواجد في الأماكن العامة وفي أوقات المناسبات الدينية.