أعلن رئيس المجلس الوطني التأسيسي التونسي «البرلمان» مصطفى بن جعفر تعليق أعمال المجلس إلى أجل غير مسمى، وذلك في تطور لافت عكس عمق المأزق السياسي الذي تمر به تونس هذه الأيام. وقال بن جعفر في كلمة وجهها إلى الشعب التونسي البارحة إنه «نظرا لتواصل الانقسامات الحادة في البلاد، قرر تعليق أعمال المجلس الوطني التأسيسي الى حين إجراء حوار وطني بين جميع الأطراف». واعتبر أن جميع أطياف الشعب التونسي «ملت السياسة، وتطالب بضرورة العمل من إجل إخراج تونس من المرحلة الحالية إلى مرحلة الاستقرار»، مؤكدا أن الوضع في تونس لم يعد يحتمل أمام ما تم تسجيله من عمليات اغتيال للسياسيين والأعمال الإرهابية التي تستهدف الشعب التونسي، على حد تعبيره. ودعا رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي وأحمد نجيب الشابي وحمة الهمامي وكافة الطبقة السياسية في تونس إلى التوافق في ما بينهم وتغليب المصلحة الوطنية. ويأتي هذا القرار المفاجئ بعد ساعات قليلة من عقد المجلس الوطني التأسيسي جلسة عامة شارك فيها عدد من أعضاء الحكومة، فيما قاطعها أكثر من 60 نائبا يعتصمون منذ عدة أيام في ساحة باردو أمام مقر المجلس. كما تتزامن هذه الخطوة مع استعدادات المعارضة لتنظيم تظاهرة مليونية بمناسبة مرور ستة أشهر على اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، وللتأكيد على مطالبها المتعلقة بحل المجلس التأسيسي، والمؤسسات المنبثقة عنه، وخاصة منها الحكومة والرئاسة. من جهة ثانية قتلت قوات الأمن التونسية أمس «إرهابيا خطيرا» في منطقة رواد من ولاية اريانة حسبما أعلنته وزارة الداخلية.. موضحة في بيان أن الوحدات الأمنية المختصة بمواجهة ومكافحة الإرهاب حاولت القبض على أحد العناصر الإرهابية الخطيرة جدا والمرتبطة بالعمليات الأمنية التي قامت بها (الوحدات الأمنية) في الفترة الأخيرة.