يلتحف المواطن أحمد علي عبيري (80 عاما) السماء ويفترش الارض، ويعيش في عزلة تامة عن محيطه بعد أن اختار العراء وغرفة خشبية صغيرة، أعمدتها من الخشب وغطاؤها ورق مقوى تصمد أحيانا في وجه الرياح وأحيانا أخرى تضعف عزيمتها فتقاذفها الهبوب حتى تتطاير في السماء، لا زوجة ولا أبناء فهو لم يتزوج أصلا، متاعه صندوق خشبي يضع داخله ذكرياته وقليلا من الملابس التي أكل عليها الدهر. وقال عبيري «أتقاضى مبلغ 800 ريال من الضمان الاجتماعي وهذا المبلغ لا يؤمن لي الطعام ولا الكسوة أما مياه الشرب مصدرها خزان كبير يعبأ لري الأغنام والبقر، أقضي نهاري في مكان معد للبقر لأحمي نفسي من لهيب الشمس وقطرات المطر، وفي الليل أتمدد على كرسي صنعته من الخشب والصفيح، وأقضي حاجتي في الخلاء»، وأضاف «بحكم قربي من الوادي أشتم أحيانا رائحة الإبل فأذهب خلفها وأشرب من حليبها فيكفيني يوما كاملا». وزاد «في أحد الأيام مر بقربي مجموعة من الشبان، وعندما علموا أنبي أعيش وحيدا باتوا يترددون علي لمدة يومين بعدها اختفوا». وخلص بالقول «أتمنى من الله أن تتحسن ظروفي وأرتاح من هذا التعب والقلق وأن أنعم ببقية عمري الذي لا أعلم كم بقي منه بالسعادة مثل بقية البشر».