صحيح أن «العمل عبادة» لكن هذه المقولة لا تنطبق في شهر رمضان الكريم على الكثير من الموظفين.. ومع أنه لا يمكننا تعميم ظاهرة التكاسل هذه، واتهام جميع الموظفين بالإهمال، لكن الصورة السلبية تطغى في أحيان كثيرة، وتبدو صورة الموظف النائم خلف مكتبه بانتظار انتهاء الدوام، أو صورة المكتب الفارغ لأن الموظف قرر أخذ إجازة خلال شهر الصيام لأن العمل فيه مشقة عليه. ما أكثر هؤلاء الذين يعتبرون شهر رمضان المبارك فرصة للراحة أو تأجيل الكثير من أعمالهم، يصبح العمل عبئا عليهم، كما يتغيب بعضهم عن الدوام وتتعطل مصالح الناس بداعي أنهم صائمون، لا يتوقف الأمر عند هذا الحد.. بل يتسبب هذا الإهمال في تأخير أعمال كثيرة ويؤدي إلى سخط أصحاب الأعمال أو الباحثين عن ‘نجاز مصالحهم، وقد تكون هناك حالات ضرورية جدا بل وإنسانية نتكاسل عنها بداعي أننا صائمون. شهر رمضان شهر عمل وعبادة وليس شهر عطلة كما يتخذه البعض، حيث يجمعون رصيد الإجازات السنوية للاستفادة منها خلال الشهر الكريم لأنهم لا يتحملون الصوم والعمل معا، فللأسف ينخفض مؤشر الإنتاجية كثيرا في هذا الشهر، حتى أنه قد يصل إلى ما دون الصفر في بعض الأوقات، ويدفع المواطن ثمن هذا التأخير من وقته وماله وأعصابه. فعلى الرغم من أن ساعات العمل في شهر رمضان تكون أقل من معدلها الطبيعي في باقي أيام السنة، إلا أن همم الموظفين تتثاقل عن أداء واجباتهم وتكون حجتهم على الدوام هي أنهم صائمون. وللأسف يعتبر بعضهم العمل محطة يومية لتمضية الوقت بانتظار موعد الإفطار، أو استراحة للنوم والتكاسل، ويصاب المراجعون بالملل نتيجة المماطلة التي يصادفونها ونتيجة الإهمال الذي يجدونه لمعاملاتهم. كما يشكو البعض من العصبية التي يتعاطى بها بعض الموظفين. لقد تناسى البعض أن شهر رمضان المبارك هو من أفضل الشهور وأعظمها منزلة عند الله تعالى، وهو شهر الخيرات والمبرات، يمحو الله سبحانه وتعالى فيه الخطايا، ويجزل فيه الأجور والعطايا، ويضاعف فيه على عباده بالخير والرحمات والبركات، وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على صوم شهر رمضان وفضل العمل فيه. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينعم علينا بنعمة «الصوم عن الكسل» ويعود الموظف إلى عمله بحماس وجدية، ويضع أمام عينيه أن الله يراقبه في كل عمل، وأنه كلما زاد الجهد والتعب خلال نهار الشهر الكريم زاد الأجر.. نعم لا بد أن نؤدي مصالح الناس ولا نؤخرها وأن يكون رمضان شهر العمل وليس الكسل. محمد حسن يوسف