في المقابر نجد المشهد مختلفا في أيام العيد، حيث يحرص البعض على زيارة المتوفين هناك فيما يمضي العاملون في تلك المقابر على تسهيل كل ما من شأنه خدمتهم، حيث تشهد مقابر مكةالمكرمة أول أيام عيد الفطر المبارك إقبالا كبيرا من الناس لزيارة من فقدوهم من الأحبة، وهم يجمعون ما بين الحزن على فراق الأحبة وبين فرحتهم بالعيد. وتجولت «عكاظ» في مقبرة الشرائع ورصدت الزائرين، أحدهم يرفع يديه إلى السماء ويدعو لهم بالرحمة، وآخر بدا جاثيا أمام قبر من أحبهم متضرعا لله عزوجل وداعيا لهم بالمغفرة، وآخر يكفكف دموعه من الحزن، وآخر مسترسل ينظر إلى السماء طالبا من الله أن يغفر لهم ويسكنهم فسيح جناته. ويشير المواطن محمد بنونة إلى أن فرحة العيد لا تنسيه زيارة من فقدهم من الأحبة والدعاء لهم وطلب المغفرة والرحمة من الله، فيما بين المواطن حسين محمد أنه يداوم على زيارة من فقدهم من الأحبة والدعاء لهم في أول أيام عيد الفطر، ويرى أن زيارة المقابر واجبة والدعاء للمتوفين بأن يسكنهم الله فسيح جناته كما لزيارة القبور وقع كبير على النفس وتذكير وأخذ المواعظ والعبر وتطويع النفس على الإكثار من العبادات لكي نتهيأ لهذا اليوم. من جهته، لم يخفِ المشرف على مقابر الشرائع في مكة توفيق محمد عبد الصمد سبأ سعادته بهذا العمل الشريف، رغم تعوده في صباح العيد على التجمع مع الأهل والأقرباء، قائلا: «لكن نعوضها بأيام أخرى، فسعادتنا بهذا العمل الذي فيه الأجر عند الله أسعد لنا أن نكون مع أطفالنا وأقربائنا» ، وحول ترتيبات الدفن، أوضح سبأ أنه إذا أتت حالة وفاة فإنه يتم نقل أهل المتوفى من البوابة إلى القبر الذي يتم الدفن فيه بشكل منظم مع تأمين سيارات القولف لخدمة الزوار لهذه المقبرة، وأن هذه الترتيبات للزوار لمدة 24 ساعة، وأن أكثر الزيارات على هذه المقبرة في أول أيام عيد الفطر بعد صلاة المشهد إلى آخر النهار، حيث يتم تنظيم الزوار وتوجيههم إلى مواقع القبور التي تخص موتاهم، وذلك عن طريق جهاز الكمبيوتر لمعرفة رقم القبر، وأضاف: «وهنالك عامل يقوم بتوصيل الزوار إلى القبر بسيارات القولف حيث يوجد في كل وردية 15 عاملا متواجدا للحفر والدفن و7 سائقين لسيارات القولف ومشرفين ومراقبين، وهناك ازدياد في العمال والموظفين لتغطية المهام سنويا، في ظل اهتمام أمانة العاصمة المقدسة بذلك، والحرص المستمر من قبل وكيل أمين العاصمة للخدمات المهندس عبد السلام مشاط، الذي لا يتوانى في تلبية جميع متطلباتنا» .