يعيش أحمد علي عبيري، البالغ من العمر 80 عاماً، في غرفة خشبية صغيرة، أعمدتها من الخشب وغطاؤها ورق مقوى تصمد أحياناً في وجه الرياح وأحياناً أخرى تضعف عزيمتها فيتقاذفها الهبوب فتتطاير في السماء، لا زوجة ولا أبناء فهو لم يتزوج أصلا، متاعه صندوق خشبي يضع داخله ذكرياته وقليلا من الملابس التي أكل عليها الدهر.. يقضي نهاره وحيدا، وليله في العراء على كرسي أعده من الخشب والبراميل الفارغة، لا يعرف الثلاجة ولا صنابير المياه أو حتى الوجبات السريعة. يقول: بحكم قربي من الوادي أشم أحيانا رائحة الإبل فأذهب وراءها وأشرب من حليبها فيكفيني يوما كاملا»، وزاد «في أحد الأيام مر على مجموعة من الشباب وعندما عرفوا أنني أعيش وحيدا ترددوا يومين بعدها اختفوا»، وخلص بالقول «وأتمنى من الله أن تتحسن ظروفي وأرتاح من هذا التعب والقلق وأنعم ببقية عمري الذي لا أعلم كم بقي منه».