أجمع خبراء سياسيون أوروبيون على أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المتضمنة استبعاده أن يكون ما قام به الجيش المصري انقلابا عسكريا، تدل على توجه أمريكي يرى أن الوضع الحرج في منطقة الشرق الأوسط يحتم تفهم ما يجري في مصر وقبوله بعيدا عن أي تدخل محتمل في الشأن المصري. ورأى الخبير في الشؤون العربية والشرق الأوسط الدكتور أودو شتاينباخ أن هناك تحولا في الموقف الأوروبي والأمريكي. وهو موقف بحسب رأيه اختلف عما كان في وقت زيارة المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية كاثرين آشتون إلى مصر والتي سمحت لها السلطات المصرية بزيارة الرئيس المعزول محمد مرسي. وقال شتاينباخ إن مصر دولة مهمة جدا إقليميا ودوليا. وليس من مصلحة أوروبا أو الولاياتالمتحدة أن تشهد توترا أو حربا أهلية. واعتبر أن هناك قناعة وصلت إلى الدوائر المسؤولة في أوروبا والولاياتالمتحدة أن ما قام به الجيش المصري ليس انقلابا عسكريا والدليل على ذلك هو وجود حكومة مدنية تدير شؤون البلاد. ورأى أن التواصل مع جميع الأحزاب والأطراف لا بد أن تكون له أولوية للمسار المستقبلي للبلاد. وفي الوقت الذي اهتمت فيه وسائل الإعلام الألمانية بتصريحات كيري وبالموقف الأمريكي الذي وصفته بأنه موقف جديد، رأى الخبير في الشؤون الاستراتيجية الدكتور فولفجانج فوجل أن تصريحات كيري جاءت قبل ساعات من زيارة نائبه بيرنز إلى مصر والوفد المرافق له وهو أمر إذا دل على شيء فإنما يدل على أن واشنطن لا ترغب في مواجهة مع الحكومة المؤقتة المصرية. وربما تكون واشنطن بهذا التوجه تنتظر أن يكون لها تأثير معين على كيفية التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين في هذا الظرف الصعب على حد قوله. وأكد أن الجميع سيكونون في موقف أفضل إذا بدأ الإخوان يتفهمون للحدث ويعلنون صراحة عن فك الاعتصام والبدء في حوار بناء شامل لمستقبل ديمقراطي لمصر. وحسب فوجل فإن الجانب الأمريكي لم يعد أمامه مخرج غير الاعتراف بأن الأحداث التي شهدتها مصر منذ ثورة 30 يونيو إنما هي نتاج صريح لإرادة الشعب المصري. وهذا الموقف سيسهل مواصلة المعونة الأمريكية إلى مصر. من جهته، قال فيليب ميسفلدر مسؤول العلاقات الخارجية بالحزب الاشتراكي الديمقراطي إن استمرار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في الحكم كان سيشكل خطرا على المنطقة معتبرا أن ما حدث في مصر إرادة شعبية تدل على إخفاق جماعة الإخوان في فهم احتياجات الشعب المصري ووضع مصر الإقليمي والدولي.