بين مدير بنك الدم المركزي بالمدينةالمنورة فايز حضرم السهلي، أن بنك الدم أنشئ عام 4104ه، وكان الهدف من إنشائه تغطية الاحتياج من طلبات نقل الدم بالمنطقة وذلك ضمن برنامج المملكة لوقف استيراد الدم من الخارج والاعتماد كليا على المواطنين والمقيمين، وكان ذلك مواكبا للتطور الهائل الذي تم بحمد الله في الخدمات الصحية المقدمة بفضل من الله ثم بفضل الجهود الحثيثة التي تقوم بها الدولة، لذلك تم إنشاء بنوك دم فرعية في كل من مستشفى الملك فهد، ومستشفى النساء والولادة والأطفال، ومستشفى الأمير عبدالمحسن بالعلا، ومستشفى ينبع العام، وبدر والمهد، ويعتبر حاليا بنك الدم المركزي هو الداعم الرئيسي لجميع بنوك الدم الفرعية بمستشفيات المنطقة والمستشفيات التي لا يوجد بها بنوك دم سواء الحكومية أو الخاصة، وأشار السهلي إلى آلية عمل بنك الدم من حيث استقبال المتبرعين والإجراءات المتبعة في سحب الدم وحفظه، حيث يبدأ دور بنك الدم من خلال تفعيل برامج التوعية لتحفيز المتبرعين للتبرع بالدم بصفة منتظمة كل ثلاثة أشهر مشتملة على الفوائد العائدة للمتبرع من عملية التبرع بالدم واستفادة المتبرع وعائلته للدم في حال الاحتياج، إضافة إلى إذكاء روح التعاون ومد يد العون للمرضى المحتاجين وما ينالونه من الأجر والثواب عند الله. وعن آلية التبرع بالدم، أوضح السهلي أن عملية التبرع بالدم تمر بعدة مراحل، تبدأ بالاستقبال، حيث يقوم موظف الاستقبال بتعبئة البيانات الخاصة بالمتبرع والتي تشمل «الاسم، العمر، الجنسية، رقم السجل المدني أو الإقامة، وسائل الاتصال، عنوان السكن»، بعد ذلك يقوم المتبرع بالإجابة على الأسئلة الخاصة بالتبرع بالدم باللغة العربية أو الإنجليزية حسب معايير منظمة الصحة العامة والجمعية الأمريكية لبنوك الدم، أما فحوصات ما قبل التبرع بالدم فتشتمل على فحص مبدئي لفصيلة الدم ونسبة الهيموجلوبين والوزن حسب المعايير المطلوبة لتحديد لياقة المتبرع، فيما يقوم الطبيب ببنك الدم بمراجعة الاستمارة ونتائج الفحوصات ومن ثم إجراء الكشف الطبي للمتبرع وقياس الضغط والنبض والاستعداد النفسي والبدني للتبرع بالدم وبناء عليه يحدد الطبيب مدى إمكانية قبول المتبرع من عدمه، ويتم توجيه اللائقين لصالة التبرع وتقديم الشكر للمتبرعين غير اللائقين للتبرع مع تقديم النصيحة والمشورة الطبية لهم، تعقبها عملية السحب، حيث تتم بتهيئة المتبرع بعد استقباله من قبل فني سحب الدم لعملية السحب التي تستغرق من خمس إلى 10 دقائق يتم خلالها سحب حوالى 450 مليمترا من الدم وعينات لعمل الفحوصات الخاصة بالدم للأمراض المعدية للتأكد من سلامة الدم، علما بأن كمية الدم بالإنسان الطبيعي تتراوح بين 4.5 وخمسة لترات في الإنسان البالغ، والذي يزن 70 كيلوجراما وبطول 1.72 متر تقريبا، يوضع بعدها المتبرع تحت الملاحظة لمدة لا تقل عن 10 دقائق يتم خلالها إعطاؤه وجبة خفيفة وعصيرا، ويعطى المتبرع بعدها بطاقة للمراجعة لاستلام نتائج فحوصات الدم موضحا بها تاريخ ورقم السحب والنصائح التي يجب اتباعها بعد التبرع، يليها فصل مكونات الدم، حيث يتم فصل وحدة الدم إلى عدة مشتقات ومنها كرات الدم الحمراء والصفائح الدموية والبلازما والكريوبرسبتيت ثم تنقل هذه المشتقات إلى وحدة حفظ الدم كلا حسب نوعه، ثم الفحوصات المخبرية لوحدات الدم حيث يتم إجراء فحوصات مخبرية للتأكد من سلامة الدم وخلوه من الأمراض المعدية مثل مرض نقص المناعة المكتسبة «الايدز» والتهاب الكبد الوبائي من النوع «ب، ج» والملاريا ومرض الزهري والفيروس المسبب لسرطان الدم وغيرها، بالإضافة إلى فحص الأجسام المضادة واختبارات التوافق وعمل اختبارات فصيلة الدم بعدة طرق للتأكد منها، إضافة إلى عمل اختبارات الجودة النوعية، وعادة ما يتم استبعاد أي وحدة يشك فيها، ثم يتم صرف وحدات الدم ومشتقاته بعد التأكد من سلامة نتائج الفحوصات لمندوبي المستشفيات المستفيدة من الخدمة على مدار 24 ساعة، وفي حال وجود نتائج غير طبيعية يتم استبعاد وحدات الدم وإتلافها، منوها بوجود قاعدة بيانات للمتبرعين من الفصائل النادرة ومن خلال برنامج أصدقاء بنك الدم والذي أنشئ عام 1418ه يتم من خلاله استدعاء أصحاب الفصائل النادرة في حالة الاحتياج، مشيرا إلى أن عدد المتبرعين يختلف من وقت إلى آخر، حيث إن الاحتياج في بعض الأوقات يكون أكثر من غيره، حيث يصل عدد وحدات الدم المسحوبة سنويا إلى ما يقارب 22 ألف وحدة دم بالمنطقة، ويتم نقل الدم إلى المستشفيات بواسطة حاويات مبردة ويراعى تسليم الوحدات إلى مندوب المستشفى على أن يكون أحد الكوادر الطبية ولديه الدراية الكاملة بكيفية التعامل مع وحدات الدم.