المرأة المكية تميزت بارتداء الجلابية في أيام العيد الأولى، تؤدي بها صلاة العيد وتستقبل بها الزائرات وضيوفها من العائلة والجيران، تقول مصممة الجلابيات الحجازية فتحية بندقجي إن السيدة الخليجية بشكل عام والسعودية بشكل خاص تعتمد في زيها على لبس الجلابيات ومهما اختلفت الموديلات والتطريز والألوان لكنهن يتفقن على لبسها خاصة في المناسبات مثل الأعياد وأثناء حضور المحاضرات والندوات الدينية وليلة الحنة أو الغمرة. المصممة هدى المهدي أشارت إلى تميز المرأة المكية عن غيرها في زيها الخاص حيث ترتدي أيام العيد ما يسمى بالثوب المسدح وهو رداء واسع خفيف وترتدي تحته البنطال الطويل والصديرية وتزينها بالازرة الذهبية او ترتدي تحت ذلك الثوب الواسع ما يسمى بالزبون، ويلبس معها غطاء الرأس وهو ما يسمى بالمدورة والمحرمة المشغولة بالخيوط الذهبية او الحريرية الملونة، واضافت بأن أخريات يرتدين الثياب المطرزة والمشجرة التي تناسب الشابات والمتوسطات في العمر ويحرصن على ارتدائها عند حضور صلاة العيد في الحرم الشريف. اختلاف الأذواق وتضيف المهدي أن الكثير من السيدات تخلين عن لبس هذه التراثيات من الأزياء لكن الاغلب لا يمل من ارتداء مثل هذه الثياب بسبب اختلاف الاذواق ويزداد الاقبال على ذلك في المناسبات، وبرغم تنافس الشركات والماركات في إنتاج كل جديد ومجاراة الموضة وخطوطها لكن تظل الجلابيات هي المطلب الأول والرئيسي لكثير من النساء في هذه الأيام، كما تجد الرواج والتنافس في ألوانها وموديلاتها في المعارض. بسمة حسين حرصت على اقتناء عدد من الجلابيات لارتدائها في أيام العيد حيث ترى أنها تتناسب والتجمعات والزيارات خاصة لما فيها من تميز بالحشمة والذوق العربي الأصيل، ولا تركز على أسعارها أكثر من موديلاتها وما تتجمل به من شك وتطريز. تطريز هادئ تجد سمية العوفي مشقة في البحث عن الجلابيات المناسبة حسب رغبتها؛ لأنها تبحث عن التطريز البسيط الهادئ والقماش الجيد لذلك تضطر للاعتماد على تصميم جلابية العيد قبيل شهر رمضان المبارك حيث تبلغ تكلفة الجلابية ومن تصميمها ما يقارب ثلاثمائة ريال او تزيد. فيما ترى هنادي الشريف ان اليوم الأول من أيام عيد الفطر المبارك من الأيام التي تجتمع فيها أفراد العائلة ذكورا وإناثا، ونظرا لهذا الاجتماع تعتبر الجلابية هي الزي المناسب والذي يسمح للمرأة التحرك بحرية لأنه لباس ساتر ومحتشم وهو السبب الرئيسي في الإقبال على الجلابية. الممثلات يروجن وتحرص الغالبية العظمى من السيدات أي أكثر من 50 % على ارتداء الجلابية في أول يوم بخلاف الفتيات اقل من 25 واللاتي يفضلن الملابس السبور والعصرية. وتضيف هنادي الشريف بان المسلسلات الخليجية تساهم في إشاعة نوعية الموضة الدارجة والتي تطلبها السيدات في هذه المناسبة، حيث تحرص كثير من معارض ومشاغل الجلابيات الشهيرة بتقديم أنواع من مبيعاتها عن طريق عرضها على الممثلات الخليجيات لما في ذلك من دور لترويج منتجاتهم وموديلاتهم، مشيرة إلى أن هناك إنتاجا خاصا في العامين الماضيين بالنسبة لموديلات الجلابيات بسبب تدخل بعض السيدات في تصميم جلابيتهن مما ساهم في انتقال هذا الذوق للأسواق. وترى الشريف بأن الهند تعد المصدر الأول للجلابيات والأفضل في الإنتاج إذ أنها لا تنافس في التطريز والشك بأنواعه لذلك تعتمد المشاغل الوطنية على العمالة الهندية للأسباب المذكورة بالإضافة لقلة أجور اليد العاملة الهندية. الأسعار نار الشريف أبانت أن أسعار الجلابيات تختلف حسب الخامات المستهلكة في إنتاج الجلابية فإن كانت الجلابية بسيطة وعملية وتلبس في البيت فتتراوح الأسعار لها ما بين 50 إلى 100 ريال، كما تقدر قيمة الجلابيات عادة والتي تناسب استقبال الضيوف من الأقارب ما بين 100 إلى 200 ريال أما أكثر من 200 ريال فهي لاستقبال الضيوف المميزين او لزيارة الجيران، وتعد الأسعار المعقولة عادة بالنسبة للجلابيات تتراوح ما بين 200 إلى 700 ريال، أما بالنسبة للأسعار المرتفعة وذات التصميم الخاص فتتراوح ما بين 2000 إلى 5000 ريال. تصاميم تقليدية ويقول سعيد علي موظف بأحد محلات بيع الجلابيات النسائية، إن الموضة في الجلابيات هذا العام ومنذ سنوات ماضية ما زالت تعتمد على التطريز بالخيط سوى أنها اختلفت في القصات البدوية والغجرية والألوان الموحدة والسادة، والجلابيات القصيرة هي الأكثر مبيعا والموضة الدارجة خلال العامين الآخرين. ويضيف بأن أيام العيد تعتبر السبب الأول في إقبال 60 % من السيدات على شراء الجلابيات بأنواعها وألوانها وموديلاتها ومصادر إنتاجها وبالتالي لا يكون الاعتماد أو التركيز على الأسعار ذات تأثير على رواج الجلابيات أكثر من موضتها وموسمها.