تحتضن ساحة قصر الحكم في مدينة الرياض هذا العام كما الأعوام الماضية احتفالات وفعاليات العيد. وتعد ساحة قصر الحكم الساحة التاريخية الرئيسية، حيث تحتضن عددا من المعالم التراثية والتاريخية مثل قصر الحكم ومتحف المصمك وسوق الزل وساعة الصفاة، وكانت تقام فيها الاحتفالات الرئيسية في بدايات الدولة السعودية. وتعد إقامة الاحتفالات في الساحات التاريخية الرئيسية تقليدا تنتهجه أهم مدن العالم وخاصة المدن الأوروبية بهدف إحياء الموروث التاريخي للمدينة والتعريف بأحيائها التاريخية ولربط المواطنين والزوار بتاريخ مدنهم ودولهم. تحصينات القصر أنشئ قصر الحكم في مدينة الرياض في عهد دهام بن دواس في حوالي عام 1160ه ، وأصبح فيما بعد مقرا للإمارة والحكم، وفي عهد الإمام تركي بن عبدالله مؤسس الدولة السعودية الثانية قام بإعادة بناء قصر الحكم وجعل منه أجنحة وأبراجا وأدخل عليه بعض الإصلاحات والإنشاءات العمرانية، كما شهد القصر في عهده أحداثا تاريخية مهمة. وتم في عهد الإمام فيصل بن تركي زيادة مساحة قصر الحكم وتحصيناته واتخذ منه الإمام سكنا له ولعائلته، كما أعاد بناء المسجد الجامع وزاد في سعته وأدخل في ساحاته زخارف إسلامية لم تكن معروفة في نجد آنذاك كما وضع ممرا علويا بين المسجد وقصر الحكم. وفي عام 1327ه قام الملك عبد العزيز رحمه الله بعد أن أرسى قواعد الحكم بإعادة بناء قصر الحكم وذلك بترميم بعض أجزائه وبناء أسواره ومجالسه وملحقاته على أنقاض قصر الإمامين تركي وفيصل، وقد فرغ الملك عبدالعزيز من بناء هذا القصر في عام 1330ه تقريبا. الأكبر في العاصمة وكان قصر الحكم أكبر بناية في الرياض، ومساحته تزيد على خمسة عشر ألف متر مربع وقد بني كغيره من مباني الرياض وبيوتها بمواد اللبن والطين. ويشتمل القصر على بعض القلاع القديمة وهي جزء من القصر الكبير منذ أيام الإمام فيصل ووالده الإمام تركي. ولما كان هذا القصر أكبر بناء في مدينة الرياض آنذاك، فقد كان يشرف على جميع جهات المدينة فهو من الناحية الشمالية يطل في معظمه على ساحة الصفاة (الميدان الفسيح الذي يقع شمال القصر) وقد أعد هذا الميدان خصيصا لإقامة الاحتفالات في المناسبات مثل ختم القرآن وعيدي الفطر و الأضحى والمناسبات الأخرى. كما يجتمع في هذا الميدان الزائرون والوافدون. وشهد قصر الحكم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله إعادة بنائه في موقعه السابق على أرض مساحتها 11500 متر مربع وذلك ضمن أعمال المرحلة الثانية من برنامج تطوير منطقة قصر الحكم الذي تقوم عليه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بهدف إنعاش وسط مدينة الرياض وإعادة الحيوية والنشاط إليه وتأهيله لأداء دوره الأساسي كمركز سياسي وإداري وتجاري رئيسي للمدينة.